تقف بلدية البيرة على عتبة مرحلة جديدة ورؤيا لتحقيق نهضة تنموية شاملة بعد ثمانية شهور من استلام المجلس البلدي المنتخب مهام عمله وشروعه بتنفيذ وعوده الانتخابية.

ولم تكن مهمة المجلس الجديد سهلة، فقد صاحبتها العقبات منذ اليوم الأول، لا سيما اعتقال رئيس البلدية إسلام الطويل من قبل الاحتلال الإسرائيلي ووضعه رهن الاعتقال الإداري، قبل انتخابه.

وقال "الطويل": "كنا ندرك أن هناك تحديات كبيرة تنتظرنا، ولكننا كنا مقتنعين أننا سنكون على قدر المسؤولية لمواجهة التحديات. الفترة القادمة ستشهد تغييرات ملموسة على الأرض سيشعر بها المواطن".

خطة تنموية..

وتستعد بلدية البيرة لإعداد الخطة التنموية الاستراتيجية للمدينة للأعوام 2023-2026، وأوضح الطويل: "نحن الآن في الخطوة الأولى نحو تشكيل المجلس الأساسي الذي من خلاله سيتم البدء بعملية التخطيط".

وأضاف: "كل المجتمع المحلي والمدني سيشرك في هذه الخطة ليكونوا شركاء في وضعها وطرح همومهم، وخلال الأسابيع القادمة ستوجه دعوات جماهيرية للمشاركة بوضع الأفكار والخطط".

وأكد رئيس بلدية البيرة: "ندرك أن العقبات والتحديات أمام تنفيذ الخطة كبيرة، لكن من خلال الطواقم العاملة والانسجام داخل المجلس وتطوير الكادر البشري يمكن الوصول إلى كل طموحاتنا".

ونبه إلى أن "البلدية بدأت بتطوير الكادر البشري ليكون قادرا على مواكبة التطور وتلبية متطلبات المجتمع وتطبيق وتنفيذ الأفكار والمشاريع، وبدون ذلك لا يمكن تحقيق الأهداف".

المخطط الهيكلي..

وتنفيذا لوعوده الانتخابية، شرع المجلس البلدي بخطوات عملية لتوسيع المخطط الهيكلي لمدينة البيرة، والتي تعطلت لسنوات بسبب إشكالات واعتراضات سابقة، وفق "الطويل".

وتابع: "نحن وعدنا بتوسيع المخطط، وقطعنا شوطًا فيه، وقد رفعنا كتبًا رسمية من أجل توسيع المخطط متضمنة تصوراتنا لمناطق التوسع".

وبين أن "المساحة المتاحة للتوسع محدودة؛ لأن المدينة محاطة بالمستوطنات من ثلاث جهات، ولم يتبق مناطق للتوسع فيها سوى منطقة السلمية في الغرب بالإضافة لوجود هامش لبعض التوسع شرقا".

وتستعد البلدية لدعوة المواطنين لوضعهم بصورة المشروع، وسماع تحفظات وملاحظات كل مواطن ذي علاقة على التعديلات، ومن ثم سيتم رفعه لوزارة الحكم المحلي من أجل المصادقة عليه، وفق إسلام الطويل.

ملف النظافة..

وفي ملف النظافة، أشار إلى أنّ المجلس المنتخب حقق نقلة نوعية منذ استلامه، وتم تغيير الكثير في منظومة جمع النفايات وآليات الجمع والحاويات.

وأفاد الطويل: "لدينا خطة تطويرية لعملية فرز أولي للنفايات الصلبة داخل مكبات التجميع، وهذا يسهل علينا المضي بخطوة أخرى للأمام عبر فصل النفايات في المنازل والمدارس".

وبيّن أن إجراءات الاحتلال تعيق تطوير ملف النظافة من خلال التحكم بساعات عمل مكب التجميع، وإغلاقه بعد السابعة مساء.

وأوضح أن البلدية سعت لإيجاد موقع بديل لمحطة التجميع ونجحت بإيجاد مكان لمحطة ترحيل جديدة لا تكون محدودة بوقت معين، ما يسمح بمواصلة عمليات جمع النفايات ليلا، وهذا يخفف من الأزمة ويعطي فرصة لمعالجة أي خلل نهارا.

وخصصت البلدية رقم "واتس آب" لتلقي شكاوي المواطنين حول أي مشكلة، وتكون الاستجابة بأسرع وقت ممكن من خلال طواقم البلدية.

المرور..

ويحظى ملف المرور باهتمام كبير من المجلس البلدي الجديد أيضًا.

وشدد رئيس بلدية البيرة إسلام الطويل: "لدينا خطة مرورية متكاملة تشمل تعبيد وتوسعة شوارع، وتوظيف مهندس مختص لإدارة الحالة المرورية، وأوجدنا لجنة متخصصة مهمتها دراسة كل أماكن المشاكل وتغيير منظومة السير".

وأضاف أنه رغم شح الموارد المالية، وضعت البلدية خطة لإعادة تأهيل العديد من الشوارع مع بداية العام الجديد. وسيكون هناك مشروع لتوسعة بعض الشوارع وبناء الأرصفة، وآخر لتعبيد وتأهيل شوارع بطول عدة كيلومترات.

ديون للبلدية..

ويشكل الوضع المالي التحدي الأبرز أمام المجلس البلدي في ظل حجم الدين الكبير المستحق للبلدية في ذمة وزارة المالية وعلى المواطنين.

وأوضح الطويل أن للبلدية 70 مليون شيكل قيمة ضريبة الأملاك لدى وزارة المالية، وتضغط البلدية باتجاه جدولة هذه الديون لتستفيد منها في تنفيذ مشاريعها.

أما مبلغ الدين الأكبر فهو على المواطنين ويبلغ 140 مليون شيكل، على شكل رسوم رخص حرف ومعارف وصرف صحي ونفايات.

ولفت الطويل النظر إلى الشفافية العالية التي تتمتع بها البلدية؛ "يمكن لأي شخص أن يسأل عن أي معلومة ويحصل على إجابة".

وقال: "أعلنا عن الميزانية القديمة وعن موازنة العام الجديد 2023 وسنعرضها للناس بتفاصيلها".

ودعا المواطنين لتسديد ديونهم والتزاماتهم للبلدية. مبينا أن البلدية جاهزة لجدولة الديون، وسبق لها أن نظمت حملة خصومات بدأت من 30% من أصل مبلغ الدين، وفي بداية 2023 ستبدأ بفرض غرامات على المتخلفين.

ويعول المجلس البلدي على المغتربين من أبناء مدينة البيرة في دول العالم للمساهمة في نهضة مدينتهم وتطورها.

وسيشارك قريبا وفد ممثل عن البلدية بتجمع لأبناء البيرة المغتربين في أمريكا، وسيطرحون كل القضايا التي تهم المدينة وبعض المشاريع التي تعود بالفائدة على المغتربين.

وبين الطويل أن هذا المهرجان سيقام في السنة القادمة في البيرة لجذب المغتربين من خلال فعاليات مختلفة على مدى شهر من أجل ربطهم بالمدينة وإعادتهم لجذورهم وتحفيزهم على الاستثمار والتبرع لمدينتهم.

انطباع إيجابي وشراكة مع المجتمع..

بدورها، رأت عضو المجلس البلدي رجاء الرنتيسي أن هناك "انطباع إيجابي" من المواطنين تجاه المجلس البلدي.

وأوضحت: "في البداية واجهنا الكثير من المعوقات من بينها اعتقال رئيس البلدية، لكننا تخطينا المعيقات وكان هناك إجماع بين أعضاء المجلس على ضرورة خوض المسيرة من أجل مصلحة المدينة".

وأكدت أن "المجلس الحالي يتمتع بروح انتماء صادق للمدينة ولديه رغبة ونية للعمل رغم شح الموارد المالية، وكل عضو يحاول خدمة المدينة من الزاوية التي يمكن له ذلك".

الشباب..

وقالت إن المجلس البلدي يحرص على أن تشمل نشاطاته كل فئات المجتمع، خاصة الشباب الذين يهتم بتدريبهم ليكونوا قادة الغد.

وأوردت أنه تم تشكيل مجلس للشباب مكون من مجموعة من الشباب الراغبين، بأن يكونوا ضمن عمل المجلس البلدي والتدرب على مهام العمل البلدي.

وذكرت أنه سيتم إخضاعم لتدريبات ثقافية وفنية وإشراكهم في عمل المجلس البلدي؛ ليكونوا أكثر اطلاعا على طبيعة عمله، داعمين له وذراعا له في كل المجالات.

المجتمع المحلي..

ويهتم المجلس البلدي بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي لتحقيق تطلعاته.

وتابعت الرنتيسي: "منذ اليوم الأول بدأنا العمل مع المجتمع المدني والمحلي بشكل كبير، وكل النشاطات التي ننفذها تتم بالشراكة مع هذه المؤسسات".

ومن جانب آخر، يعمل المجلس البلدي على تسهيل عمل تلك المؤسسات، من خلال بعض الإجراءات والتسهيلات وأحيانًا الدعم المادي.

وأضافت: "نفخر بوجود هذه المؤسسات والتي ستكون معنا في عملية التخطيط الاستراتيجي".

وأشارت لخطط البلدية لتطوير المراكز الثقافية ومنها المكتبة العامة، وكذلك المتنزهات العامة، وهناك مخطط لتطوير حديقة متنزه البلدية وإعادته ليكون أحد أماكن التنزه، ومتنزه إسعاد الطفولة الذي تم المصادقة على مخطط لإعادة تأهيله.

وأجريت انتخابات بلدية البيرة يوم 26 مارس/ آذار 2022، ضمن المرحلة الثانية من انتخابات الهيئات المحلية والتي شملت البلديات الرئيسة في الضفة الغربية.