الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

الطائرات المُسيّرة.. تُرهق إسرائيل وتثير الرعب فيها

حجم الخط
الطائرات المسيرة
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

أعادت حادثة اختراق طائرة مسيرة تابعة لحزب الله اللبناني الأجواء الإسرائيلية الجمعة الماضية، تسليط الضوء على هذا النوع من السلاح الذي بات يشكل معضلة عسكرية وأمنية في وجه دولة الاحتلال.

الحديث يدور وفقاً لمراقبين إسرائيليين عن جيل جديد من الطائرات، رخيصة وصغيرة الحجم، تطير على ارتفاعات منخفضة ويصعب اعتراضها من الطائرات الحربية أو إسقاطها من القبة الحديدية.

مصادر إعلامية إسرائيلية ذكرت أن الطبقة الأمنية العسكرية الإسرائيلية تُرجح أن المسيّرات الجديدة تشكل تحدياً خطيراً، إذ إنها قادرة على زراعة الدمار والقتل، على حد وصفهم.

وتشير إلى أن الجيش يبحث عن علاج رخيص لمثل هذه المسيرات، وذلك بعد أن نشرتها إيران في أرجاء الشرق الأوسط، وفقاً لزعم المصدر.

وبحسب المصادر نفسها، فإن القيادات العسكرية لا تستبعد أن تُشكل منظومة الاعتراض بواسطة الليزر سلاحاً فعالاً لمواجهة هذه الطائرات، حيث من المفترض إدخالها تحت التجربة العملية قريباً.

وإلى ذلك الحين، تخشى المنظومة الأمنية العسكرية من أن تتعرض إسرائيل لهجوم بأسراب من هذه المسيرات الصغيرة، قبل اكتمال منظومة الاعتراض الجديدة.

"تحالف إقليمي"

وفي محاولة لمواجهة الطائرات المسيرّة، أعلنت دولة الاحتلال عن تشكيل تحالف دفاعي يضم إلى جانبها دولاً في المنطقة أبرزها السعودية والإمارات.

وتوضح أن تشكيل هذا التحالف جاء بعد التهديدات الأخيرة وإطلاق جماعات الحوثي في اليمن طائرات انتحارية وصواريخ كروز على أبو ظبي والسعودية.

وتنبه إلى أن هذا الحلف جرى في الأيام الماضية مع دول قريبة وبعيدة عن إسرائيل من أجل الاستفادة من القدرات على اكتشاف الطائرات والتهديدات واعتراضها.

"طائرات من الجنوب أيضاً"

وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في أيار/ مايو 2021، أعلن الجناح العسكري لحركة "حماس" عن استخدام طائرات مسيّرة محلية الصنع في قصف خزانات نفط إسرائيلية قرب مدينة أسدود، ومنصة لاستخراج الغاز قبالة ساحل عسقلان، إضافة لاستهداف حشود عسكرية عند السياج الأمني المحيط بغزة.

وفي وقت سابق، أعلنت كتائب القسام عن تطوير وتصنيع طائرات مسيّرة متعددة الاستخدام، منها بغرض جميع معلومات استخبارية وتصوير العمق الإسرائيلي ومواقع عسكرية، وأخرى انتحارية وهجومية، ونوع ثالث لديه المقدرة على إلقاء قنابل وصواريخ.

وفي العام 2016 اغتال جهاز الموساد الإسرائيلي محمد الزواري بعد إطلاق النار عليه في العاصمة التونسية، ليتبيّن فيما بعد أنه أحد المهندسين المشرفين على تطوير وصناعة الطائرات المسيرة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة.

"خطر استراتيجي"

من جانبه، يرى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة، أن خشية الاحتلال من الطائرات المسيرة تنبع من كونها ضربت في صميم نظرية التفوق الإسرائيلي سواء العسكري أو التقني في المنطقة.

ويلفت إلى أن إسرائيل كانت تدعي حتى وقت قريب أنها الدولة الأكثر تقدماً على مستوى العالم في إنتاج هذه الطائرات وكانت بصدد تزويد دولٍ بها كالهند.

وأضاف لمراسل "وكالة سند للأنباء" :"اليوم باتت فصائل المقاومة سواء في جنوب لبنان أو في قطاع غزة تمتلك مثل هذه الطائرات رغم محدودية مواردها، ولديها المقدرة على تسيرها وأن تعود لقواعدها سالمة دون أن يتم اكتشافها".

ويرى "رمانة" أن إسرائيل تشعر بخطر شديد بعد تحليق طائرة حزب الله في أجوائها لمدة 40 دقيقة دون أن يتم اعتراضها رغم كل ما تملكه من أدوات متطورة، لأنها تعرف تماماً أن هذه الطائرة أو شبيهتها سرعان ما ستصل ليد المقاومة في غزة.

"هذا يعني أن الطائرات التي تنطلق من القطاع ستُحلق بكل سهولة وخلال مدة زمنية قصيرة لتكون فوق مصافي النفط في حيفا وقواعد الجيش في العمق الإسرائيلي وغيرها من المواقع الحساسة، وهذا يشكل كابوساً بالنسبة للاحتلال"، وفقاً لقول "رمانة".

ويتابع:" من الواضح أن المعارك المستقبلية بين دولة الاحتلال وقوى المقاومة سواء في الشمال أو الجنوب، لن تكون وجهاً لوجه والتحام العناصر البشرية، لأنها تعلم أن الغلبة في هذه الحالة ستكون للمقاومة التي تعرف الأرض جيداً".

ويرى أن هذه المعارك ستكون عن بُعد باستخدام الصواريخ والطائرات، لذلك يرى الاحتلال أن امتلاك قوى المقاومة للأدوات نفسها التي يمتلكها تعرض جبهته الداخلية للخطر والاستنزاف وتحرمه من نقطة تفوق.