الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بعد تساقط المزيد من أحجاره..

خبير مقدسي: الاحتلال يفرّغ الأرض أسفل المسجد الأقصى تمهيدًا لهدمه

حجم الخط
المسجد الأقصى
القدس - وكالة سند للأنباء

تزايدت في الآونة الأخيرة مشاهد تساقط الحجارة من أسوار وأعمدة المسجد الأقصى المبارك، كان آخرها تساقط حجارة من أعمدة المسجد القديم الذي يقع أسفل المسجد القبلي، بفعل الحفريات التي يجريها الاحتلال أسفل المسجد، بحسب مختصين.

وحذّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، في بيان سابق، من تلك الانهيارات، مشيرًا إلى أنه يتابع "بخطورة بالغة حفريات تُجريها إسرائيل في محيط المسجد الأقصى".

وذكر المجلس في بيانه أن سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية "إلعاد" الاستيطانية تجريان منذ فترة "حفريات مريبة وغامضة" في محيط المسجد الأقصى، خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية.

أستاذ دراسات بيت المقدس ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف يقول إنّ الاحتلال يحاول تفريغ الأرض تحت أسوار المسجد الأقصى المبارك؛ لإضعافها، استكمالا لمحاولات قديمة جديدة من الحفريات التي نتج عنها ضعف في الأسوار.

ويُشير "معروف" في مقابلة مطوّلة مع "وكالة سند للأنباء" لانهيار حدث في السور الجنوبي عام 2001، على امتداد قرابة 30 مترًا، منبهًا لتضرر سور البراق بفعل الحفريات الإسرائيلية تحت الأرض وتسببت بسقوط بعض الحجارة.

ويبيّن أن تساقط الحجارة بالمنطقة الجنوبية والغربية، بسبب محاولات الاحتلال النفاذ للمسجد الأقصى، ليس فقط تحت الأساسات بل أيضا تحت أسوار المسجد.

ويوضح ضيفنا أن الهدف من ذلك هو السيطرة على بقعة تحت الأرض بالمنطقة الجنوبية الغربية تحديدا، ما تسببّ بسقوط بعض الحجارة في منطقة مصلى الأقصى القديم أسفل الجامع القبلي.

وأظهرت صورنشرت قبل أسابيع، سقوط أحد الأحجار الداخلية للسور الجنوبي للمسجد، داخل التسوية المعروفة بـ "مصلى الأقصى القديم"، من أعلى المحراب الموجود في المصلى، وهي نقطة تقع أسفل محراب الجامع القبلي.

حجارة 3.jpg

وأشار مختصون فلسطينيون إلى أن سقوط هذا الحجر، يأتي بعد سنوات من منع سلطات الاحتلال للأوقاف الإسلامية في القدس، من ترميم أسوار المسجد الأقصى، وبالذات الجنوبية المطلة على التسويات.

وبعد أقل من أسبوعين، تساقطت بعض الحجارة من أحد أعمدة المسجد القبلي، وسط تخوفات من تكرار الانهيارات.

وتعقيبًا على ذلك، يحذّر "ضيف سند" من محاولة الاحتلال تفريغ الأرض قدر الإمكان أسفل المسجد؛ لإضعاف المباني بشكل كامل وجعل "الأقصى" معرضًا للانهيار في أي لحظة بفعل أي حدث طبيعي.

"الحوض المقدّس"

ويعرجّ "معروف" على الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي من حالة الاقتطاع والهدم التي يعمل عليها الاحتلال في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه يتمثل بإقامة "الحوض المقدس"، والذي يعني بالمفهوم اليهودي (المنطقة التي تشمل أقدس المواقع بالنسبة لزعم الاحتلال)، ويشار لها من منطقة "الأقصى" المبارك مرورا بساحة البراق، امتدادًا لجبل صهيون الذي يقع عليه مسجد النبي داوود، وقد حوّله الاحتلال لكنيس فعليا.

ويوضح أن الحوض يشمل أيضا البلدة القديمة وجبل المكبّر، ويعتبر المنطقة هذه كلها شكلّا للهوية اليهودية للمدينة، وتشمل كذلك منطقة القصور الأموية المحيطة بالأقصى، والتي يعتبرها الاحتلال بقايا المعبد المزعوم.

كما يشمل جزءًا من منطقة سلوان التي يدعي الاحتلال اسمها مدينة داوود، وهي المدينة الكنعانية القديمة التي يحاول الاحتلال جعلها فضاءً يهوديا.

ويفسّر "معروف" مفهوم "الاقتطاع"، على أساس قطع جزء من المسجد وتخصيصه بالكامل لصلاة اليهود، بحيث يكون ممنوع على المسلمين دخوله أو الصلاة فيه، منوهًا إلى أن ّالاحتلال يعتبر الاقتطاع مسألة مرحلية، حتى السيطرة الكاملة على المسجد.

ويذكر أن ما يجري بـ "الأقصى" من محاولات التقسيم، يشبه ما حدث بالحرم الإبراهيمي بعد مجزرة عام 1996، إذ سيطر الاحتلال تقريبا على نصف المسجد واقتطعه لصالح الجماعات المتطرفة وحوّله لكنيس.

ويزيد: "الاحتلال اقتطع عمليا مساحات من المنطقة الشرقية وباب الرحمة، كما سيطر على المنطقة الجنوبية الغربية، وصولا حتى حدود الجامع القبلي، في مقدمة للسيطرة على الأقصى بشكل كامل كما واقع الحال في الحرم الإبراهيمي".

وتمثلت أولى محاولات السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، _تبعًا لمعروف_ ببناء ما يسمى بـ "كنيس الخراب" عام 2009، مردفًا: "أن الاحتلال يحاول السيطرة الكاملة على المنطقة الشرقية الغربية؛ لإيجاد موطئ قدم له داخل الأقصى، فهو يسمح لمستوطنيه الدخول بشكل يومي، لجعلهم جزءًا طبيعيًا من الفضاء العام بالأقصى، ويسمح لهم بتأدية طقوسهم الدينية".

في المقابل يمنع النشاطات اليومية للمقدسيين، بغرض مساعدته في إضفاء طابع الفضاء اليهودي بالمدينة، وتخصيص المكان المقدس للطقوس الدينية، ويمنع أي أحداث اجتماعية إسلامية بـ "الأقصى"، في محاولة للسيطرة على الفضاء الديني للمسجد.

سلب الأروقة

ويكشف ضيفنا عن محاولة الاحتلال السيطرة على الأروقة الخاصة بالمسجد الأقصى، في محاولة للسيطرة على امتداد سور المنطقة الشرقية للمسجد وجعلها مساحة خاصة به.

ويقول: "سيطر الاحتلال عمليا على منطقة الأروقة الجنوبية الغربية الملاصقة لحائط البراق، عبر وضع جنوده بشكل دائم، بحجة حماية المصلين من الجانب الآخر للسور، كما يسيطر حاليا على كامل الأروقة من بابي المغاربة حتى السلسلة، عبر وجود نقطة للشرطة الإسرائيلية".

كما يسيطر الاحتلال على الجزء الشمالي لـ "الأقصى" والأروقة الموجودة فيه، من خلال تكثيف وجوده هناك ومحاولته إغلاق بابي حطة والأسباط، بحسب "معروف".

ويختم أن "الاحتلال يهدف للسيطرة على هذه المنطقة لوضع نقطة تمركز ممتدة مع نقطة الشرطة الموجودة في الخلوة الجنبلاطية من الناحية الشرقية، والسيطرة على امتدادات الأقصى، وتشكل المداخل الخاصة بالمسجد".