ودع مدير عام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، الطبيب حسام أبو صفية، جثمان نجله الذي ارتقى شهيداً إثر قصف إسرائيلي صباح اليوم السبت على شمال القطاع.
وفي أروقة "كمال عدوان"، احتضن أبو صفية جثمان نجله الشاب "إبراهيم" المكفن، وعيناه تفيض بالدموع، ثم أدى عليه برفقة الفلسطينيين هناك صلاة الجنازة.
وصباح السبت، انسحب الجيش الإسرائيلي، من مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، مخلفا قتلى فلسطينيين ودمارا واسعا داخل المستشفى وخارجه بعد اقتحامه الجمعة، ودمر جيش الاحتلال وحرق منازل وممتلكات لفلسطينيين بمحيط مستشفى كمال عدوان قبل تراجعه في المنطقة.
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مقتل أكثر من 820 فلسطينيا بفعل هجمات إسرائيل على شمال القطاع الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 22 يوما.
وصباح السبت، أعلنت وزارة الصحة بغزة اعتقال الجيش الإسرائيلي الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة لجرحى ومرضى من مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمه أمس الجمعة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي، الجمعة، انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحامه من الجيش الإسرائيلي.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها فقدت الاتصال بهذا المستشفى الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي واعتقل منه مئات المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية، وفق وزارة الصحة.
ويتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في محافظة شمال القطاع، حيث يشن الاحتلال هجوما واسعا على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا منذ أكثر من 3 أسابيع على التوالي، ويفرض حصارا مشددا على مناطق شمال القطاع ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد.
وتمنع قوات الاحتلال دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، وارتكبت مجازرا بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أن "جثامين الشهداء لا زالت في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني".
يُشار إلى أنّه ومنذ 5 أكتوبر الجاري يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي العنيف لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة؛ ضمن محاولات إسرائيلية حثيثة لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري تنفيذًا لما يُعرف بـ "خطة الجنرالات".
وبحسب مصادر طبية أدت الجرائم الإسرائيلية في شمال القطاع إلى استشهاد 820 فلسطينيًا وإصابة وفقدان المئات في جباليا وشمال القطاع، بالإضافة لاعتقال العشرات من المدنيين وقد أظهرت مشاهد مصورة وهم مقيدين ومعصوبي الأعين، دون معرفة مصيرهم.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.