الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

تحليل التهديد بعودة سياسة اغتيال قادة المقاومة.. هل يُنذر بجولة تصعيد قريبة؟

حجم الخط
الاغتيالات
غزة - وكالة سند للأنباء

تتواصل التهديدات الإسرائيلية بتفعيل سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة الفلسطينية، والتلويح بتصعيد محتمل في فترة ما بعد شهر رمضان الفضيل والأعياد العبرية، ومواجهة العمليات التي ينفذها مقاومون وأجنحة الفصائل العسكرية في الضفة الغربية، في محاولة لإعادة قوة الردع.

والسبت الماضي كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن أنّ جيش الاحتلال ومخابراته ينويان تغيير طريقة مواجهته للأخطار المحدقة بـ "إسرائيل" بعد نهاية موسم الأعياد اليهودية، بعد تعليمات استثنائية أصدرها بنيامين نتنياهو لوزرائه تنصّ على تجنّب إطلاق تصريحات بشأن تنفيذ عمليات اغتيال.

وبرر رئيس الحكومة نهي الوزراء عن الحديث عن الاغتيالات، بالقول: "لم يزل لدينا أسبوع من المناسبات و"إسرائيل" تريد أن ينقضي هذا الأسبوع بهدوء، لأنّ "الرد على العمليات" سيكون أكثر عنفًا وشدةً في الضفة الغربية "حتى ولو كان الثمن انجرار غزة إلى المواجهة".  

سبق ذلك تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير طالب أجهزة أمن الاحتلال بتنفيذ اغتيالات وتصفيات لقادة المقاومة ردا على تصعيد التوتر الأمني والعمليات المسلحة في الضفة الغربية.

كما أن وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس هدد بعودة سياسة الاغتيالات ضد قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة.

هذه التطورات، وضعت مجموعة من التساؤلات مجددا، حول إمكانية تفجّر الأوضاع لمواجهة متجددة؛ لكن هذه المرة على شاكلة ساحات متعددة، خاصة مع دعوة وزير جيش الاحتلال يوآفي غالنت قواته للتدريب على مناورة مواجهة متعددة الساحات.

ويشير مراقبون، في أحاديث منفصلة مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن حالة التصعيد المستمرة التي بلغت ذروتها منتصف شهر رمضان الفضيل، وما شهده من قصف صاروخي من الجبهتين الشمالية والجنوبية للأراضي المحتلة، بالترافق مع تصعيد العمليات الفدائية في الضفة والقدس، لا تزال تداعياتها وأسبابها حاضرة لبقائها مشتعلة، في ظل وجود صواعق تفجير مختلفة ستقود لمواجهة مفتوحة.

سيناريو التصعيد..

المختص في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، يرى أن التحريض الإعلامي والسياسي والعسكري لدى دولة الاحتلال، يشير لفرصة سانحة لديهم يوجهون عبرها الضربة الأولى.

ويقدرّ صباغ، وجود بحث إسرائيلي مستميت عن فكرة إعادة التوازن التي انهارت بفعل العمل المقاوم خلال الفترة الماضية، دون استبعاده للجوء الاحتلال لسيناريو الاغتيالات باعتقاده أنها ستحقق أهدافه.

ويوضح: "الاحتلال سيلجأ لسياسة التبريرات كما فعل سابقا في لجوئه لاغتيالات زعم أنها محدودة واستباقية؛ لكنّه يدرك أن أبعادها ستكون هذه المرّة أكثر ضراوة في ظل متغيرات المشهد الإقليمي".

ويبيّن "صباغ" أن هذا السيناريو "سيف ذو حديّن" لـ "نتنياهو"، موضحأ أن "نجاحه يعني بالضرورة انهيار المعارضة التي يتقدم حضورها وجمهورها في استطلاعات الرأي مؤخرا بشكل جنوني على حساب حزب "الليكود"، كما أنه يراهن على استعادة شعبيته عبر هذا السيناريو؛ لتوجيه ضرباته بشأن تشريعات قوانينه الجديدة".

ويكمل: "في حال فشل السيناريو، فبالتأكيد ستقود الأحداث لمتغيرات تتجاوز الحالة الفلسطينية، وهذا مرهون على دور الوسطاء من جهة والموقف الأمريكي الذي ربما يحاول احتواء الموقف في لحظاته الأولى".

تكامل الجبهات..

الإعلامي اللبناني فيصل عبد الستار، وجد في هذه التهديدات تعبيرًا عن حالة العجز التي منيّت بها "إسرائيل" في مؤسساتها المختلفة، خاصة تلك الاستخبارية التي لم تتوقع ضربة لبنان، ولم تقدّر كيفية التخلص من كوابيس المواجهة المفتوحة.

ويقول "عبد الستار" إن "التطورات الكبيرة التي حصلت في القدس والداخل المحتل وقطاع غزة، ثم التطورات اللاحقة التي بدأت من لبنان ولم تتوقف وصولا لسوريا والأردن ومصر، أحدثت صدمة لا يمكن للمؤسسة الإسرائيلية ابتلاعها أو هضمها بكل سهولة".

ويضيف: "نحن أمام توصيف لمرحلة جديدة أبعد من وحدة الساحات، فالحديث اليوم عن وحدة الجبهات، وهذا ما تفسره الأحداث في لبنان وسوريا والضفة وغزة، وهذه الصورة ليست وحدها التي تعبّر عن الأمر؛ بل اتصالات ولقاءات وشيء ما ميداني بدأ يحصل في هذا الاتجاه".

ويرى "عبد الستار" أن المعركة التي تجري اليوم "هي معركة تحرير بكل ما تعنيه الكلمة، وأن ما يجري ليست جولة مواجهة مفتوحة، بل معركة تحرير حقيقية وشاملة لتحرير فلسطين، فما يحدث أكبر من جولة أو انتفاضة".

ويشير ضيفنا إلى أن التجهيز الإسرائيلي لاستهداف القيادة المتقدمة للمقاومة لم تتوقف للحظة، ولو استطاع أن يحدد هدفا واضحا دسمّا لفعل ذلك، لم يكن ليتراجع، ولكنّه أيضا بات يدرك أن المعادلة تغيرت، وفق وجهة نظره.

أسلوب مركزي..

من جهته، يعتبر المختص العسكري أمين حطيط، إنّ الاغتيالات "تمثّل أسلوبًا مركزيا داخل العقيدة الأمنية الإسرائيلية، وليست مجرد تهديدات هوجاء من الاحتلال".

ويوضح "حطيط" أن "استهداف المقاومة يرتكز بشكل أساسي  بالعمليات الأمنية الغامضة وفي مقدمتها الاغتيالات لقادة كبار المقاومة الفلسطينية"، منبهًا إلى أن التهديدات تستهدف قيادة المقاومة التي تقف وراء تحريك الضفة الغريبة؛ "فإسرائيل تعدّها خطرا استراتيجيا، وتعدّ الضفة كجبهة نشطة خطرا كبيرًا بما لديها من مشروع إحلالي حقيقي".

ويلفت "ضيف سند" إلى أن التهديد يأتي في سياق رسائل الردع بوقف التدخل في جبهة الضفة، مشددًا على ضرورة أن تؤخذ هذه التهديدات على "محمل الجد، فإطلاقها قد يأتي في سياق تهيئة الأجواء الإسرائيلية تجاه ممارسة هذا الفعل"..

معركة فاصلة..

فصائليا، يرى عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل، أنّ هذه التهديدات لا يمكنها أن ترمم حالة العجز في قوة الردع لدى الاحتلال، في ظل اعتراف قيادته العسكرية بتآكلها، ما يثبت حالة الضعف التي لم تمر عليه منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨، رغم الدعم الأمريكي والغربي الذي لم يتوقف له.

ويعتقد المدلل في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أنّ "أي جولة قادمة مع الاحتلال قد تتضمن تضحيات جسيمة، لكن كل المؤشرات والحسابات تقول إن مصير الكيان سيكون أسودًا خلالها".

ويستطرد: "نحن على موعد مع مستقبل قريب يحمل مفاجئات لن تكون في صالح الاحتلال وسيكون يقيناً لمصلحة القضية الفلسطينية وشعبها ومقاومتها، لأن الوعى المقاوم لم يعد سلوكا منفرداً بل تحول إلى تفكير وسلوك جمعي".

وكان اللواء احتياط الإسرائيلي إسحاق بريك، قد نشر في صفحته في "فيسبوك"، قائلاً :" إنّ إسرائيل تقف على عتبة حربٍ إقليمية تقليدية لم تختبر مثلها منذ حرب 1948 وأنّ الحرب المقبلة لم يُعِدّ لها جيشُ الاحتلال"، مشيراً إلى أن "الضربة ستكون قاضية".

وجاء في منشوره: "الحقيقة التي أتحدث عنها منذ سنواتٍ كثيرة هي أنّ الجيش الإسرائيلي في السنوات العشرين الأخيرة، تحت قيادة 5 رؤساء أركان، تدهور إلى ما تحت الخط الأحمر(..) وهو ليس جاهزاً لحرب متعددة الساحات، فاليوم يشهد الجيش فجوة غير مسبوقة أبداً كما أنه في وضع الخطر".