قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن اكتشافات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، تنطوي على آثار كبيرة في مجالي الطاقة والدبلوماسية على المستوى الإقليمي، لا سيما في قبرص ولبنان.

وأفاد تقرير المعهد الذي عمل عليه مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة"، سايمون هندرسون، أن التوصل لمزيد من الاكتشافات ليس من شأنه خلق منافسة مع الخليج العربي، لكنها لا تزال اكتشافات مهمة.

حقل "أفروديت"

وبحسب التقرير، فقد بدأت أعمال التنقيب في حقل "أفروديت" للغاز الواقع في "المنطقة الاقتصادية الخالصة" لقبرص أواخر نيسان/ أبريل الماضي.

ولفت إلى أن أعمال التنقيب الجديدة تهدف إلى ترسيم خزان الغاز بحيث يمكن استغلاله بكفاءة، فبدلاً من ضخ الغاز الناجم إلى قبرص على مسافة مائة ميل شمالاً، تقضي الخطط الحالية بإرساله عبر خط أنابيب في قاع البحر إلى مصر، حيث يمكن تسييله وتحميله على ناقلات خاصة ثم تصديره بعد ذلك إلى أي مكان في العالم.

حقل "قانا"

على الجانب اللبناني، قال "هندرسون" إنه من المتوقع أيضاً أن يبدأ في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، التنقيب في حقل الغاز اللبناني المحتمل الواقع شمال الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" في "البلوك 9".

وأوضح أنه نظراً لاستمرار غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الطرفين، فإن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة العام الماضي، يوفر حلاً بديلاً تدفع بموجبه شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية رسوماً لـ "إسرائيل" مقابل أي غاز يتم اكتشافه نظرياً.

حقل "غزة مارين"

وأشار "هندرسون" إلى حقل "غزة مارين" على قبالة قطاع غزة المحاصر الذي قد تسمح "إسرائيل" باستخراج الغاز منه، حال أفرجت المقاومة الفلسطينية عن الجنود الإسرائيليين لديها، على حد وصفه.

ولفت إلى أنه ربما يتم ربط الغاز بأنبوب مصري، إلا أنها لا تزال أمورا تخمينيا كون المخول باستخراج الغاز هي السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الخطوة الأكثر قابلية للتطبيق في المرحلة المقبلة تتمثل في التخطيط لمعالجة الغاز في "إسرائيل" ثم ضخه إلى قطاع غزة، وفقًا للتقرير.

وبغض النظر عن موجة العناوين الرئيسية حول حقل "غزة مارين" للغاز، فإنه ينبغي النظر إلى الجهود المبذولة في حقل "أفروديت" وآفاق حقل "قانا" على أنها تعكس اهتماماً متزايداً في الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، بحسب "هندرسون".

وختم بالقول إن هذه المنطقة التي تم تجاهلها إلى حدّ كبير من قبل شركات التنقيب الكبرى، والتي تمتد إلى مناطق في غرب مصر - برية وبحرية على حد سواء - أصبحت الآن خلية نشاط.