الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

أُصيب الموسم في مقتِل..

بالصور "نِعلاوي يا صبر".. موسمٌ ثقيل يمرّ على مزارعي "نعلين"

حجم الخط
نعلين-إيمان شبير/وكالة سند للأنباء

بعد أعوامٍ طويلة من أصوات التباهي بالعبارة الشهيرة "نِعلاوي يا صبر"، يمر موسم فاكهة "التين الشوكي" هذه السنّة ثقيلًا على المزارعين في بلدة نعلين الواقعة غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، فقد أُصبيت أراضيهم بمرض تسبب لهم بخسائر فادحة.

هاجمت حشرة تُسمى "الدودة القزمزية" هذا العام عروق أشجار فاكهة الصبّر المنتشرة في الضفة وخاصة في "نعلين"، وتسبب بتلف ثماره بنسبة 85% وفق تقديرات المزراعين.

وعادةً ما يبدأ المزارعون بقطف ثمار الصبر في منتصف يونيو/ حزيران، ويستمر حتى أواخر أغسطس/آب من كل عام.

وبينما يُظلل أراضي بلدة "نعلين" أشجار التين الشوكي التي يُلاطف دفئها العابرين، تسللت حشرة "الدودة القرمزية" منذ عامين إلى أشجار الصبر، ما جعلت المزارع الفلسطيني ينفد صبره!

وتظهر الحشرات القرمزية على نبات الصبار، وهي حشرة قشرية رخوة على شكل بيضاوي "تشبه القطن"، وتفرز مادة شمعية بيضاء على أجسامها لحمايتها من فقدان الماء، والشمس المفرطة.

"الصبر.. جزء من حياتنا"

بنبرةٍ خافتة منسوجة من بقايا الصبر الذي يجمع حبه الشديد لهذه الفاكهة يقول المزارع الفلسطيني خليل عميرة (53 عامًا) من بلدة نعلين: "إنني لا أستطيع التنفس إلا بين أشجار التين الشوكي، فحياتي مرتبطة بها ارتباطًا كبيرًا، ولو لم تكن فائدة من الشجرة، يكفيني الجلوس في ظلها، فتربطنا علاقة "ألفة".

خليل عميرة.jpeg
 

وعن أجواء الاستعداد لقطف ثمار الصبر، يسرد "عميرة" لـ "وكالة سند للأنباء"، نحن نستعد في بداية الموسم بتحضير الأدوات القطاعات الحديدية، لقطف ثمار الصبر فهو موسم شعبي وله تقاليد خاصة، كموسم قطف الزيتون، وتشارك فيه كل أفراد العائلة والأصحاب منذ الصباح الباكر".

ويردف "عميرة" إن شجرة "التين الشوكي" في نعلين، تُمثل إرثًا متوارثًا عن الأجداد، فهو محصول زراعي استثماري".

لكنّ أشجار "التين الشوكي" هذا العام أُصيبت بحشرة "الدودة القرمزية"، وتسببت بموت أشجارًا كاملةً، وأتلفت مزارع كاملة، وفق ما أورده "ضيف سند".

وللمرة الأولى التي يواجه المزارعون الفلسطينيون هذه الحشرة، في محاولة للقضاء عليها يتحدث "عميرة" عن تجربته "استخدمت مواد بسيطة مثل الزيت المستعمل، وسائل الصابون، ومادة الكلور لرش الأشجار، ولم يُجدي نفعًا".

ويُشير إلى أن موسم الصبر في العادة يُنتج 1000 صندوقٍ من الثمار، لكنّ هذا العام لم تُنتج أرضه إلا القليل ما عكس سلبًا على ظروفه المادية، إذ يُعد هذا الموسم مصدر دخلٍ أساسي لعائلته.

المرض الذي أصاب أشجار الصبّار، ساهم في إحجام المواطنين عن ثناول ثماره، خوفًا من أي ضررٍ قد تُسببه هذه الدودة، بحسب "عميرة".

1.jpeg
 

تشويه البيئة

وكان المزارعون في "نعلين" يسوّقون ثمار الصبر في مدن وقرى الضفة، إذ يُقدر بيع ما يزيد عن 2000 صندوق في اليوم، وكل صندوق يحتوي 40 ثمرة، لكنّ هذا الموسم لم يخرج الصبر من حدود بلدة نعلين. 

يقول المزارع بشار جالودي لـ "وكالة سند للأنباء"، إن حشرة "الدودة القرمزية" التي أصابت شجر الصبر في بلدات الضفة الغربية وخاصة "نعلين"، أسهمت في تدمير الإنتاج السنوي، وخراب المحصول واندثار الصبر".

وأشار "جالودي"، إلى عدم وجود علاج مُجدي لمعالجة نبتة الصبر من الحشرة، مؤكدًا على وجود أضرار بيئية واضحة، بسبب "الدودة القرمزية".

ويوضّح أن أشجار "التين الشوكي" عدا عن كونه مصدر رزق لمئات العوائل، فهو تُعتبر سياجًا للأرض الفلسطينية، وحماية من اعتداءات المستوطنين المتكررة، والعابثين بها.

وحول الفائدة التي يتمتع بها الإنسان من ثمار الصبر، استطرد "جالودي"، إن لثمار الصبر فوائد متعددة من النبتة، فالسكريات الموجودة بـ "التين الشوكي" تساهم في تقوية جهاز المناعة، وعضلة القلب، وتعمل على إزالة التقرحات داخل المعدة، وتخفض نسبة الكوليسترول في الدم".

ويطالب "جالودي" أن تكون هناك مسؤولية مجتمعية في الحفاظ على البيئة، آملًا في إيجاد علاجًا فعّالا للقضاءِ على حشرةِ "الدودة القرمزية".

"نِعلاوي يا صبر"

"نعلاوي يا صبر"، كلمة شهيرة تألفها آذان الفلسطينيين صيفًا، ويكررها المزارعون مع ابتسامةٍ دائمة ليجذب المارة ما بين وقت وآخر، لفاكهتهم الأشهر.

يقول رئيس بلدية نعلين عماد الخواجا في حديث لـ "وكالة سند للأنباءإن كلمة "الصبر" اقترنت ببلدة نعلين من أيام الأجداد، ولقطف ثمار الصبر طقوس خاصة بأهل نعلين، واصفًا الأجواء بـ "الماتعة".

وأورد "الخواجا"، أن جمال بلدة نعلين بأشجار التين الشوكي، لكن "الدودة القرمزية" داهمته، مؤكدًا أنه جرى التعامل مع الحشرة، ورش مبديات حشرية، لمكافحتها والحد من انتشارها، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة وبحاجة إلى دعم مالي لارتفاع التكاليف".

تين.jpeg
 

ونوّه إلى 85% من محصول ثمار الصبر تدمّر كُلّيَّا هذا العام، وأصبحت الآن الحشرة تتطاير وتسببت بأذى للمواطنين، فهو يعد مصدر رزق رئيسي لشريحة واسعة من سكان نعلين".

وحذر "الخواجا" من تدمير وتلف نبات الصبّار في بلدة نعلين بشكلٍ كامل، في حال لم يتم السيطرة على الحشرة القرمزية، مطالبًا وزارة الزراعة القيام بدورها وإنقاذ ما تبقى من أشجار الصبر.

الموسم الفلسطيني.. يفقد الصبر

يقول الباحث في التاريخ والتراث مفيد جلغوم لـ "وكالة سند للأنباءإن المرض موجود بين أشجار الصبر، وهذه هي السنة الثانية التي يُعاني منها مزارعو الصبر بسبب حشرة الدودة القرمزية".

وفي سؤالنا عن كيف تتغذى الحشرة، أجاب "جلغوم"، أن الحشرة تتغذى على النبتة ذاتها، وتمتص الغذاء وبعد شهرين تقريبًا من وجودها على نبتة الصبر، تبدأ تأخذ اللون البني، ما يؤدي لتساقط ألواح الصبر".

ونبّه أن الثمرة في حال تحوّل لونها إلى "الدموي" فهي تُصبح ضارة، ولا يُمكن ترويجها في الأسواق.

وأكد "جلغوم"، أن هذا الموسم ينتظره الفلسطينيون بفارغ الصبر كل عام؛ لأنه يدر عليهم مردودًا ثمينًا، لكن "الدودة القرمزية"، قضت على الموسم الفلسطيني، وأفقدته كميات كبيرة من محصول الصبر".

تين شوكي.jpeg