يحلّ علينا عيد الفطر السعيد يوم غدٍ الجمعة بعد شهرٍ من الصيام المتواصل، ليعود معه الصائمون إلى نظامهم الغذائي المعتاد، وفي استقبالهم حلويات العيد وعصائره ومأكولاته الشهيّة، ما يتطلب اتباع خطواتٍ احترازية؛ تجنبًا لأي مشاكل صحية كعسر الهضم واضطراب المعدة والانتفاخ وزيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم.

وحتى لا تكون ضحيةً لـ "التلبك المعوي" الذي يحصل مع فئة كبيرة من الصائمين على مدار أيام العيد تُقدم أخصائية التغذية والصحة العامة آثار العجلوني من رام الله وسط الضفة الغربية عبر "وكالة سند للأنباء" نصائح غذائية تفيد صحة جهازك الهضمي.

وتقول إن النمط الغذائي يتغير عادةً مع قدوم عيد الفطر وانتهاء شهر رمضان، حيث يعود الصائمون إلى الروتين القديم، وفي استقبالهم الكثير من المشهيّات مثل كعك العيد ومعمولاته والعصائر والشوكولاتة وغيرها من المأكولات الغنيّة بالدهون والسعرات الحرارية والسكر.

وتُضيف "العجلوني" أنّ الانتقال المفاجئ من روتين رمضان إلى آخر مختلف تمامًا في العيد، يُوِجد مشاكل صحيّة عند كثيرين قد تصل بهم إلى التسمم الغذائي؛ لعدم اتباعهم خطوات انتقالية تدريجية في تناول الطعام.

وتُشير إلى أنّ الأكل في مناسبات كهذه يندرج تحت مسمى "الأكل العاطفي"، وهي عادة الإفراط في تناول الطعام دون الحاجة لذلك، خاصة الأطعمة الحلوة والدهنية، وعالية السعرات الحرارية.

وأوضحت أخصائية التغذية أن السكريات والمأكولات الغنية بالدهون، تجعل الإنسان في حالة جوعٍ مستمر، ما يدفعه لتناول المزيد من الأطعمة دون وعي وإدارك.

كما أن هذا النوع من الأطعمة يلعب دورًا في زيادة العبء على المعدة والجهاز الهضمي، وتستغرق وقتًا طويلًا في عملية في الامتصاص، الأمر الذي ينعكس سلبًا على سلامة الجهاز الهضمي.

لذا عليك أن تبدأ يومك في العيد بتناول كميات قليلة من الطعام، وتُشدد ضيفتنا على ضرورة تقسيم الطعام خلال العيد إلى وجبات صغيرة متفرقة على مدار اليوم، والانتباه جيدًا لنوعيتها، محذرةً من تناول وجبتين أو ثلاث بكميات كبيرة خلال اليوم الواحد.

إذن "ما التقسيمة المثالية لمواعيد الوجبات في العيد"؟ ترد الأخصائية "آثار" على سؤالنا: "أدعوا  لتقسيم الوجبات من 5 إلى 6 وجبات في اليوم، بفارق زمني يتراوح من ساعتين إلى ثلاث بين كل وجبة وأخرى".

وتؤكد أخصائية التغذية، على ضرورة أن تحتوي كل وجبة من هذه الوجبات على كميات كبيرة من الخضار.

وتلفت النظر إلى أنّه يجب فهم ثقافة إكرام الضيف في العيد بشكلٍ مغاير وأصح مما هو معروف في مجتمعاتنا، فلا ضير أن يعتذر الشخص منّا عن تناول الأطعمة التي قد تضر بصحته خلال الزيارات العائلية.

لكن إن كنت من محبي الحلويات ولا تستطيع مقاومة الكعك والمعمول مثلًا، فأخصائية التغذية تُتيح لك تتناول كمية بسيطة جدًا منها (حبّة أو حبتيّن).

أيضًا يُمكنك اختيار الأطعمة الصحية التي تُقدم ضمن ضيافة العيد، مثل المكسرات، منوهةً إلى أنّ تناولها يجب أن يكون بطريقة معتدلة أيضًا ودون إسراف.

كما يُنصح بالإكثار من شرب المياه لتليين المعدة، وعدم استبدالها بمشروبات غازية أو سكرية من شأنها إرباك الجهاز الهضمي وانتفاخ المعدة.

ومن النصائح أيضًا تناول الشاي الأخضر وعصير الليمون والزنجبيل والكمون والنعناع، أثناء تناول حلويات العيد؛ لتقليل امتصاص الدهون والسكريات.

كذلك تجنب عزيزي القارئ التدخين أو تناول المنبهات (الشاي والقهوة) على معدة فارغة؛ نظرًا لأضرارها على المعدة والقولون وصحة القلب.

وبشأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل مرض السكري وأمراض القلب، فهم الأكثر عرضةً للمخاطر الصحية بالعيد، لذا يُنصح الانتباه وعدم الإفراط في تناول الحلويات، والمقليات والمأكولات المالحة والغنية بالدهون والتوابل؛ لأنها تؤدي إلى رفع مفاجئ لضغط الدم ونسبة السكر في الجسم.

وإذا كان لديك ارتفاع في مستويات السكر بالدم فقد تكون معرضا لخطر الإصابة بالجفاف الشديد، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالنعاس والارتباك والحاجة إلى رعاية طبية عاجلة، لذا عليك الانتباه والتحدث مع طبيبك الخاص للحصول على المشورة إذا بقيت مرتفعة.

وأخيرًا ينصح مختصو التغذية، برياضة المشي، فهي تؤثر إيجابيًا على حالتك المزاجية وتُساعدك في إدارة شهيتك، إذ تعمل إفرازات التمارين الرياضية على الشعور بالهرمونات الجيدة التي يمكن أن تجعلك تشعر بالحيوية.