الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"ابتكروا جهازًا يقيسُ جودة الهواء"..

خاص بالصور والفيديو طلبة فلسطينيون يحصدون الجائزة الكُبرى في تحدي "الفضاء العالمي للاستدامة"

حجم الخط
319786065_546293980423540_631725508734594420_n.jpg
رام الله- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

إبداع وتفوّق فلسطيني جديد، سطّره 5 طلبة من كلية الهندسة والتكنولوجيا في جامعة بيرزيت، وأثبتوا حضورهم في المحافل الدولية، بعد أن حَصَدوا الجائزةَ الكبرى في المسابقة العالمية "تحدي الفضاء العالمي للاستدامة 2022" التي أُقيمت في دولة قطر، مُحلّقين بآمالهم وأحلامهم بعيدًا عن قيود الاحتلال كافة.

واستطاع فريق “Palestinian pioneers” مؤخرًا اجتياز جميع مراحل المسابقة، حتى ظَفَروا نتيجة تعبهم وسهرهم المتواصل، عن مشروعهم بعنوان "مراقبة الجسيمات الدقيقة"، الذي يُقدم حلًا مُبتكرًا لتنقية الهواء.

ويضم الفريق كلًا من الطلبة: نرمين الشيخ، روان الصوص، يونا نواهضة، مهدي شومان وعبد الله عودة، يُشاركهم أمجد حامد من جامعة "ميزوري"، وبإشرافٍ من الباحث في مجال الهندسة الميكانيكية، أمين نواهضة.

319770809_393808622938311_8053996807436047493_n.jpg
وتهدفُ المسابقة التي نظمتها جامعة قطر إلى تعزيز قضية الاستدامة محليًا وعالميًا من خلال تطوير وبناء قدرات لتحقيق مستقبل مستدام على كوكبنا، وتُعدّ فرصةً فريدة من نوعها للطلبة للتعرف على الفضاء وما يُقدمه من حلول لمعالجة تحديات الاستدامة.

الأفضل بين ألف مشروع..

الطالبة يونا نواهضة المسؤولة عن الفريق، تقول إنهم تقدّموا للمسابقة بعد رؤية إعلان "وحدة الريادة والإبداع" في الجامعة؛ حتى "نُثبت للعالم أننا شعبٌ مُبدعٌ، يستحق الحياة، في الوقت الذي تزفّ فيه الجامعة وفلسطين أبناءها شُهداء".

وتُشير "نواهضة" في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن هذه المسابقة ضمّت أكثر من 1000 مشروع من دول العالم كافة، وأنهم تمكّنوا من اجتياز جميع المراحل التي تمّت عبر الإنترنت، بتحكيمٍ من مؤسسات عالمية وأجنبية.

318650163_692062955638159_3159001885376930871_n.jpg

وبنبرةٍ تملؤها السعادة، تزيد: "في المرحلة الأولى تم اختيار 50 مشروعًا، ثُمّ تأهل للمرحلة الثانية 20 مشروعًا، وأخيرًا تأهلت 5 مشاريع للمرحلة النهائية، التي حصدنا خلالها المركز الأول بفضل الله وتوفيقه".

"حلًا مبتكرًا لتنقية الهواء"..

أما عن فكرة المشروع، تُحدثنا الطالبة روان الصوص أنها حضرت لأذهانهم مع تفشي فيروس "كورونا"، وتأثُّر المجتمعات به خاصةً كبار السن.

وتقول في حديثها مع "وكالة سند للأنباء" إن الفكرة تتعلّق بالكشف عن مُلوِّثٍ هوائي يُسمى "pm2.5"، يتكوّن من دقائق متناهية الصِغر، تُسبّب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لدى كبار السن والأطفال.

ووفقاً لضيفتنا، فإن هذا المُلوِّث قادر على اختراق الشُعَب الهوائية في الرئة والوصول للدورة الدموية، وهو معروفٌ مُنذُ سنواتٍ طويلة؛ لكنّ أهميته ظهرت فترة انتشار فيروس "كورونا".

318458189_1159957171615102_9014178788080022471_n.jpg
في هذا المشروع، اعتمد أعضاء الفريق على مجموعة أبحاثٍ علمية قام بها المُشرف عليهم الدكتور أمين نواهضة، ربطت بين العلاقة بنِسبِ الإصابة بفيروس "كورونا" في مكانٍ مُعين، ونسبة وجود هذا المُلوِّث فيها، وقد توصلت جميعها إلى أنّ "الأماكن الأكثر تلوثًا بـ pm2.5 كان بها أعلى نسبة من حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفاة بها".

وتُوضح "الصوص" أنهم حاولوا حلّ هذه المشكلة عن طريق عمل جهاز يقيسُ جودة الهواء، ويكشفُ نسبة وجود المُلوِّث "pm 2.5" فيه، من ثُمّ عملوا على تطوير هذا الجهاز عن طريق ربطه مع تطبيق على الهاتف.

318614018_687811513047902_5003018989096049885_n.jpg
وتشرح لنا: "هذا التطبيق مُرتبطٌ مع خريطة تُبيّن نسبة الـ pm2.5 في المكان الذي يتواجد به الشخص، وهو يختلف عن الخرائط التي تنشرها وزارة الصحة من حيث عدد الإصابات والوفيات"، مؤكّدةً أن أهميته تكّمن في إيجاد طريقةٍ لحصر عدد الإصابات.

فوزٌ فلسطيني ورسائلُ أمل..

أربعة أشهرٍ ما بين شهريْ آب/ أغسطس وتشرين ثاني/ نوفمبر، وَصَلَ خلالها أعضاء الفريق اللّيل بالنّهار، محاولين الموازنةَ ما بين دراستهم الجامعية وبين العمل على المشروع بكِدٍّ واجتهاد، مستغلين أوقات الفراغ كافة.

وتسترجعُ "الصوص" بذاكرتها تفاصيل تلكَ الأيام، وتقصّ: "حاولنا استغلال كافة أوقات الفراغ لدينا للعمل على هذا المشروع، وحتى يخرُج بأحسن صورة، قُمنا بتوزيع الأدوار بيننا فكُلّ أحدٍ يتميز في مجاله، وبعد ذلك كُنا نجتمع ونتناقش ونُطوِّر ما توصّلنا إليه؛ والحمد لله كلّ شيء تمّ بتعاون أعضاء الفريق وتنظيم الأدوار".

318595153_714106440057569_1020400778671726395_n.jpg
وماذا عن لحظة الفوز؟ تُخبرنا "ضيفة سند" وعلامات السعادة ترتسمُ على وجهها: "نحنُ فخورون جداً وفرحتنا كبيرة أننا تمكّنا من رفع اسم فلسطين عاليًا، وتصنيع مُنتج بأيدي فلسطينية وصلنا فيه لمراحل عالمية وعلى مستوى الجامعات كافة، وهذا سوف يمنحُنا الأمل أن نعمل أكثر ونستغل كافة قدراتنا لإفادة مجتمعنا".

وعند سؤالهم عن التحديات والصعوبات التي واجهتهم، يُجيب الطالب مهدي شومان: "معظم اللقاءات تمّت عن طريق الإنترنت، وقد واجهنا بعض الصعوبة بالموازنة ما بين أمور الدراسة والعمل على المشروع، إضافةً إلى أن فكرة المشروع جديدة، وقد استغرقت وقتًا طويلًا من أجل القراءة وجمع المعلومات وفهمها".

أما عن مخطّطاتهم المستقبلية للمشروع، يُبيّن ضيفنا أنهم بِصدَد عرض المشروع على وزارات الصحة والمؤسسات البيئية من أجل المساعدة على نشره وتطويره.

318615648_953747135613228_8566565784190561141_n.jpg
وأيضاً، يُفكّر أعضاء الفريق بالعمل على إعادة تصنيع الجهاز؛ بهدف تصغير حجمه الحالي الذي هو بمقاس الهاتف، من أجل سهولة استعماله واستخدامه بالتنقل، كما يعملون على إمكانية استخدامه داخل المباني وخارجها بهدف استمراريته بشكلٍ أكبر.

واختتم "شومان" حديثه باعثًا رسالة "أمل" لكلّ الطلبة: "يجب أن يُؤمن كلّ منا بالأفكار التي تَجولُ في رأسه، وأن يُدوّنها ويأخذها على محملِ الجَدّ؛ أحلامنا وأفكارنا من الممكن أن تتحوّل إلى واقع".