الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

ارتفاع أسعار الأعلاف.. عبء آخر يُثقل كاهل مربي الثروة الحيوانية

حجم الخط
مربو المواشي
خالد معالي- وكالة سند للأنباء

ألقى مؤشر الغلاء وارتفاع الأسعار في أسواق الضفة الغربية ظلاله على قطاع الأعلاف، ما أدى لتضرر مربي الثروة الحيوانية من المواشي والدواجن، والذين باتوا في حيرة من أمرهم أمام الارتفاع المتواصل وغير المسبوق.

ويصف مربو الثروة الحيوانية ارتفاع أسعار الأعلاف بـ"الحاد وغير المحتمل"، مشيرين في حديثهم مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن ثمن كيس "الشعير" كان 50 شيكلا، لكنه قفز وبشكل متتالٍ إلى 105 شواكل، كما ارتفع سعر كيس "العلف" إلى 115 شيكلًا بعد أن كان  90 شيكلا.

المزارع خليل المصري، مالك لمزرعة أبقار في رام الله، يقول إن الأبقار تحديدا تعتمد على الأعلاف، فمن الصعب اعتمادها على الرعي كالأغنام مثلا، وبالتالي فإن غلاء الأعلاف سيعرضنا لخسائر كبيرة جدا.

يقلّب المزارع كفيه والحيرة بادية على محياه، ويكمل: "نضطر الآن لرفع أسعار الألبان خلال شهر رمضان بسبب ارتفاع سعر الأعلاف، وإلا فإن مزرعتي ستفلس وتغلق أبوابها".

وفي سلفيت، تراجع المزارع محمود سوالمة عن افتتاح مشروعه الخاص بتربية الأبقار والمواشي، بعد أن جهّز الحظائر الخاصة بها، بسبب الغلاء الذي طال أسعار الأعلاف.

ويوضح "سوالمة" أن "تربية الخراف أو الدواجن أو السخول وحتى طيور الحمام، تحتاج لأعلاف، وفي حال بدأت مشروعي بهذا الحال سيكون الفشل حليفي".

ويتوقع المزارع أن يشهد قطاع المواشي نقصا كبيرا خلال عيد الأضحى، مضيفًا: "أنه سيكون هناك نقص كبير بالأضاحي واللحوم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف في ظل انعدام الحلول بالأفق".

وشهد عدد من مدن الضفة الغربية مؤخرا، احتجاجات واعتصامات احتجاجًا على ارتفاع الأسعار بشكل عام، حيث طالب المحتجون بتدخل الحكومة لخفض الأسعار وعدم ترك المواطنين ضحية لـ "جشع بعض التجار وأصحاب رؤوس الأموال".

الارتباط بالاحتلال

إلى ذلك، يفسّر تاجر الأعلاف علي الحمد الله من رام الله، ارتفاع أسعار الأعلاف بارتباطها بالأسعار العالمية وأسعار إسرائيل، مشيرا في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن المصانع المحلية في الضفة الغربية تستورد جميع موادها من إسرائيل، وبالتالي هي مرتبطة بأسعارها المرتفعة.

وبحسب وزارة الاقتصاد، فإن الأعلاف تعتبر واحدة من أهم 20 سلعة تستورد من إسرائيل، ما يفاقم من مشكلة الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع مساهمة القطاعات غير الإنتاجية ضمن الناتج المحلي الإجمالي، والتي بلغت نسبتها حوالي 65%، مقارنة مع تدني نسبة مساهمة القطاعات الإنتاجية الأخرى.

وتشير إحصائيات فلسطينية لوجود قرابة 13 مصنعا للأعلاف في الضفة، من بينها ثلاثة قيد الإنشاء، لإنتاج الأعلاف بأنواعها المختلفة الخاصة بالمواشي والدواجن، لكنها تستورد من إسرائيل المواد الخام من الحبوب.

غلاء عالمي

بدوره، يلفت مدير زراعة نابلس إبراهيم بني نمرة، إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف، جاء بسبب الارتفاع العالمي والحرب الأوكرانية الروسية، وهو ما تسبب أيضا بارتفاع أسعار اللحوم.

ويستطرد "بني نمرة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الأسعار ترتفع في شهر رمضان بسبب زيادة الاستهلاك، لكن من المتوقع انخفاض أسعار الخضار تِباعًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بعكس اللحوم والدواجن والأعلاف بشكل عام".

وعن دور الجهات الرسمية في دعم مربي الثروة الحيوانية فيما يتعلق بالأعلاف، يتحدث أن "صناعة الأعلاف هي قطاع خاص، وبالتالي لا تدخل للحكومة فيه، لكن هناك دعم لبعض المشاريع الزراعية بشقيها الحيواني والزراعي، إضافة للمشاريع التي تدعمها مؤسسات دولية وأوروبية".

رفع الضرائب

من ناحيته، يقول رئيس اتحاد المزارعين الفلسطينيين رأفت خندقجي، إن القطاع المُنتِج الوحيد في السوق هو القطاع الزراعي، واصفا المزارعين وأصحاب الثروة الحيوانية بأنهم "الجنود الحقيقيون" في مواجهة الاحتلال والاستيطان.

ويتابع "خندقي": "لن نراهن على مستقبل أبنائنا ولن نسمح أن يكون مصيرهم مجهولاً، ولن نقبل أن نتحوّل من منتجين إلى متسولين، ولن نقبل وعوداً إضافية، بل نريد حلولاً سريعة لإنقاذ هذا القطاع".

وطالب برفع الضرائب على قطاع الأعلاف كخطوة أولى على طريق الحل ودعم المزارعين.

وتشير إحصائيات وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني إلى أن استهلاك الضفة من اللحوم الطازجة لا يكفيها، ولذلك يتم الاستيراد من الخارج أنواع اللحوم المختلفة، وأن محافظة الخليل ما زالت الأعلى في نسبة تربية المواشي.

وانعكس غلاء الأعلاف على أسعار اللحوم وعلى القوة الشرائية للحوم الطازجة، حيث يشكوا بائعو اللحوم الطازجة من انخفاض القوة الشرائية لها، وتوجه الزبائن وخاصة أصحاب الدخل المحدود للبحث عن اللحوم المجمدة التي تكون أقل ثمنًا.