الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

كاميرات المراقبة في القدس.. سلاحٌ متطور يتعقب تحركات الفلسطينيين

حجم الخط
كاميرات المراقبة.
غزة/ القدس - فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

تسخّر سلطات الاحتلال الإسرائيلي إمكانياتها التكنولوجية والمادية لمراقبة المقدسيين وكل الفلسطينيين الذين عمروا المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل، وذلك بزرع كاميرات المراقبة المتطورة وفائقة الدقة ومرايا تعكس حركة المقدسيين في كل زوايا المدينة والبلدة القديمة ومحيط الأقصى وباب العامود على وجه التحديد.

وعملت سلطات الاحتلال على عسكرة مدينة القدس بجميع الإمكانيات المتاحة، إما بالتواجد العسكري والشرطي، ونصب الحواجز، ونشر كاميرات المراقبة، والمرايا العاكسة؛ لتضييق الخناق على المقدسيين والفلسطيين الوافدين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وفق المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب.

ويبيِّن "أبو دياب" لـ"وكالة سند للأنباء" أن مئات كاميرات المراقبة تتواجد في جميع مناطق القدس خاصة في بلدة سلوان ومحيط البلدة القديمة وهي الأماكن التي تتواجد فيها قوات الاحتلال بشكل أكبر.

ويعتبر الاحتلال الكاميرات سلاحاً لسحب الأمان من المقدسيين وإشعارهم بعيشهم تحت رقابة مخابرات الاحتلال على مدار الساعة، ومحاربة الوجود المقدسي، وكنوع آخر من فرض السيطرة والادعاء أنه بحاجة لفرض سيادته على القدس، وفق ضيفنا.

ويتابع: "لم تقتصر كاميرات المراقبة على مراقبة تحركات المقدسيين وإخافتهم فحسب؛ بل تعدت ذلك إلى حد التدخل في الخصوصية من خلال وضعها في المحال التجارية؛ لمراقبة الحركة التجارية والبضائع، كذلك استخدامها ضد الفلسطينيين كإثبات لبراءة الاحتلال، وإعطاء اطمئنان للمستوطنين".

وعلى صعيد المواطن المقدسي، يشير "أبو دياب" إلى أن المقدسيين اعتادوا وجود هذه الكاميرات بينهم، فكان خيارهم إما تجاهلها أو تحاشيها في بعض الأحيان، والتعامل معها كجزء من الاحتلال وأنها وسائل فرض قوة وسيطرة على المدينة.

ويلفت إلى أن الكثيرين يحاولون إزالة هذه الكاميرات، كما يحصل في منطقة سلوان والطور والعيساوية، إضافة لمحاولة تشويش إخراجها عن الخدمة، فقد أصبحت أمراً اعتيادياً لا يخيف أهل المدينة.

تقنيات متطورة..

من جانبه، يوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ"وكالة سند للأنباء"، أن عدداً كبيراً من كاميرات المراقبة موجود عند باب العامود، ومنها ما يسميه الاحتلال "الكاميرات الذكية"، التي تتحرك وفق الصوت وتغير اتجاهها بناء على أي صوت مرتفع حول المسجد الأقصى، في ساحاته.

ويرى "الهدمي" أن الهدف المباشر من هذه الكاميرات هو مراقبة تحركات المقدسيين، والقدرة على اعتقال أي مقدسي يقوم بأي عمل لا يتوافق وسياسة الاحتلال أو رفض له، إضافة لمساعيه بنشر ما يزعمه بـ"الأمن" عبر الإرهاب وإخافة المقدسيين والتدخل واقتحام وخرق حريتهم في الحياة.

ويصف لنا "الهدمي" مميزات هذه الكاميرات، بالقول: "جزء كبير منها مربوط في أجهزة لتحديد الشخصية، فبمجرد ظهور ملامح الوجه، يتم التعرف على شخصية الفرد إذا كان ضمن بنك المعلومات الموجود لدى دائرة المخابرات الإسرائيلية".

وجزء آخر من هذه الكاميرات يتحرك وفق خروج الصوت وتتحول من اتجاه لآخر بناء على الصوت المرتفع، فلو قال أحدهم "الله أكبر" تتحرك بهذا الاتجاه، تبعًا لضيفنا.

وتتميز كاميرات المراقبة بدقة عالية وتكنولوجيا حديثة ومتطورة، فهناك كاميرات موضوعة على جبل الزيتون وهو الجبل المقابل للمسجد الأقصى؛ لمراقبة الناس داخل باحات المسجد وتستطيع نقل تفاصيل وجوههم وأجسامهم، ونقل المعلومات بشكل دقيق.

ويلفت "الهدمي" لوجود طواقم متخصصة لدى سلطات الاحتلال، وقسم كامل من الشاشات التي تراقب ما يجري في شوارع المدينة المقدسة والبلدة القديمة وخارجها، فتهيء هذه الكاميرات لطواقم المراقبة الصور الدقيقة والقريبة التي تعرفهم على كل فلسطيني قام بعمل لا يعجب سلطات الاحتلال.

ويضيف، أن كل ما يجري في مدينة القدس من تركيب كاميرات أو مرايا عاكسة، أو إجراءات تستهدف تقنين وتحجيم عدد المصلين القادمين إلى المدينة خلال شهر رمضان، في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة، فشهر رمضان هو شهر القدس، حيث تنشط وتزداد فيه التجارة والحياة، والرموز الإسلامية والدينية.

ويجمع ضيفا سند أن قوات الاحتلال تحارب كل مناحي الحياة في القدس، حيث تمت إضافة أكثر من 3 آلاف عنصر من القوات للتواجد في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة وشوارع القدس؛ منعاً للوجود المقدسي والتجاري، والتدقيق في هويات المقدسيين، كذلك تحديد أعمار الوافدين لـ"الأقصى"، وعدم السماح لمن هم خارج القدس من للمسجد والبلدة القديمة.

ويؤكد كلٌ من "أبو دياب" و "الهدمي" أن شدّ الرحال والتواجد بشكل أكبر في المسجد الأقصى والرباط في باحاته ومحيطه، يُفشل ويعيق مخططات الاحتلال الرامية لتهويد القدس.

ورغم إجراءات الاحتلال المشددة التي فُرضت على المدينة المقدسة؛ بهدف تقييد وصول المصلين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إلّا أن الفلسطينيين تمكنوا من إعماره والرباط والاعتكاف فيه، لا سيما خلال أيام الجمع وليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل التي شهدت زحفًا بشريًا هائلًا من أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل.