الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

خاص شخصيات مقدسية: الاحتلال يستغل موسم الأعياد لشن هجمة مضادة على الأقصى

حجم الخط
اقتحام الاقصى الخميس.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

قالت شخصيات مقدسية اليوم الخميس، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجماعاتها المتطرفة يستغلون موسم الأعياد اليهودية، لشن هجمة مضادة على المسجد الأقصى المبارك، مؤكدين أنّ ذلك سيُلقي بظلال ثقيلة على واقع المسجد بشكل خاص ومدينة القدس عمومًا.

ومنذ أسابيع تحشد منظمات "الهيكل" المزعوم أنصارها لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة يتخللها تأدية طقوس وصلوات تلمودية جماعية وتقديم القرابين النباتية ونفخ البوق في باحاته؛ احتفالًا بموسم الأعياد الذي يستمر حتى 24 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، ويضم عيد رأس السنة العبرية والعرش ويوم الغفران وختمة التوراة.

وأكدت شخصيات مقدسية في أحاديث منفصلة مع "وكالة سند للانباء" اليوم الخميس أنّ هذه الأعياد في مجملها لا ترتبط بواقع الأقصى، وتتعلق بأحداث مرّت على اليهود خارج فلسطين، لكن جماعات الهيكل وبدعم حكومي كامل تتعمد توظيفها من أجل المساس بهوية المسجد.

قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إنّ دولة الاحتلال صنعت واقعًا أمنيًا مرعبًا وشرسًا يحيط بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة والأحياء المحيطة بها، واصفًا الأعياد اليهودية بـ "الكابوس تتحول فيها المدينة لسجن أمني كبير".

الاستعراض والتخويف..

وأوضح أبو دياب، أنّ الإجراءات الأمنية التي تفرضها شرطة الاحتلال خلال موسم الأعياد هدفها الاستعراض والتخويف وإظهار ملامح السيادة المزعومة ونشر الإرهاب في أروقة المدينة؛ بغرض ثني المقدسيين عن أي مقاومة لصد الانتهاكات.

وحذر من استغلال الجماعات الدينية التي يقودها الوزير إيتمار بن غفير ؛ لفرض وقائع تحسم مستقبل المسجد الأقصى وتحقق الهدف المنشود بـ "بناء الكنيس" الذي هدّد "ابن غفير" بإقامته في الجزء الشرقي من المسجد.

ولفت أنّ الاحتلال يرى في هذه المرحلة بأنها مواتية لحسم الواقع الديني والتاريخي وإضفاء الصبغة التهويدية ومسح معالم المدينة؛ محذرًا من أنّه قد يُقدم على ذبح البقرات الحمراء؛ من أجل الإيذان لجميع المستوطنين باقتحام الأقصى واستباحته.

ونبّه أبو دياب، لخطورة فتح شرطة الاحتلال مزيدًا من أبواب المسجد في هذه الأعياد، وصولًا لتقسيم مكاني مؤقت لأجزاء المسجد الشرقية؛ وجعلها واقعًا ثابتًا، يفرضون من خلالها متغيراتهم في المرحلة القادمة.

وأكد أنّ ذلك كله سيعكس مزيدًا من التوتر وتفجير الأوضاع خاصة إذا أقدمت حكومة الاحتلال فعليًا على فرض وقائع تمس هوية ووجود المسجد.

 مساس خطير..

من جانبه اعتبر رئيس الهيئة المقدسية لحماية المقدسات حسن خاطر الأعياد اليهودية بمثابة "قنابل مفجّرة" للأوضاع في القدس والمنطقة، مشيرًا إلى أنّها كانت السبب وراء اندلاع الحرب المتواصلة منذ عام واتسعت فيها الرقعة لتشمل دول مجاورة.

وبيّن خاطر أنّ استمرار الرغبة في توظيف هذه الأعياد للمساس بالأقصى يعني استمرار الحريق بالمنطقة الحريق بالمنطقة خاصة في ظل ما تحمله هذه الأعياد من أخطار على واقع المدينة والمسجد معًا.

وأكد خاطر أنّ هذه الأعياد تحمل مخاطر جدية وكبيرة لافتًا أنّ جماعات الهيكل تحشد جهودها وأنصارها للاعتداء على الأقصى وانتهاك حرمته وهويته.

وأضاف أنّ حكومة الاحتلال تسعى لصناعة صورة نصر مزيفة لحربها الدموية ضد شعبنا عبر انتهاكات المستوطنين المتصاعدة في موسم الأعياد، تزامنًا مع إجراءات مشددة مفروضة المصلين والمرابطين منذ أسابيع.

وحذر من محاولة الاحتلال تجسيد مبان غريبة داخل الأقصى عبر ما يُسمى بناء كنيس استجابةً لدعوات المتطرف "ابن غفير"، مطالبًا الدول العربية والإسلامية للتحرك الجاد لصد المخاطر غير المسبوقة التي يتعرض لها المسجد.

إجراءات غير مسبوقة..

من جهتها أفادت المرابطة عايدة صيداوي بفرض واقع أمني غير مسبوق على مدينة القدس والأحياء القريبة من المسجد والطرق المؤدية إليه قبيل موسم الأعياد اليهودية الأطول.

وقالت صيداوي إنّ الإجراءات المشددة ضد الفلسطينيين تضمنت اعتقالات وإبعادات لرموز دينية ومرابطين ومرابطات في الأقصى، إلى جانب فرض قيود كبيرة على النشطاء والشخصيات المؤثرة في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أنّ الحملة شملت استدعاء للشباب وتسليم إخطارت وتهديد للعشرات، وتمديد قرارت الإبعاد لعدد كبير من المقدسيين، مؤكدًا أنّ الهدف من ذلك هو تفريغ الأقصى من المصلين وتأمين الاقتحامات دون مواجهة فلسطينية.

وخَلصت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف نشرته مؤخرًا، إلى أنّ المسجد الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يُمكن أن يشهده منذ احتلاله، مرجحةً أن ترعى شرطة الاحتلال أكبر عدوان على الأقصى في موسم الأعياد الحالي، تحاول فيه فرض كامل الطقوس التوراتية العلنية لكل عيد.

ومن أبرز هذه الطقوس "اقتحام المسجد الأقصى بأعداد هائلة والسجود الملحمي ونفخ البوق ورفع الأعلام بشكلٍ جماعي، وارتداء "ثياب التوبة" البيضاء التي تُحاكي ثياب طبقة الكهنة، وفرض القرابين النباتية في باحات الأقصى".

وعلى ضوء ذلك، انطلقت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره، من أجل حمايته والدفاع عنه.