الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تخفيضات "المولات".. بين الوهم والحقيقة

حجم الخط
مول
فاتن الحميدي - وكالة سند للأنباء

عروض وتنزيلات وحملات دعائية، تنظمها كبرى المحال والمولات التجارية في الأسواق الفلسطينية؛ لجذب زبائنها وتشجيعهم على شراء السلع بأسعار وُصفت بـ "المغرية"، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.

ومع موجة الغلاء التي تطال غالبية السلع والمواد التموينية في الأسواق، يسعى المستهلك للبحث عن هذه العروض وحملات التنزيلات التي تنظمها المولات الكبيرة، أملًا بأن يجد ضالته وحاجته بأقل الأثمان.

وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت المولات بشكل لافت في أسواق الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، وفي هذا التقرير استضافت "وكالة سند للأنباء" خبراء اقتصاديين للحديث عن ظاهرة العروض ومدى "استنزافها" لجيوب المستهلكين.

سلاح ذو حدين

يرى الخبير الاقتصادي طارق الحاج من نابلس، أن الحملات والعروض "سلاح ذو حدين" بالنسبة للبائع والمستهلك، فهي تؤثر بشكل سلبي على التجار، إذ تُخرج أصحاب رأس المال الضعيف من السوق، وتؤدي إلى تكديس الثروة وزيادتها بيد فئة من الناس، حسب قوله.

ويبيِّن "الحاج" لـ "وكالة سند للأنباء" أن توفر العروض بكثرة تغري المستهلك بشراء كميات كبيرة من السلع غير الضرورية بالنسبة له، على حساب سلع أخرى هو بحاجة لها، ما يستنزف دخله المحدود ويُكدِّس بعض المشتريات لديه، والتي قد تؤول للتلف وانتهاء صلاحيتها، أو أخذ وقت أطول لاستهلاكها.

وفي ظل غياب ثقافة الاستهلاك الجزئي (الاستهلاك قدر الحاجة)، يقول "الحاج": "إن العروض تؤثر بشكل سلبي على مَن يتبع سياسة الاستهلاك الكلي بشراء كميات كبيرة من السلعة الواحدة، فيلاحظ المستهلك شراءه بمبلغ كبير، بينما كان بمقدوره الاكتفاء بالقليل من المنتجات بمبلغ أقل".

في سؤالنا عن حقيقة هذه العروض؟ يُشير الخبير الاقتصادي إلى أن بعض البائعين يلجؤون لتضليل المستهلك برفع سعر السلعة المباعة في الأيام العادية، ومن ثم يخفض سعرها لاحقًا، فيشعر المواطن نفسيًا أن هناك سلعة بثمن أقل، لكنّ الحقيقة غير ذلك.

ويُتابع: "النوع الآخر من التجار مَن يتبع نظام الخصم الحقيقي لكن على سلع قليلة، وهو أسلوب لجذب الزبون والدخول لهذه المولات، ونوع من أنواع الدعاية والإعلان".

ويُكمل: "إذا ما شارفت صلاحية بعض السلع على الانتهاء، تقوم الشركات المنتجة بإعلان عروض وتخفيضات خيالية، فيُدخلها المستورد أو المحتكر إلى فلسطين، ويعرضها للبيع بسعر أقل من السعر الأصلي، لكنه في باطن الأمر قد حظي بربح وفير".

ويؤكد أنه كلما "اقترب موعد انتهاء الصلاحية كانت العروض أكثر وهو نوع من أنواع الإغراء يؤدي إلى التهافت غير المبرر بكميات كبيرة على الشراء".

لكن الخطورة _تبعًا للحاج_ تكمن في "تزوير البعض بوضع ملصق بتاريخ أطول على تاريخ الانتهاء الحقيقي، فتصبح السلعة مضرة بصحة المستهلك في ظل غياب الرقابة".

ويلفت "ضيف سند" لوصول بعض السلع من المستوطنات الإسرائيلية وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي، حيث تُباع لأي تاجر فلسطيني بلا سعر إلا تكاليف النقل؛ للتخلص منها.

وتتبع بعض الشركات، وفق "الحاج" أسلوب تغيير المكونات وتقليل كمياتها من دولة لأخرى، فالسلعة المصدرة إلى مصر مثلًا، تختلف مكوناتها في المقادير عن التي تُصدر للجزائر أو إلى إسرائيل.

وهنا ينتهج بعض التجار استيراد البضائع المورَّدة للجزائر نظراً لاحتوائها على مكونات أقل وبتكلفة أقل، لكن تباع في فلسطين بأسعار عالية، والمواطن يشعر بالاختلاف في سعر السلعة نفسها في أكثر من مول، ويعتقد أن ذلك تخفيضًا.

مواسم التنزيلات

ويورد "الحاج" أن هذه العروض تنشط في نهاية السنة المالية للشركات المنتجة، أو في مواسم الصيف والشتاء، خاصة ما يتعلق بالملابس، مرجعاً ذلك لما يتعلق بالمخزون أو نوع من السلع يعرف بالمكسور، وهو لون محدد من سلعة أو حجم محدد.

ويوضح أن السوق يتبنى مصطلحاً اقتصادياً متعارفاً عليه هو "تخفيضات، أو تنزيلات، أو عروض، وخصومات"، لكن بعض المصطلحات المهمة في تنزيل سعر السلعة من الشركة الأم يُطلق عليه بـ"شراء الكمية"، فكلما تم شراء كميات أكثر، كان متوسط سعر القطعة أقل.

وعي ورقابة

بدوره، يقول الخبير الاقتصادي في قطاع غزة معين رجب، إن التجار يسعون للتخلص من البضائع الزائدة والمكدسة لديهم من خلال العروض، كما أنها تلجأ لها إذا كان لديها التزامات وديون، ولا تملك سيولة كافية.

ويشدد "رجب" خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء" على ضرورة أن يكون المستهلك على دراية حقيقية بمدى صحة هذه العروض، بحيث لا تتضمن تحايلاً أو أن تكون البضائع قريبة للتلف.

ويؤكد ضرورة تحمل الجهات المختصة المسؤولية، حول خلو العروض من التلاعب، وحصول أصحاب المولات على تراخيص مسبقة للحفاظ على جدية العروض.

ويعتقد "رجب" أنه من الضروري إشعار الجهات المختصة قبل الإعلان عن العروض؛ لتقوم بدورها في التحقق من صحة العروض المعلنة، مستدركًا: "لكن المولات التي تتبع للقطاع الخاص، تتخذ قراراتها ذاتيًا وما يُهمها هو التميّز عن غيرها لاستقطاب الزبائن".

على مدار العام

إلى ذلك يؤكد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في إحدى المولات التجارية وسط قطاع غزة، بلال إبراهيم، لـ"وكالة سند للأنباء" أن الحملات والعروض لديهم مستمرة على مدار العام، بدءًا من حملات نهاية الأسبوع التي تحمل اسم "خميسكم بلا أرباح".

لكنّ العروض تتركز وتزداد في المواسم العامة كشهر رمضان والأعياد، إلى جانب حملات أخرى مطلع كل شهر، كذلك الحملات اليومية الملازمة للبيع، وفق "إبراهيم".

وفي إجابته على سؤالنا ماذا عن الأسباب؟، يوضح أنها "مؤازرة للشعب في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ومحاربة جشع بعض التجار في رفع الأسعار"، وفق تعبيره.

وينفي وجود حملات تجارية على المنتجات التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء، لافتًا إلى أن هناك رقابة مستمرة من الجهات المختصة على البضائع.

وبين مؤيد ومعارض، تظلّ "التنزيلات" موسما ينتظره الكثيرون لشراء حاجياتهم بكميات أكبر وبسعر أقل، في حين يرى آخرون أن التاجر يرفع أسعار سلع أخرى غير مدرجة بقائمة العروض؛ ليعوّض التخفيضات على السلع الأخرى.