الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خاص انفوجرافيك هكذا صدّ الفلسطينيون مخططات المستوطنين في عيد "الفصح" العبري

حجم الخط
اقتحامات المستوطنين
القدس – بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

انتهت أيام "عيد الفصح" التوراتي يوم الخميس الماضي، وما صحبها من اعتداءات باقتحام المسجد الأقصى المبارك والتهديد بذبح القرابين داخله، خلال موسم العدوان الأكبر على المسجد والذي تزامن مع شهر رمضان الفضيل واعتكاف المرابطين وتواجدهم فيه على مدار الساعة؛ لصد اعتداءات الاحتلال وإعمار "الأقصى" خلال اقتحامات المستوطنين في أيام عيدهم.

وامتد "عيد الفصح" منذ يوم الأربعاء (5 نسيان/ إبريل) وحتى الخميس (12 من الشهر ذاته)، حيث شهد "الأقصى" خلال هذه الأيام اقتحامات واسعة للمستوطنين تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، حيث بلغ عددهم 3596 مستوطنًا.

وتوزع عدد المقتحمين على خمسة أيام خلال فترة العيد كالتالي: الأربعاء 165 مستوطنًا، الخميس 199 مستوطنًا، الأحد 912 مستوطنًا، الاثنين 1532 مستوطنًا، الثلاثاء 788 مستوطنًا، بحسب ما نقلته مراسلتنا عن دائرة الأوقاف بالقدس.

340852882_608846564474781_9094226578426076782_n.png


 

وكانت "جماعات الهيكل" الاستيطانية المتطرفة، قد أعدت برنامجا خاصا لاقتحام "الأقصى" في عيد الفصح، وأعلنت نيتها ذبح القرابين داخله، ورصدت مكافأة مالية لمن يتمكن من إدخال القربان أو نثر دمه داخل الأقصى.

وساندت قوات الاحتلال الخاصة جماعات الهيكل بمحاولة تسهيل الاقتحام من خلال قمع المعتكفين والمصلين ومحاولة عرقلة وصل المئات لـ "الأقصى" بتحديد أعمار الوافدين للمسجد ناهيك عن اقتحام المسجد القبلي واعتقال المئات منه.

احتلال.jpg
 

فرض الاعتكاف..

الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص، يقول إن سقف جماعات الهيكل الذي طلبته من وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي ايتمار بن غفير، هو منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى في أيام عيد الفصح العبري، وكان سقف حكومة الاحتلال وشرطتها أن تمنع الاعتكاف وتخلي ساحة الأقصى للمقتحمين بأي ثمن، وأن لا يسمح بأي حضور إسلامي في وجودهم.

ويضيف خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "كل ذلك تبدد عندما فرض الشبان الاعتكاف في المسجد الأقصى لثلاثة ليالٍ متتالية رغم أنف الاحتلال، حيث حضرت صلاة الضحى جماعة في مسار المقتحمين، ولم يتجرأ الاحتلال على تفريغ ساحات المسجد كما يفعل دائماً، حيث حضر التكبير والتواجد الإسلامي بفضل معادلة الرباط الشعبي الذي ساندته أربع جبهات مقاومة وتفاعل شعبي عربي واسلامي".

ويشير إلى أنّ حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل ليست مرتاحة لما حدث أيام العيد ولن تستطيع ابتلاع الفشل بسهولة، مردفًا: "جماعات الهيكل لجأت للعبة العدد لتقول إنها حققت إنجازاً ما، حيث بالغت في أعداد المقتحمين من خلال تكرار اقتحام المجموعات ذاتها على مدار يوم الأحد، رابع أيام الفصح".

اقتحامات3.jpg
 

ويتابع ابحيص: "حكومة الاحتلال التي سعت لإغلاق باب الاقتحام في العشر الأواخر نتيجة معادلة الردع فستحاول العودة لنقض النتيجة غير المرضية بالنسبة لها، ولكنها ستهيئ ظرف أكثر مناسبة لها".

ويشير أن معركة الاعتكاف التي بدأت منذ مطلع شهر رمضان وكانت ذروتها قبل يومٍ من عيد الفصح واستمرت خلال أيام العيد أثبتت بما لا شك فيه أن المسجد الأقصى هو عنوان مركزي لدى المقاومة ولدى الشعب الفلسطيني على عكس مايعول عليه الاحتلال.

تطبيع التهويد في "الأقصى"..

من جهته، يرى رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى لا يقتصر على عيد أو موسم معين، كما أنه لا يقاس بعدد المقتحمين أو بذبح القرابين.

 ويوضح الهدمي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أنه "لمعرفة إن كانت سلطات الاحتلال قد فشلت في هدفها بالأقصى خلال عيد الفصح أم لا، يتوجب معرفة ما هو هدف الاحتلال مما تقوم به، فهي تعي تماماً أنها  لن تستطيع أن  تنفذ حلمها الأسود المتمثل بإدخال القرابين إلى الأقصى، إنما تحاول العمل على تطبيع عملية التفكير في قضية القرابين".

ويردف: "عملت حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل على مدار سنوات سابقة على إبراز قضية القرابين وذبحها داخل الأقصى، وفي كل عام يحصلون على تقدم وإن كان هذا التقدم قليل جدًا الا أنهم يتحصلون عليه".

ويعتقد الهدمي، أن الأهم من قضية القرابين هو مشروع الاحتلال بتهويد الأقصى، وإثبات سيادة الاحتلال عليه، مقابل سيادة غيره من حكومة أردنية وأوقاف إسلامية وشعب فلسطيني.

ويلفت إلى أن موضوع القرابين هو حلقة من حلقات سلسلة طويلة باتجاه زيادة التفاصيل التي يقوم بها المستوطنون داخل المسجد الأقصى خلال فترة اقتحامهم للوصول لمرحلة التقسيم المكاني الفعلي.

كما يسعى الاحتلال _ والكلام للهدمي_ للوصول لمرحلة يقال بها أن المستوطنين يقيمون شعائرهم كافة داخل الأقصى، من صلاة وسجود ملحمي ورفع للأعلام وهاهم سيذبحون القربان.

ويزيد: "بالتالي سيصبح من الضروري إيجاد مكان خاص يحفظ الأمن ويكون بعيدًا عن "التشويشات"، كما يضمن ما يسميه الاحتلال "حرية العبادة للجميع"، فتبدأ محاولات جعل هذه الطقوس قانونية وإجرائها بترتيبات معينة، وبالتالي مساواة المسلمين واليهود بالمكان، فيمسي المكان مقسمًا.

اعتداء.jpg
 

ويشدد الهدمي على أن هناك خطورة بكل خطوة يقوم بها الاحتلال فلا ضرورة لأن يكون التفصيل خطير لأنه الخطر الداهم بالأساس يتمثل بسيطرته على المسجد، التي تُمثل نقطة التعمق في سياسة التهويد.

وجاء في حديثه: "المعطيات على أرض الواقع تُشير إلى أن االاحتلال فعليًا هو صاحب السيادة الأكبر على المسجد الأقصى، والأدلة على ذلك كثيرة، منها ما حدث من اقتحام المستوطنين لباحاته في أول أيام العشر الأواخر من رمضان الحالي، حيث اقتحم يومها 788 مستوطناً".

ورغم ما نُشر عن "اتفاق العقبة" ومنع الاقتحامات خلال الأيام العشر الأواخر من الشهر الفضيل، إلا أن الاقتحام فعليًا لم يتوقف حتى لو اقتصر على يومٍ واحد، ما يؤكد أن الذي يقرر هو الاحتلال حتى بوجود إتفاق دولي، من وجهة نظر ناصر الهدمي.

ودليل آخر تحدث به الهدمي يؤكد بها رأيه، وهو قرار الاحتلال استخدام القوة ضد المعتكفين، لكن شعوره بأن هذه القوة سببت له الإساءة أمام الإعلام والمجتمع الدولي اضطره لوقفها وعدم معاودة استخدامها.

على الجهة المقابلة، وفق "الهدمي"، لم يستطع الاحتلال منع الشبان من الاعتكاف رغم القمع والسحل والاعتقال والإبعاد، حيث كسر صمود المعتكفين صورة السيطرة التي أرادها الاحتلال.

ويؤكد أن الاعتكاف والرباط عبادة وتعد أفضل طريقة للدفاع عن المسجد الأقصى، إلا أن الاحتلال استطاع أن يقلل من أثرها على اقتحامات الأقصى وتهويده، عبر سياسات الإبعاد للمرابطين والاعتقالات للشبان والناشطين وتحديد الأعمار التي يُمكنها دخول الأقصى وغيرها.

مصلون.webp
 

لذلك، يرى "ضيف سند" أنه لابد من التنبه لطرق أخرى لمواجهة مخططات الاحتلال بالأقصى، وهو ما بدأ يحدث بالفعل على أرض الواقع من وحدة عناصر قوة الشعب الفلسطيني أو ما يطلق عليه إعلاميا اسم "وحدة الساحات" والتي أثبتت نجاعتها في خفض أعداد مقتحمي الأقصى.

ويكمل: "غليان الضفة الغربية وطرقها التي لم تعد آمنة للمستوطنين، شكّل عاملًا مهمًا في الدفاع عن الأقصى، من خلال خوف المستوطنين وامتناعهم عن التنقل بالحافلات والمشاركة في اقتحام المسجد خلال فترة العيد".

وعلى ضوء ذلك خَلص الهدمي إلى أنّ اعتكاف المصلين، واشتعال فتيل المواجهة بالضفة، ورد المقاومة بالصواريخ من غزة ولبنان، إلى جانب مظاهرات أهالي الداخل المحتل؛ دعمًا للقدس ورفضًا للاعتداءات بالأقصى، كلها عوامل أثرت بشكلٍ كبير على سير وشكل الاقتحامات في عيد الفصح.

فشل ذريع..

بدوره، يرى عضو قسم القدس في هيئة علماء المسلمين محمود الشجراوي، أن الاحتلال فشل فشلًا  ذريعًا في تنفيذ مخططاته لاقتحامات المستوطنين في عيد الفصح، فكان عدد المقتحمين أقل من السقف الذي وضعته جماعات المتطرفين، ولم يكن هناك إدخال للقرابين أو دمها، حتى وإن تم منع عدد من المحاولات وكشفها.

ويضيف "الشجراوي" لـ "وكالة سند للأنباء": "حكومة الاحتلال كانت تعي الخطر المترتب على تنفيذ مخطط المستوطنين ومطالباتهم التي قدموها قبيل العيد، والتي نصت إحدى بنودها على إغلاق الأقصى بشكل كامل أمام المسلمين، وبفتحه فقط لليهود وطوال أيام العيد، إلا أنها لم تكن تتوقع أن يتضاعف هذا الخطر على شكل فتح جبهات متعددة في ذات اللحظة نتيجة الاعتداء على المعتكفين".

اعتداء الاحتلال على المصلين.jpg
 

ويرى الشجراوي أن المعتكفين مع جبهات المقاومة جميعها في الضفة وغزة والداخل والخارج، جعلت حكومة الاحتلال تراجع قراراتها، حتى أنه أجبرها على العودة لمنع الاقتحامات الطوعي خلال العشر الأواخر من رمضان، والتي كانت تتقاطع مع ثلاثة أيام من العيد العبري.

ويلفت إلى أن حكومة الاحتلال كانت هي التي تمنع نفسها من اقتحام الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان كل عام، إلا أنها خالفت منع نفسها في سنوات ٢٠١٤، ٢٠١٨، ٢٠١٩، ٢٠٢١، وعادت في هذا العام للمنع الطوعي نتيجة الردع.

ويعتقد "الشجرواي" أن حكومة الاحتلال أصبحت "كـبالع الموس"، إن منعت الاقتحامات سيكون هناك "احتجاجات من منظمات الهيكل التي تعتبر هذا العام هو عام التغيير في هوية الأقصى، وإن سمحت بكل مطالب المستوطنين ستلقى ردًا ودرعًا قويًا سيكلفها الكثير"، وفق رأيه.