الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

كشفت أسرارًا عن "بن غفير"..

بالفيديو والصور "صبيّة التلال".. المتطرفة روني حانا تعترف بجرائمها

حجم الخط
فتية التلال
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

في برنامج "الحقيقة" الذي تبثه القناة الـ 12 الإسرائيلية، كشفت روني حانا الناشطة الشهيرة في مجموعات "فتية التلال" الاستيطانية المتطرفة، والتي كانت تلقب بـ "صبيّة الفتية" و"عمودهم الفقري"، تفاصيل الجرائم التي شاركت بها ضد المدنيين الفلسطينيين وأدلت باعترافات كاملة بـ "سلاسة".

وفي مقدمة البرنامج الذي استمر لنحو ساعة قالت القناة الإسرائيلية عن تصريحات "حانا": "إنه اعتراف من النوع الذي لا تسمعه كل يوم".

وبحسب القناة فإن "حانا" التي كانت عضوا في العصابة الأكثر تطرفاً، قررت كسر الصمت من خلال الحديث عما فعلته ورأت الآخرين يفعلونه كجزء من عمليات "تدفيع الثمن"، وتطرقت إلى المتطرف إيتمار بن غفير.

و"تدفيع الثمن"، هي هجمات تنفذها جماعة تطلق على نفسها اسم "فتية التلال" وتضم يمينيين إسرائيليين تنفذ هجمات على ممتلكات فلسطينية، ومقدسات إسلامية ومسيحية، في الضفة الغربية والقدس، والداخل المحتل.

وأقرت "روني"، التي تركت منزل عائلتها الحريدية المتطرفة وهي ابنة الثالثة عشر، وهي الأصغر بين 10 مواليد، باعتقالها لأكثر من خمسين مرة في الفترة العمرية بين 14-20 عاما .

ما علاقتها بـ "بن غفير"؟

وبدأ التحول الفكري والعقدي لدى "حانا" وهي بعمر الثالثة عشر، حيث شرعت بخط الشعارات على الجسور في مدينة القدس بحسب اعترافاتها المتلفزة، مضيفة أن عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير هو من جنّدها في مجموعات "فتية التلال"، وأنه كان يتبوأ المراتب العليا بين "فتية التلال" وكان ملهمًا لها.

ايتمار بن غفير.jpeg
 

ومن أبرز الاعترافات التي أدلت بها "حانا"، أنها في 15 مايو/أيار 2011، أضرمت النيران في سيارة فلسطينية في منطقة بالخليل، جنوب الضفة الغربية، بينما كانت قيد الإقامة الجبرية في منزل "بن غفير" بمستوطنة كريات أربع، وآنذاك كان من المفترض أن يضمن الأخير بقاء "حانا" بالمنزل، نيابة عن المحكمة.

وفي سردها لما فعلته حينها كشفت أنها جنّدت جنديا إسرائيليا، في منزل "بن غفير" ليوفر لها المعلومات اللازمة، وللتغطية على عملية حرق السيارة الفلسطينية.

ونفّذت عملية إحراق السيارة، مع صديقين لها _تبعًا لشهادتها_ ثم عادوا إلى منزل "بن غفير"، الذي وبّخها لاحقا، خشية أن يكون منزله مراقبا، وبالرغم من ذلك، فقد قالت إنه أومأ بأصبعه، في إشارة إلى أنه راض عن الفعل.

وذكرت أن "بن غفير"، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ قام بالتخلص من الزجاجة التي كان فيها قطرة بنزين تبقت من عملية إحراق السيارة.

وبرز اسم "بن غفير"، مؤخرًا، بعد نصبه خيمة له في حي الشيخ جراح، بالقدس، وقاد مسيرات استفزازية في باب العامود، واقتحم المسجد الأقصى وحرض على الفلسطينيين.

4.webp
 

ونبهت إلى أنها شاركت في اجتماع سري لـ "فتية التلال" عُقد في مستوطنة "كريات أربع"، تم الحديث خلاله عن قتل فلسطينيين، واقتحام المسجد الأقصى والتحصن داخله.

وأكملت "حانا" أنها وبعد قطع صلتها بـ "فتية التلال" وتغيير اسمها وعنوانها أبلغت جهاز الشاباك الإسرائيلي، بملف "بن غفير" واصفةً إياه بـ "الخطير، فيما رد الضابط عليها بأنه "رجل سياسي وقادر على فعل ما يحلو له".

2.webp
 

ووفق مصادر إسرائيلية، فقد تشكلت تلك العصابات (فتية التلال) من خلال التعاون بين وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية والمجلس الإقليمي "بنيامين"، وهو عبارة عن مجلس المستوطنات في منطقة رام الله، لتجميع الطلاب الذين فشلوا في دراستهم وتسربوا خارج العملية التعليمية، للعمل في البؤر الاستيطانية على التلال الفلسطينية، ودمجهم في منظومات تعليمية لإعادة تأهيلهم.

لم تقتصر على الفلسطينيين!

كما شاركت "صبيّة فتية التلال" بأعمال استهدفت الفلسطينيين بالخليل ضمن ما يسمونه حملة "التعرف على الجيران"، وكان الكود السري فيه تحطيم بسطات الخضار والفواكه كخطوة أولى وبدون مقدمات، تبعًا لاعترافاتها .

وكانت الخطوة التالية التي نفذها فتية التلال ومن ضمنهم "حانا" في محيط مستوطنة "رامات ميجرون" قرب رام الله والبيرة، إذ وضعوا الشحم كفخاخ يستهدف مركبات الفلسطينيين، لإيقاعهم بحوادث ذاتية مخيفة.

عمليات عصابات "تدفيع الثمن" لم تقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل طالت أيضا جنود الجيش الإسرائيلي في معسكر بقلب مقر ما يُسمى "الإدارة المدنية" في "بيت إيل".

فبعد رقابة الشهرين تمكنت "حانا" من اختراق المعسكر بمساعدة جندي إسرائيلي، وأتلفت محركات وخطّت بيدها شعارات تقول: "قائد لواء بنيامين سيء لليهود" .

جرائم وحشية

تواصل "حانا" كشف المزيد من وحشية "فتية التلال"، قائلةً: "في إحدى التلال القريبة من "ميجرون" ظهر طفل في عمر السابعة مع أغنامه، وتقدّم منه أحد ناشطي فتية التلال وحطّم رأسه الطري بصخرة، ورغم "الصدمة" التي لحقت بها إلا أنها أحرقت قميص الطفل الغارق بالدم، بينما اعتقل 13 من المستوطنة على خلفية الجريمة الوحشية.

أما عن جريمة محرقة عائلة "دوابشة" في قرية دوما جنوب نابلس عام 2015، والتي راح ضحيتها أربعة أفراد من الأسرة حرقًا، من بينهم طفل عمره عام ونصف، تتحدث "حانا" أنها كانت برفقة والدتها التي أبلغتها بها وقالت لها: "لحسن الحظ أنك هنا".

عائلة دوابشة.jpg
 

وكشفت "حانا" لمعدة البرنامج أن رفاقها السابقين في "فتية التلال" هم من قاموا بذلك، وأنها بدأت تفكر بهوية من يملك الجرأة للتنفيذ بحكم معرفتها بهم.

ويحاكم المتطرف من "فتية التلال" عميرام بن أولئيل بتهمة ارتكاب محرقة دوما جنوبي شرق نابلس في يوليو/ تموز 2015.

وفيما وصفته بـ "الطريق لتفريغ ما لديها من معلومات"، التقت "حانا" بضابط كبير من شرطة الاحتلال في حديقة النباتات بالقدس، وقدّمت له التفاصيل كافة عن جماعات النواة الصلبة لـ "فتية التلال" و"بن غفير"، عندما شعرت بنمو جبهة التمرد في صفوف تلك العصابات نحو الجموح للقتل، إلا أنه لم يحدث تغييرًا عقب مصارحتها ولم تفعل الجهات ذات العلاقة شيئًا.

3.webp

 

تعبئة إجرامية

وتنتمي عصابات " فتية التلال" للمدرسة الصهيونية الدينية، التي يتغذون من أفكارها وهم في مرحلة متقدمة من الصغر بعد تسربهم من المدارس، وفي مقدمة من يغذيهم "بن غفير" وزعيم منظمة "لاهافا" بنتسي غوفشتاين، بحسب المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات.

ويضيف "بشارات" لـ "وكالة سند للأنباء": "لاحظنا في الفيلم الوثائقي أن "حانا" لم تهتم كثيرا لتهشيم رأس الطفل الفلسطيني مع أغنامه، إنهم لا يؤمنون بالعرب والسلام بأفكار سامة عكستها التعبئة الإجرامية وملء النقص عندهم".

ويرى "بشارات" أن "فتية التلال" يؤمنون "بإعادة بناء دولة داوود" في الضفة الغربية، والقائمة على البدو اليهود الذين تغذيهم أفكار ورؤى "كهانا"، خاصة ما يعرف بـ "وجبات يوم السبت"، يتخللها تعبئة دينية، ومنهم جنود ومتطرفون وشاباك، وما دعاة ومروجي مسيرة الأعلام إلا مثالا حيا عنهم.

معاهد دينية

بدوره، يُشير الناشط في مواجهة الاستيطان بشار قريوتي إلى أن "فتية التلال" بنوا أكثر من سبعين بؤرة استيطانية، وباتت لاحقا بؤراً شرعية تمهد لها الطريق لتصبح مستوطنات كاملة.

ويبيّن "القريوتي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن المعاهد الدينية داخل المستوطنات تمثل بؤرة انطلاق لهم، ومصدرًا ثريا للتعليمات التي تغذي الكراهية الفلسطينيين ونهب أراضيهم.

ويذكر أن "فتيان التلال" مكونة من مجموعات من المستوطنين ولا تتجاوز أعمارهم 16 عاما، ويقومون بمحاولة فرض سيطرتهم على التلال الفلسطينية والأراضي التي كان أعلنها الاحتلال ضمن ما يسمى "أراضي الدولة"، وينشئون بؤرًا استيطانية عليها.

وينشط فتيان التلال في مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي جنوب نابلس، وبؤرة "يش كوديش" الاستيطانية قرب قرى قريوت وجالود، وتصنف من أخطر البؤر التي يسكنها المستوطنون المتطرفون.