الساعة 00:00 م
الجمعة 18 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

تحليل سياسة اغتيال قادة المقاومة.. هل تعد هدفا استراتيجيا في الحروب؟

حجم الخط
مواطن لبناني يحمل صورة للشهيد السيد حسن نصر الله.webp
عمان/ رام الله – وكالة سند للأنباء

كثفت حكومة الاحتلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة من عمليات اغتيال قيادات بارزة في فصائل المقاومة الفلسطينية، و"حزب الله" اللبناني، فضلًا عن قادة إيرانيين عسكريين لهم دور في دعم القضية الفلسطينية، كان آخرها الضربة الإسرائيلية الضخمة لضاحية بيروت الجنوبية قبل يومين، وأدت لاستشهاد أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله.

اغتيال القيادات في ذروة عطائهم وتأثيرهم على أنصارهم، تعد سياسة قديمة على مدار سنوات الصراع الطويلة، تحاول فيها "إسرائيل" صناعة صورة النصر على "الأعداء"، والتأثير على حيوية التنظيمات ومسار برامجها الوطنية ومواقفها السياسية.

وهنا يُطرح السؤال: هل تعتبر الاغتيالات هدفًا استراتيجيًا يُبنى عليه في الحروب؟ يؤكد مختصان في الشأن الإسرائيلي أنّه على مدار عقود طويلة من الصراع لم تحرز هذه السياسة في مجملها تقدمًا ملموسًا على أرض الواقع، وفشلت في إيجاد حل طويل الأمد لمعضلة "الأمن الإسرائيلي".

وبناءً على تجارب فصائل المقاومة السابقة في قضية الاغتيالات، فقد استبعد المختصان حدوث أي تغيرات سياسية أو تراجع في المواقف، في هذه المرحلة التي تعد مفصليّة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

وعززا رأيهما بإقرار صرّح به قائد الفيلق الشمالي بجيش الاحتلال سابقا، نوعام تيفون، وقال فيه إنّ سياسة الاغتيالات مهما كانت ناجحة بالنسبة لـ "إسرائيل" لكنها "لم تقربنا يومًا مليمترا واحدا من أهداف الحرب".

وقال المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ اغتيال قادة التنظيمات في كل الحروب لا يعد هدفًا استراتيجيًا ولا حتى تكتيكيًا ولا سلاحًا في المعركة يمكن الاعتماد عليه للحصول على تقدم ملموس على الأرض.

ورأى "جعارة" أنّ الهدف الاستراتيجي الذي تعمل عليه الجيوش في حروبها وتسعى لتحقيقها هو شل قدرة الجيوش والتنظيمات المعادية من خلال ضرب قدراتها العسكرية والاستخباراتية على الأرض، واستئصال شامل لمقاتليها وقيادتها.

ولفت أنّ ذلك لم يحصل في قطاع غزة ضد المقاومة الفلسطينية بالرغم من مرور عام على الحرب، معتقدًا أنه لن يحصل أيضًا في لبنان مهما اغتالوا من قيادات الصفّ الأول، فالحروب السابقة مع لبنان شاهدة على ذلك.

واستشهد "جعارة" في حالة غزة على تصريحات قادة الاحتلال التي تُذكّر المستوى السياسي بأن القضاء على حركة "حماس" أمر مستحيل وهراء، مشيرًا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يلّوح بإمكانية العودة مرة أخرى لاجتياح شمال القطاع بعد نشاطٍ ملحوظ للمقاومة، وبالتالي استمرار تهديد "أمنه".

تعزيز لموقفه سياسيًا..

جبهة لبنان التي تُقاتل منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين أول 2023 إسنادًا لغزة وانتصارًا لمقاومتها، تشهد تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق منذ فجر الاثنين الماضي، أسفر عن استشهاد أكثر من 800 شهيد وأكثر من 2500 جريح بينهم قيادات عسكرية من الصف الأول في حزب الله.

ويعتقد "جعارة" أنّ تصعيد حكومة بنيامين نتنياهو في الجبهة الشمالية يأتي لتعزيز موقفها السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، فتحقيق بعض الأهداف العسكرية في لبنان أمر ممكن، مضيفًا: "هدف التصعيد هو الهروب من مستنقع غزة، رغم أنّ ظاهرها هو محاولة فصل جبهة لبنان عن غزة".

واسترسل في طرح وجهة نظره: "ما يبدو لي أنّ نتنياهو يحاول جعل جبهة لبنان حربًا منفصلة، ففي حال حقق نصرًا فيها سيرفع شعبية حزبه (الليكود) وقد نذهب بعدها إلى اتفاق وقف إطلاق نار على كل الجبهات بصورة نصر مزيّفة لإسرائيل".

واستدل على ما سبق بالاستطلاع الذي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، الجمعة الماضية، وأظهرت نتائجه حصول الليكود على 25 من مقاعد الكنيست الـ 120 في حال أجريت انتخابات في "إسرائيل"، وهي المرة الأولى التي يحظى بها حزب "نتنياهو" بالتقدم منذ بداية العدوان على غزة.

لكن أمام الموقف التصعيدي الذي يسير فيه الاحتلال تجاه لبنان، يتخذ "حزب الله" قراره بالتساوق مع هذه المواقف، وقد تتغير سياسة ما أطلق عليه "الصبر الاستراتيجي" خصوصًا بعد الحملة التي قضت على أغلب القيادة العسكرية للحزب، وفق المختص عمر جعارة، فأغلب الاغتيالات السابقة تبعها تصعيد ملحوظ من المقاومة.

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي في الحرب الدائرة، أوضح أنّ واشنطن ذات دور بارز في حرب "إسرائيل" بالمنطقة، وهي على عكس ما تصرح به أنها لا تريد رفع درجة التصعيد في المنطقة، بل هي معنية بذلك، وترى اليوم أن "إسرائيل" "درع منيع لمصالحها في المنطقة".

ولأجل ذلك "نرى دعمًا عسكريا لإسرائيل منقطع النظير، بالإضافة إلى الدعم الاستخباري الذي تمارسه الولايات المتحدة في لبنان وفلسطين، والدعم السياسي في المحافل الأممية".

بينما قال الباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع، إنّ الاحتلال ذهب لتصعيد على الحدود الشمالية واغتال أخيرًا نصر الله الشخصية التي غيّرت لعقود المشهد السياسي في لبنان؛ بعد الضرر الكبير الذي لحق به بفعل جبهات الإسناد المختلفة.

وأضاف منّاع لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاحتلال عبر التصعيد في الجبهة الأقرب إليه جغرافيًا (لبنان) يريد فرض واقع سياسي يتمثل في أنّ "لا أحد يضغط على إسرائيل أو يُملي عليها كيفية إدارة الحرب في قطاع غزة أو توقيت توقيفها".

ورجح أن تنتقل المعركة لمرحلة مختلفة بعد اغتيال حسن نصر الله، مستبعدًا أن يُحقق الاغتيال أهدافه المعلنة سواءً "فصل جبهتي لبنان عن غزة، أو وقف الخطر الذي يُداهم تل أبيب من الجبهة التي يقودها حزب الله".

ولفت أنّ "حزب الله يستطيع إدارة المعركة والأحداث الميدانية بنوع من التخطيط المدروس، وبالتالي سيتجاوز الضربات الموجعة التي وُجهت له، والخيارات الصعبة التي يحاول نتنياهو وضعها أمامه والمتمثلة إما بالحرب الشاملة أو تسوية سياسية تضمن مصالح الاحتلال".

وفي السياق، رأى الصحفي في جريدة "النهار" اللبنانية إبراهيم بيرم في تصريحاتٍ صحفية أن اغتيال نصر الله على الرغم من كونه حدثًا استثنائيًا، لكنه لن "يُغيّر من التزام حزب الله بالمواجهة ضد إسرائيل خاصة مع استمرار الحرب على غزة، متوقعًا أن يواصل الحزب "السير على النهج الذي رسمه أمينه العام وفاءً لما كان يُمثله".