تثير سلسلة عمليات إطلاق النار خلال الأيام الأخيرة بالضفة الغربية، قلقا بالأوساط الأمنية الإسرائيلية، تجلت تأثيراتها بالتركيز الملحوظ من وسائل الإعلام الإسرائيلية على مجموعات "عرين الأسود" والجهات التي تقف وراءها وخلفيات أعضائها من الشباب الفلسطيني غير المؤطر.
وتشكلت "عرين الأسود" بداخل البلدة القديمة بنابلس عقب عملية اغتيال محمّد العزيزي وعبد الرحمن صبح في 24 يونيو الماضي، ومنذ ذلك الحين قضى عدد من مقاتلي المجموعة شهداء، في حين لا تزال قوات الاحتلال تُطارد عددا آخر منهم في محاولة لاعتقالهم أو اغتيالهم.
وتبّنت المجموعة عملية قتل جندي إسرائيلي قرب مستوطنة "شافي شمرون" بنابلس أمس الثلاثاء، وهي الأخيرة حتى اليوم ضمن سلسلة عمليات إطلاق نار استهدفت مؤخرا معسكرات جيش الاحتلال والمستوطنات ومركبات وحافلات المستوطنين في محيط نابلس.
تعقيدات ناشئة
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إنه لا مجال أمام الجيش سوى مهاجمة "عرين الأسود" بنفسه، مشيرة إلى أنها المسؤولة عن سلسلة العمليات الأخيرة.
وقدرت في تقرير لمراسلها ومحللها العسكري يوسي يهوشع، أن عدد عناصر المجموعة قد يتراوح ما بين 30 إلى 50 مقاوما فلسطينيا، لا يرتبطون بأي فصيل فلسطيني، وليس لهم جهة تنظيمية أو تسلسل قيادي هرمي أو سلوك تنظيمي واضح يمكن أن ينتج عنه توقع استخباراتي عالي.
وأضافت أن جيش الاحتلال "يرى أنهم (إرهابيون)، ويجب مهاجمتهم بأفضل الوحدات وباستخدام قدرات الشاباك، فالإسرائيليون يدفعون ثمن عمليات تلك المجموعات".
وأشارت "يديعوت" إلى إخفاق جنود الاحتلال بعدم الرد على منفذ عملية أمس بنابلس، وهو الأمر الذي استدعى لفتح تحقيق في ذلك، كما جرى في عملية شعفاط.
وترى أنه لا بد من إيجاد الردع اللازم للعمل ضد تلك المجموعات، في ظل التعقيدات الناشئة.
مشكلة رئيسية
وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، إن "عرين الأسود"، "أصبحت واحدة من المشاكل الرئيسية للأجهزة الأمنية في إسرائيل".
وأضافت "هآرتس"، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن أفراد المجموعات هم من نشطاء كانوا أعضاء سابقين في منظمات مختلفة، ودفعتهم سلسلة من الأحداث إلى إطلاق اسم "عرين الأسود" على أنفسهم، وهدفهم المعلن هو مواجهة جيش الاحتلال والمستوطنين.
ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإن أعضاء المجموعة هم شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا، ومن عائلات ينشط بعض أفرادها في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وشكلت التشكيلات المسلحة في جنين التي تخوض الاشتباكات مع جيش الاحتلال في كل اقتحام مصدر إلهام لهم.
وتشير مصادر فلسطينية من داخل البلدة القديمة، إلى أن "عرين الأسود" تضم مقاتلين من أذرع عسكرية فلسطينية مختلفة أبرزها: كتائب شهداء الأقصى، كتائب الشهيد عز الدين القسام، سرايا القدس، أبو علي مصطفى.
وشددت "عرين الأسود" في بيان لها اليوم الأربعاء، على أنها "لا تتبع لأي فصيل، وقد أدارت ظهرها لكافة الخلافات وحددت بوصلتها منذ اليوم الأول".
وأمس الثلاثاء، أعلنت "عرين الأسود" بدء سلسلة "أيام الغضب" ردًا على تصعيد الاحتلال في المسجد الأقصى، وإجراءاته في القدس المحتلة.
ودعت المجموعة في تصريح عبر قناة تلغرام "أهالي الداخل المحتل، والفصائل الفلسطينية للانضمام إلى الاشتباك مع الاحتلال".