بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، يحرص القائمون على حديقة الحيوانات في مدينة غزة، على تبريد الحيوانات والاهتمام بهم؛ حفاظًا على صحتهم وتجنيبهم من الإصابة بالأمراض.
فمع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت اليوم 40 درجة مئوية، يعمل المشرف الطبي في الحديقة محمود السلطان، على تبريد الحيوانات من خلال رشهم وتغسيلهم بالمياه، لا سيما للطيور والأسود والضباع.
وعلى الرغم من عدم حب الأسود للمياه، إلا أنه يتم تبريدهم مرتين أسبوعيًا خلال فصل الصيف، بغرض النظافة والحفاظ عليهم، وفق "السلطان".
ويتحدث "السلطان" آلية تبريد الأسود، حيث "يتم غسل الأقفاص والأطراف السفلية ومنطقة البطن للأسود، مع الحرص على عدم وصول المياه لمنطقة الأذن، لكونه قد يسبب الوفاة"، منوهًا لأهمية النظافة في الحفاظ على صحتهم وسلامتهم ووقايتهم من الأمراض.
ويشير ضيفنا، إلى أهمية تبريد الضباع في الأيام الصيفية الحارة من خلال تسليط المياه بشكل مباشر عليهم، وغسل الأقفاص من الخارج، ورش مواد معطرة ومعقمات للحفاظ على نظافتهم ونظافة المكان.
وينوه المشرف الطبي، لضرورة غسل الحيوانات وتبريدهم بالطريقة الصحيحة؛ لإبعاد الضرر عنهم، مشيرًا إلى أن غسلهم يقيهم من الأمراض المعدية والجلدية المتمثلة في ظهور الطفيليات والبكتيريا.
ويستدرك أن "جميع الحيوانات يجب أن يتم غسلهم بعناية فائقة، والحرص على عدم وصول المياه لمنطقة الأذن لكونها تسبب الضرر".
ويلفت المختص لأهمية غسل أقفاص الحيوانات من الخارج؛ لكونها مصنوعة من "الزينكو" الذي يمتص الحرارة ويبعثها في المكان، مضيفًا: "صغار الطيور والأرانب والغزلان لا يتحملون درجات الحرارة المرتفعة، لذلك يتم غسلهم بشكل دوري خلال فصل الصيف".
وتطرق "السلطان" لقلة عدد وتنوع الحيوانات في حدائق القطاع؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لافتًا إلى أن الحيوان الذي يموت يبقى مكانه خالياً، ويتم الاعتماد على التكاثر بشكل أساسي لتبقى الحدائق قائمة.
وينوّه إلى أهمية تنوع ووجود الحيوانات لكونهم مصدر ترفيه أساسي للأطفال، إلى جانب أهميتهم في العملية التعليمية من خلال التعرف على مختلف الحيوانات واقعياً.
أما محمود الزين، الذي يعمل في حديقة الحيوانات في غزة منذ سبع سنوات، فيشير إلى أنه يتبع آلية محددة للغسل، لضمان عدم إلحاق أي ضرر بالحيوانات، من خلال التعليمات المحددة.
وبابتسامة يكمل حديثه: "الحيوانات تألفني، بسبب تعاملي معهم منذ عدة سنوات، من خلال تقديم الطعام لهم وتبريدهم وتغسيلهم".
ويحدثنا مربي الحيوانات عن آلية وضع الطعام لهم: "ندخل لهم الطعام من خلال القفص الجانبي للأقفاص الأساسية، ويتم تحديد كميات خاصة بكل حيوان كي لا يلحق الضرر بأي حيوان".
ويبيّن "الزين" أهمية تنظيف أقفاص الحيوانات بشكل دوري، للحفاظ على المكان وعدم انتشار الأمراض وانبعاث الروائح الكريهة، مردفًا: "عملية تبريد الحيوانات تتم من خلال تأمين الأقفاص أولاً، ومن ثم مد خط المياه والرش بطريقة علمية لامتصاص الحرارة من أجسادهم".
ويلفت "الزين" إلى ضرورة الحذر أثناء تغسيل اللبؤة، أو إناث الحيوانات بشكل عام، خلال فترة الحمل، كي لا يلحق أي ضرر بالجنين.