داخل مصنع الخزف القديم في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يجلس الثلاثيني محمد النتشة على طاولة خشبية؛ ليحفر بدقة عالية وحرص شديد، أشكال متعددة من زينة شهر رمضان المبارك مستخدمًا الخزف.
ويصنع "النتشة" زينة رمضان بأشكالها المختلفة، الهلال والفوانيس والنجوم، يدويًا من الخزف، مجددًا الموروث التاريخي عن الآباء والأجداد، وحفاظًا على الهوية الفلسطينية.
وبعد انتهائه من صناعة الزينة، ينتقل إلى مرحلة الرسم والتلوين، مستخدمًا الريشة والألوان الجذابة لصناعة الهلال، في مشهد جميل كأنه يرسم فرحة الأطفال فوق تلك الزينة المرتبطة بالشهر الكريم.
موروث تاريخي..
ويعد الخزف موروث فلسطيني يحافظ عليه "النتشة"، من خلال صناعة زينة رمضان بطريقة مستحدثة بعيداً عن الزينة الروتينية التي اعتادا عليها الفلسطينيون في كل عام.
وقال النتشة إن المواطنين اعتادوا على الزينة الروتينية في شهر رمضان، كالهلال والفانوس، فتشكلت لديّ فكرة الابتكار في زينة هذه الشهر الكريم باستخدام الخزف.
وأشار إلى أنه توارث صناعة الخزف من أجداده، وسيورثها لأبنائه لتبقى حاضرة ومتنقلة من جيل إلى آخر.
وصنع هلالًا قاعدته خزفية من أجل إضفاء الطابع الفلسطيني على زينة رمضان، لتكون حاضرة في كل بيت فلسطيني، وفق تعبيره.
ويعد الخزف تحفة فنية فلسطينية ليست مجرد زينة كغيرها توضع في البيوت، وهو ما وجده النتشة من حب الفلسطينيين له.
إقبال كبير..
وتحدث ضيفنا عن الإقبال الكبير من أهالي الخليل على اقتناء الزينة المستحدثة في الأسواق المحلية، منوهًا إلى أنه يتم صناعة زينة رمضان يدويًا وبحرفية عالية داخل مصنعه.
وتحتاج الأشكال المصنوعة من الخزف إلى تطوير مستمر، ليبقى الإقبال على شراءها حاضرًا من المواطنين، ما يتطلب إبداع أكثر ومتواصل للحفاظ على الموروث الفلسطيني.
ولفت إلى أنه عمل على إضافة جديدة لصناعة زينة رمضان الخزفية، من خلال الرسومات الجديدة، ليزيد اقناع المواطنين وجذبهم.
وصنع النتشة أشكالًا مختلفة من الزينة لاستقبال شهر رمضان، أبرزها الهلال ومضيفة الحلويات، وتعليقات مضاف إليها إضاءات ورسومات جميلة يرغبها المواطنون في رمضان.
