الساعة 00:00 م
الثلاثاء 20 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حجم الخط
تضليل اسرائيلي حول المساعدات
غزة- وكالة سند للأنباء

أكدّت منظمات دولية وأممية ومحلية؛ أن حديث الاحتلال عن عبور مساعدات إلى قطاع غزة، عملية خداع وتضليل إسرائيلية للمجتمع الدولي، مشددة أن قطاع غزة يمر في مرحلة مجاعة حقيقية؛ وأن احتياجه الفعلي للخروج من هذه الأزمة يتجاوز 600 شاحنة يوميا.

جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ "وكالة سند للأنباء"، تعليقًا على الحديث الإسرائيلي عن إدخال مساعدات لغزة؛ بعدما فرض الاحتلال حصارا مطبقًا، منع على إثره إدخال المساعدات والبضائع للقطاع، منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.

وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت السياسي الأمني"، مساء الأحد، على إدخال مساعدات لجميع أنحاء قطاع غزة "بشكل فوري".

وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، "بناءً على توصية الجيش الإسرائيلي".

ويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة خانقة ونفادًا للمواد الغذائية والمياه، في حين تهدد المجاعة حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان، يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة.

وقبل أيام؛ قالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو 71 ألف طفل، وأكثر من 17 ألف أمّ في قطاع غزة، بحاجة إلى علاج عاجل، جراء سوء التغذية الحاد.

الأونروا

القائم بأعمال مدير المكتب الإعلامي للأونروا بغزة، إيناس حمدان، قالت إن الاحتياج الفعلي للقطاع يوميا لـ600 شاحنة؛ وهي الكمية التي بالكاد تكفي احتياجات السكان الأساسية في ظل المجاعة الحقيقية التي تضرب أطنابها في القطاع.

وأوضحت حمدان في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ الحصار المطبق على القطاع منذ الثاني من مارس الماضي؛ أوجد حالة جوع شديدة وصعبة خلال 11 أسبوعًا؛ وترك احتياجا كبيرا لدى السكان.

وشددّت على ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة، وتدفق المساعدات للقطاع الذي بات يحتضر من ناحية الأمن الغذائي؛ والسماح للمؤسسات الدولية والأممية والعاملة في القطاع الإنساني العالمي القيام بدوره في تقديم المساعدات.

وبينت أن هناك شاحنات تقف على أبواب معبر رفح؛ تكفي القطاع لأشهر عدة؛ داعية للسماح بإدخالها فورًا، لإنقاذ السكان من حالة الجوع الشديد المحدقة بهم.

وأضافت: "المجتمع الإنساني في غزة، بما في ذلك الأونروا، جاهز؛ لديه الخبرة والقدرة للوصول إلى من هم بأمسّ الحاجة.

وتابعت: مساعداتنا مكدّسة في الخارج؛ الطعام سيفسد، والأدوية ستنتهي صلاحيتها، وحالة الجوع الشديد تتفشى خاصة بعد دخولها المرحلة الخامسة وهي من المراحل الحرجة، والوقت ينفد وسكان غزة يموتون".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن نحو 44 ألف شاحنة مساعدات، كان من المفترض دخولها إلى القطاع خلال الـ 80 يومًا من الحصار وإغلاق المعابر، بمعدل 500 شاحنة مساعدات يوميًا، و50 شاحنة وقود.

المنظمات الأهلية

وأكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان، أن قطاع غزة يواجه حالة مجاعة حقيقية، وظروفًا إنسانية قاسية للغاية، نتيجة الحصار المشدد المفروض عليه منذ الثامن عشر من مارس الماضي، والذي لم يسمح الاحتلال خلاله بإدخال أي مساعدات إنسانية أو احتياجات أساسية.

وأوضح أبو رمضان في تصريح خاص بـ"وكالة سند للأنباء"، أن الكميات التي تم إدخالها خلال فترات الهدنة السابقة "لم تسد شيئًا من بحر احتياجات سكان القطاع"، رغم وصول عدد الشاحنات في بعض الأحيان لـ400 شاحنة.

وأشار إلى أن ما يدخل اليوم من مساعدات لا يتجاوز 9 شاحنات فقط، وهي كمية "لا تمثل شيئًا أمام حجم الكارثة الإنسانية، ولم تغيّر من واقع المجاعة المتفاقمة."

وأضاف أبو رمضان أن الاحتلال يحاول التضليل عبر الإيحاء بأن المساعدات تصل إلى غزة، بينما الحقيقة أنها كميات هزيلة وغير كافية إطلاقًا، ولا تلبّي الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

ودعا إلى فتح المعابر بشكل فوري وإنشاء ممرات إنسانية آمنة ودائمة لتدفق المساعدات، والسماح بإدخال جميع المستلزمات الضرورية التي تُمكّن الشعب الفلسطيني من مواصلة حياته، مطالبًا كذلك بـ"إنهاء حرب الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في القطاع".

وشدد على ضرورة تمكين المنظمات الدولية والقطاع الإنساني الأممي من القيام بدورها الكامل في إيصال المساعدات وتوزيعها، محذرًا من خطورة "كل المحاولات الرامية لاستبدال هذا الدور الإنساني الدولي بشركات خاصة تستخدم المساعدات كأداة ضغط لتهجير السكان".

وأكد أن ذلك "مرفوض تمامًا ويُعد شرعنة لسياسات القتل والتهجير القسري".

اليونسيف

أكد المتحدث باسم اليونيسف في الأراضي الفلسطينية، كاظم أبو خلف، أن ما يتم إدخاله من مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، اذا ما استمر على ما هو عليه، فلا يتعدى أن يكون ذرًّا للرماد في العيون، ولا يرقى لمستوى مواجهة الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل المجاعة وانهيار النظام الغذائي والصحي.

وقال أبو خلف في تصريح خاص لـ"وكالة سند للأنباء": قطاع غزة كان يحتاج قبل الحرب لأكثر من 600 شاحنة يوميًا، واليوم يدخل فقط 9 شاحنات.. هذه الكميات غير منطقية، الهدف منها التخفيف من الضغط الدولي، وليس تقديم حل إنساني حقيقي".

وأضاف أن المعابر قادرة على استيعاب مئات الشاحنات، لكن الاحتلال يستخدم المساعدات كأداة إعلامية؛ لتخفيف الضغط عنه.

وأوضح أبو خلف أن الوضع الغذائي في غزة خطير للغاية، مشيرًا إلى وفاة 60 طفلًا تقريبا بسبب سوء التغذية، وهو ما يؤكد أن ما يُقدَّم من مساعدات لا يفي حتى بالحد الأدنى من احتياجات البقاء.

وحول ما يُروّج عن خطة أمريكية لإدخال المساعدات، قال أبو خلف: "لا نعلم إن كانت الخطة أمريكية أم إسرائيلية مغلفة بغطاء أمريكي، لكن المؤكد أن الأمم المتحدة يجب أن تدخل المساعدات وفق منظومتها الإنسانية، وبما ينسجم مع المبادئ المعروفة للعمل الإغاثي، والتي نرفض تجاوزها أو الالتفاف عليها".

وأضاف: "أي محاولة لتحييد الأمم المتحدة أو تقليص دورها هي مضيعة للوقت والجهد، ولن تفضي إلى حلول حقيقية ".

وختم حديثه بالتشديد على أن فرق الأمم المتحدة، بما فيها "اليونيسف"، كانت تعمل بنجاح قبل الحرب، ولا تزال قادرة على إيصال المساعدات بكفاءة، في حال توفرت الإرادة السياسية والتسهيلات المطلوبة.

وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ نحو 80 يومًا، فرض حصار مُحكم على قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والدواء والغذاء، تزامنًا مع استئناف العدوان العسكري وجريمة الإبادة الجماعية، منذ خرق اتفاقية وقف إطلاق النار يوم 18 آذار/ مارس الماضي.