الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

بالفيديو والصور "الزين".. أول مزرعة نخيل عضوية تستخدم العلاج الإلكتروني بالأغوار

حجم الخط
النخيل
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

وسط مساحات شاسعة من مزارع النخيل في منطقة الجفتلك بالأغوار الوسطى في الضفة الغربية، تنتصب مزرعة "الزين" للنخيل وإنتاج التمور العضوية منذ خمسة أعوام، معتمدة على التقنية الإلكترونية الحديثة كأول مزرعة عضوية تقنية، في مواجهة سوس النخيل والحشرات الخطيرة .

تجذب المزرعة التي يديرها زيدان العنوز كل من يزورها بنسقها الهندسي الرتيب، تكاد الأعشاب تختفي من أرضها بسبب المتابعة الحثيثة ورعي الأغنام؛ كجزء من خطة الزراعة العضوية التي تتميز بها .

وتعد قرية الجفتلك بالأغوار، من أكثر المناطق اهتماما بزراعة النخيل، وتشهد إقبالًا كبيرًا على زراعتها والاهتمام بها، ومن أشهر أصناف التمور فيها: المجول (المجهول)، والبرحي، والحياني.

يقول "العنوز" لـ "وكالة سند للأنباء" إنه يعمل في الزراعة منذ العام 1994، والتحق بقطاع زراعة النخيل منذ 22 عامًا، وخطرت له فكرة إنتاج التمور العضوية منذ خمسة أعوام.

وتوقف المزارع "العنوز" عن استخدام السماد الكيماوي ورش الأدوية بنسبة 70% في العام الأول وتفاجأ بالنتيجة حسب قوله، ما دفعه للتوجه للاعتماد الكلي على السماد العضوي الذي تنتجه الأغنام التي يربيها في حظيرة لهذا الغرض .

وفي المقابل، توقف "العنوز" عن العلاج الكيماوي للأمراض وبدأ باستخدام طريقة العلاج التقني لمرض سوس النخيل العدو الأول للأشجار المتراصة في المنطقة، معتمدًا على جهاز استشعار يغرس في ساق الشجرة ويعتمد على نظام "الوايرلس" المرتبط بجهازه الخلوي مباشرة، ويرصد كل خطوات المرض وحركة السوس في قلب جذع النخلة.

ويشرح: "الجهاز إلكتروني يرصد حركات المرض على مدار ثلاثة شهور، وهو مرتبط بالشبكة العنكبوتية والهاتف المحمول، حيث تظهر عليه كل نخلة لوحدها مرقمة، وتوضح حالتها الصحية ونقائها من المرض أو الإصابة به" .

يشير ضيفنا إلى الأرقام في جهازه قائلًا: "لدي 215 شجرة نخيل مجهزة بالأجهزة، منها 173 سليمة بالكامل، و13 مصابة و11 مشكوك فيها و17 شجرة تراجعت الإصابة، ولا إصابات شديدة، وجهاز واحد معطل بسبب الأغنام".

وسابقا، كانت علامات الإصابة بالمرض تبدأ بظهور نجارة من قلب الشجرة وسائل يشبه العسل، وفجأة تسقط الشجرة ميتة، وتكشف عن حوالي 250-300 خنفسة من السوس، تبعًا لـ "العنوز".

ويعتمد المزارع في ري النخيل على بركة مياه مجاورة يربي فيها الأسماك التي تنتج 10% من مادة النتيروجين الطبيعي، الذي يتحول لسماد طبيعي مع الماء، فتمتصه الشجرة في غضون يومين بعيدًا سلبيات النيتروجين الصناعي.

ويبدع صاحب المزرعة باستخدام العلاج والمضاد الحيوي الطبيعي ضد السوس، وهو خليط من الثوم والبصل والفلفل الحار، بينما تطرد النباتات العطرية كالزعتر والزعيتمان والريحان، الجراثيم والبكتيريا الضارة والحشرات عبر ميزاتها العطرية، إضافة لملح الطعام كعلاج طبيعي مشارك.

291526313_1534339307001479_230933126100949951_n.jpg
 

ويشجّع "العنوز" المزارعين في المنطقة على الحذو حذوه في زراعة النخيل؛ لتكون المنطقة خالية من الأمراض والمواد الكيماوية، متوقعا مستقبلا زاهرا للإنتاج العضوي المميز بطعمه ولونه ورائحته وفوائده.

وسجلت إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية حتى أيلول/ سبتمبر2021، 571 مزرعة نخيل في فلسطين تضم 311 ألف شجرة، وتشغل خمسة آلاف من الأيدي العاملة، وتنتج زهاء ثلاثة عشر ألف طن من التمور.

ورصدت الوزارة، زراعة ٢٤ ألف دونم بالنخيل، من إجمالي ٥٥ ألف دونم مستغلة في الأغوار.

292383744_559680518957370_4939903084815541694_n.jpg
 

اهتمام رسمي

من جهته يقول المهندس في مديرية زراعة نابلس محمد عاشور: "إن الزراعة العضوية في مجال إنتاج التمور ظاهرة تستحق الدعم والتشجيع؛ حتى تؤتي أكلها".

ويشير "عاشور" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن سوس النخيل مرض قاتل للأشجار، وأن العلاج التقني المستخدم في مزرعة الزين مبشر، ودافع للتخلص من هذا المرض الفتاك، مضيفًا أن "الجهات الرسمية ستقدم الإسناد وتشجع المزارعين على اعتماده".

ويلتقي المهندس الزراعي شرحبيل الجبريني مع سابقيه في أهمية استخدام النباتات العطرية؛ لمواجهة الأمراض والفطريات، ولتمكين الأشجار من الصمود ومواصلة الإنتاج الجيد .

ويشدد "جبريني" لـ"وكالة سند للأنباء" على أن التقنية الحديثة في علاج سوس النخيل تستحق الدعم لتمكينها من استمرارية الإنتاج ومكافحة الأمراض.

ويوضح أن دولا متقدمة تستخدم الكلاب المدربة في رصد الإصابة بسوس النخيل وفق أنظمة ودورات متقدمة، مضيفًا: "أن المستشعرات المستخدمة في مزرعة العنوز هي واحدة من الخطوات العملية المتقدمة لإنجاز مواسم ممتازة تضاف للزراعة العضوية الحديثة".

وتكشف إحصائيات الوزارة أن السوق المحلي يستهلك ستة آلاف طن من التمور، بمعدل ٦٠٪، والباقي للتصدير الخارجي، بينما نسبة استهلاك الفرد من التمور تسجل حوالي كيلو من ثمار التمور.

وتشير تقديرات منشورة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية أن التمر الفلسطيني في الأغوار يتم تصديره لـ٢٦ دولة في العالم.

291405050_756521775489288_1240119957671635200_n.jpg

292190162_2006045146270469_3109483012505651634_n.jpg