الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خاص عيد "الفصح" العبري.. مزاعم توراتية تبيح ذبح القرابين بـ "الأقصى"

حجم الخط
338764242_953356815680706_827099567125053691_n.png
القدس - وكالة سند للأنباء

سجود ملحمي، وذبح للقرابين، وطقوس تلمودية مزعومة، تحاول جماعات الهيكل الاستيطانية المتطرفة ترسيخها في باحات المسجد الأقصى المبارك، خلال أيام "عيد الفصح" اليهودي، الذي يبدأ مساء اليوم الأربعاء.

ومنذ أيام، تشهد القدس والمسجد الأقصى توترًا كبيرًا وسط إعلان الجماعات الاستيطانية نيتها إدخال القرابين وذبحها في ساحات الأقصى، خلال أيام "عيد الفصح".

وبلغت حالة التوتر ذروتها الليلة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد الأقصى، وأخرجت المعتكفين والمعتكفات من داخله بالقوة.

وتخلل ذلك اعتداء بالهراوات وأعقاب البنادق وإطلاق قنابل الغاز السام، والصوت صوبهم؛ ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المصلين، واعتقال المئات.

ويبدأ عيد الفصح اليهودي اعتبارًا من مساء اليوم الأربعاء 5 نيسان/ أبريل، ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته، تزامنًا مع تشديدات عسكرية في القدس، وإغلاق فرضه الاحتلال على غزة والضفة الغربية.

وتستعرض وكالة سند للأنباء في هذا التقرير ماهية "عيد الفصح التوراتي"، وأهميته لدى اليهود، ولماذا وكيف تستغله جماعات الهيكل ضد المسجد الأقصى؟

"شهر الخروج"..

مع مطلع شهر رمضان المبارك يوم الخميس 23 آذار/ مارس الماضي، بدأ شهر "نيسان العبري"، وهو أول شهور العام حسب ترتيب التوراة للشهور، ويعرف أيضًا باسم "شهر الخروج"؛ لارتباطه بقصة خروج اليهود من مصر.

ويهتم اليهود كثيرًا ببداية هذا الشهر، إذ يعتبرونها بداية الخروج والنجاة، كما يضم "نيسان العبري" عددًا من المناسبات القومية اليهودية أبرزها "عيد الفصح"، الذي يمتد لأسبوع كامل.

ويُعد "عيد الفصح التوراتي"، واحدًا من أعياد الحج التوراتية الثلاثة، ويقصد بالحج إلى "جبل الهيكل" أي المسجد الأقصى، وبالرغم من أن أحداث هذا العيد كلها حدثت قبل بناء "الهيكل"، ولا دخل لها به بحسب التوراة نفسها، إلا أن اليهود في كتبهم ربطوا هذا العيد بالهيكل المزعوم.

كما ربط اليهود بين ذبيحة "عيد الفصح" وقرابين المعبد، فصار يهود اليوم بمنظماتهم المتطرفة الداعية لبناء الهيكل المزعوم ينادون بتقديم هذه القرابين داخل المسجد الأقصى، وبالشكل المنصوص عليه في التوراة أيام المعبد المزعوم.

وعادة ما تشهد مدينة القدس والأقصى على وجه الخصوص خلال هذا العيد انتهاكات وتعديات غير مسبوقة؛ تحضيرًا لهذا الحدث التوراتي، حيث يستغله الاحتلال بإغلاق مدينة القدس وأبواب المسجد الأقصى أمام المصلين والمرابطين فيه.

وتبذل جماعات الهيكل المزعوم كل جهدها لتنفيذ الحج الجماعي داخل الأقصى، تطبيقًا لتعليمات "توراتهم"، كما تعمل جماعات الهيكل على استنفاذ كل السبل لتطبيق طقوس القرابين داخل ساحات الأقصى خلال أيام هذا العيد.

وتبدأ تجهيزات "عيد الفصح" قبل أيامٍ منه، حيث يوافق الأول من نيسان/ أبريل اليوم العاشر من نيسان العبري، والفترة الواقعة بين العاشر والرابع عشر من نيسان تقام فيها تدريبات كبيرة لتنفيذ "قربان الفصح" بدعم من معهد الهيكل، وتتم هذه التدريبات إما داخل البلدة القديمة بالقدس مقابل المسجد الأقصى المبارك، أو في جبل الزيتون على مطلة الأقصى.

ويوافق اليوم الأربعاء الـ 14 من نيسان العبري، والذي يسمى "بيوم الأبكار"، حيث يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى استعدادًا لعيد الفصح التوراتي الذي يبدأ في اليوم التالي؛ وفي مساء "يوم الأبكار" يكون موعد ذبح قرابين الفصح.

وقرابين الفصح، لا يتم تقدمتها إلا داخل "الهيكل"، لذلك فإن جماعات الهيكل المتطرفة تتجهز لإدخال القرابين أو تهريبها بشتى الوسائل إلى الأقصى، إذ دعت هذه الجماعات وأعلنت نيتها تقديم القربان مساء اليوم.

وصباح اليوم، أوقفت الشرطة الإسرائيلية مستوطنين وهم يحملون القرابين ويحاولون الوصول إليها للمسجد الأقصى.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت "جماعات الهيكل المزعوم" وحركة "نعود للجبل"، عن مبالغ مالية كمكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح "قربان" في المسجد الأقصى المبارك، خلال "عيد الفصح" اليهودي.

وأشارت "جماعات الهيكل" إلى أنها ستقدم لمن يتمكن من ذبح "القربان" داخل المسجد الأقصى 25 ألف شيقل، و2500 شيقل في حال تم اعتقال نشطائها داخل "الأقصى" وبحوزتهم "القربان".

ويبدأ أول أيام العيد في اليوم الـ 15 من "نيسان العبري" الموافق الخميس 6 نيسان/ أبريل، وفيه تحتشد جماعات الهيكل بشكل ضخم لاقتحام الأقصى وتنفيذ حج توراتي جماعي بطقوسه التهويدية.

ويستمر "عيد الفصح" 7 أيام، وتعرف الأيام الخمسة التالية لليوم الأول بـ "الأيام الوسطية"، وتكون حدتها وأهميتها أقل من اليوم الأول، مع استمرار صفة "عيد الفصح" خلالها وطقوسه، وأما اليوم الأخير من "الفصح" فيعتبر يوم عيد كبير كأول يوم منه، ويرمز هذا اليوم إلى حادثة شق البحر ونجاة بني إسرائيل وفق الرواية التوراتية.

خلال فترة أيام العيد ستحاول جماعات الهيكل إدخال قرابين الفصح الحيوانية، وأدوات الصلاة، وأسفار التوراة، وستجتهد في تنفيذ السجود الملحمي، وتلاوة فقرات التوراة والشعارات التعبدية، لتحويل الأقصى إلى "هيكل" بكل تفاصيل العبادة التي كانت تقام داخله وفق زعمهم.

ولا يقتصر العدوان خلال "عيد الفصح" على الطقوس الدينية التوراتية، إنما ستعمل جماعات الهيكل على إدخال كعك فطير خاص غير مخمر؛ للاحتفال بالعيد وتثبيت أن الأقصى هو "الهيكل".

واستعدادًا لذلك، وقّع 15 حاخام رسالة موجهة إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، طالبوا من خلالها السماح بتقديم قربان الفصح داخل الأقصى، زاعمين أن ذلك لا يعارض الشريعة اليهودية، رغمًا عن فتوى يهودية توراتية تحرّم أساسًا على اليهود اقتحام الأقصى.