"ع السكين يا بطيخ".. هكذا يُنادي بائعو البطيخ على بضاعتهم، فشراء البطيخ يحتاج خبرة، فثمة علامات إذا توافرت في البطيخة تكون حمراء وناضجة وحلوة المذاق، منها حين تضرب البطيخة بأطراف الأصابع، فيكون الصوت أجوفًا وتدل على النضج.
ففي مزرعة عائلة الأسطل جنوب قطاع غزة، تبدو ثمار البطيخ على مد البصر كما لو أنها لوحة فنية جذابة، تعكسُ من بينِ ثناياها باللون الأخضر جمالًا وارتياحًا في النفس.
ويعتبر ألذ ما في البطيخة "الشّقحة" الأولى منها، حيث يتسارع جميع الافراد ليكون أول من يأكلها، وثمة اعتقاد شعبي قديم بأنه ينبغي أن تبقى السكين مغروسة في البطيخة لحين أن تبرد، لاعتقادهم أن وجود السكين يمنع الحشرات أو الثعابين من الاقتراب من شُق البطيخة.
طعم البطيخ الحلو..
يقول المزارع محمد الأسطل إن موسم حصاد البطيخ يبدأ مع نهاية (إبريل/نيسان) من كل عام، بعد زراعته خلال شهر يناير؛ استعدادًا لحصاده في فصل الصيف.
ويُضيف "الأسطل" بروحٍ من الحَماس، أن الإقبال على شراء البطيخ يكون جيدًا؛ لارتباطه بشكلٍ كبير وأساسي في فصل الصيف.
و"عن أهم ما يُميّز زراعة البطيخ في الأراضي الجنوبية؟"، يُجيب: "طعمه الحلو، وخلوه من السموم والمواد الضارة، وطرق العناية به.
ويلفت "الأسطل" إلى الجهد المبذول في زراعة البطيخ، حيث يحتاج لعناية فائقة طوال فترة نموه، مشيرًا إلى ارتفاع تكاليف زراعته، لتوفير الصنف للمستهلك بجودة عالية.
وتتم زراعة البطيخ على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، لتكون كافية للأسواق المحلية في قطاع غزة، ولضمان توفره خلال فصل الصيف من البداية حتى النهاية، وفقًا للأسطل.
ويُشير إلى ارتفاع جودة المنتج الوطني من ثمار "البطيخ" مقارنة بالذي يتم استيراده من الدول الخارجية لأسواق القطاع.
ويُوضح "الأسطل" أن سعر البطيخ يكون مرتفعًا في بداية موسمه بسبب شح الكميات، على عكس وسط الموسم وآخره الذي تنخفض فيه الأسعار نظرًا لفيض الكميات.
ويذكر أن ارتفاع درجات الحرارة تساعد على نمو البطيخ بشكل أسرع، فكمياته ترتبط بشكل أساسي في المناخ، وكلما ارتفعت الحرارة تزداد كمية الإنتاج.
ويُكمل، "بالرغم من ارتفاع تكلفة زراعة البطيخ، إلا أنه يعد سعره متواضع، حيث تستطيع جميع فئات المجتمع شراءه طيلة موسم الصيف".
ويُبين "الأسطل" أن موسم حصاد البطيخ يعتبر رزقًا لعشرات المزارعين في قطاع غزة، حيث يحتاج حصاده لأيدي عاملة وجهد متواصل.
وعن أنواع البطيخ، يُعدد: "القرمزي، بيجو، جاك القلوب، والثلاثي، والأودي" مشيرًا إلى أن الأخير يعتبر من أجود الأنواع والأكثر طلبًا في السوق المحلي.
ويستطرد "الأسطل" أن البطيخ المتوفر حاليًّا في الأسواق المحلية يطلق عليه اسم "البدري" ويأخذ اسمه من تقدم موعد حصاده، بعد زراعته في شهر يناير، ويليه "كريمسون" الذي يُزرع في شهر فبراير/تشرين الثاني.
ويحتوي البطيخ الأحمر على فيتامين A، وفيتامين C الذي يساعد إنتاج الكولاجين، وهو بروتين مهم لنضارة البشرة وقوة الشعر، كما أن فيتامين A مهم للبشرة فهو يقوم على تجديد الخلايا، ويساعد الليكوبين والبيتا كاروتين الموجودين في البطيخ على حماية البشرة من حروق الشمس.