الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

السبب في اعتقال "الشوبكي".. ما قصة سفينة الأسلحة "كارين A"؟

حجم الخط
كارين
القدس - وكالة سند للانباء

أعاد الإفراج عن الأسير فؤاد الشوبكي بعد 17 عاماً من الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين، تسليط الضوء على الحادثة التي كانت سبباً في اعتقاله قبل عقدين من الزمن.

ففي حدث غير مسبوق، تمكنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة على سفينة أسلحة إيرانية تحمل اسم "كارين A"،  متوجهة إلى قطاع غزة، عبر البحر الأحمر والتي أطلق عليها أيضاً لقب "سفينة نوح"، حيث كانت السبب وراء اعتقال الأسير الفلسطيني فؤاد الشوبكي.

واعتقلت سلطات الاحتلال "الشوبكي"، بسبب اتهامات له بالمسؤولية عن جلب سفينة الأسلحة "كارين A" من إيران إلى فلسطين عام 2002 إبّان انتفاضة الأقصى.

فما قصة هذه السفينة التي أطلق عليها لقب "سفينة نوح"؟!

مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، أمر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قواته بقتال قوات الاحتلال والتصدي لها، على الرغم من الاتفاقيات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي آنذاك.

وما إن اشتدت الانتفاضة، وأقفل الأفق السياسي، قرر "عرفات" تزويد أجهزته الأمنية ومجموعات من المقاومة بالأسلحة اللازمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

يقول رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية في حينها "شاؤول موفاز" أن "عرفات" قرر تغيير صورة المعركة لصالح الفلسطينيين، وبدأت المعلومات الاستخباراتية عن تحضير سفينة "كارين A"، في شهر أغسطس 2001، "فقررنا فتح أعيننا على البحر الأحمر، وتأهبنا".

وفي ذلك الوقت، كلَّف الرئيس ياسر عرفات اللواء فؤاد الشوبكي بإدارة عملية جلب السفينة من إيران، على أن ترسو في ميناء العريش، ثم يتم نقل الأسلحة بواسطة قوات البحرية الفلسطينية إلى غزة.

وفور أن وصلت المعلومات إلى شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، قررت هيئة الأركان القيام بعملية استثنائية في حجمها وتوقيتها، للسيطرة على السفينة، فأشرف قائد الأركان "موفاز" بنفسه على العملية بمشاركة قادة سلاح الجو والبحرية والاستخبارات.

وتمت عملية السيطرة على بعد 500 كم من خليج العقبة جنوب فلسطين، في البحر الأحمر، ووجدت عناصر وحدة "شييطت 13"، حوالي 50 طناً من الأسلحة والذخائر في حاويات السفينة.

تفاصيل العملية..

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية بعضاً من تفاصيل هذه العملية، مبينةً أن قائد البحرية أراد السماح للسفينة بعبور قناة السويس، والسيطرة عليها في البحر المتوسط، بزعم أن هذا نمط عمل معروف وآمن ومستقر، ولديه خبرة كبيرة، لكنه يحمل مخاطرة تتمثل بإمكانية هروب الطاقم بأكمله.

وعلى غرار ذلك، جاء التصور العملياتي بتحقيق المفاجأة عندما يكون بعيدًا عن الهدف، ومشغولًا بالملاحة والصيانة، وغير مستعد وغير منتبه، وبهذه الطريقة يمكنك مفاجأته، فضلا عن كونه معزولاً من الناحية الجغرافية، والحدود المصرية والفلسطينية ستكون بعيدة عنه.

لا يُخفي الإسرائيليون أن الخطة البحرية المعدة تضمنت مخاطر كبيرة، وسيناريو محتملاً تقوم فيه السفينة بتفريغ أسلحتها في السودان، وتمر عبر قناة برية، لا يستطيعون التعامل معها.

وتطلب الأمر من قائد سلاح بحرية الاحتلال آنذاك ديدي يعاري التعامل مع هذه السيناريوهات المختلفة، واتخاذ القرار المناسب، فبدأت القوات بالاستعدادات لتنفيذ العملية.

إلا أن خيارات طُرحت للوصول إلى هذه السفينة، إما بحراً، أو عن طريق الجو، بيد أنه تم استبعاد الأخير في البداية؛ كونه لم يناسب ركوب الأمواج من طائرات الهليكوبتر.

ولم يكن لدى قوات الاحتلال البحرية والجوية إلا نافذة صغيرة مدتها 20 دقيقة، علمت منها أنه إذا لم تنفذ ما كان مخططًا لها في ذلك الوقت، فسيتعين على المروحيات العودة لـ"إسرائيل"، لأن الوقود سينفد.

وأُصدِرَت الأوامر لطواقم العمل المكونة من 24 مقاتلاً بالانطلاق في قوارب من ميناء "إيلات" باتجاه وجهتها، وبعد يوم ونصف من الإبحار، اقتربت القوارب من السفينة، وتشبثت بجانبها، وتم رصد مراقبين على متنها؛ تمهيداً لأخطر لحظة وهي التسلق على ظهرها.

وتزعم الرواية الإسرائيلية أن أفراد القوة دخلوا غرفة محرك السفينة، وفي غضون سبع دقائق انتهى كل شيء، وتم تقييد 11 من أفراد الطاقم، والنقيب عمر عكاوي.

ومرت السفينة إلى أيدي الاحتلال الإسرائيلي، حيث ظهرت مشكلة غير متوقعة، بعدم العثور على مخابئ الأسلحة الموجودة على متن السفينة، رغم أن رئيس أركان الجيش دان حالوتس كان على متن طائرة القيادة في ذلك الوقت، ما ولد شعورا لدى القوات بأنها ارتكبت خطأ ما.

وبعد استجواب سريع لطاقم السفينة اعترف على أطنان من الأسلحة.

وأبدت المحافل العسكرية الإسرائيلية قلقها في حال نجح الفلسطينيون في إيصال هذه السفينة إلى شواطئ غزة، معتبرين أن هذه الكمية من الأسلحة كانت تكفي لاستخدامها في العمليات التفجيرية، التي ستوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وأُثيرت المخاوف الإسرائيلية ما جعل تلك العملية أكثر تعقيداً، رغم أنها منحت الآلة الدبلوماسية الإسرائيلية أسلحة سياسية جديدة تعرضها أمام الولايات المتحدة تجاه "عرفات"، التي اتخذت قرارا بالقطيعة معه، بزعم أنه لا يمكن تحقيق "التسوية" معه.