الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور وفاء بدران.. شابة فلسطينية تُحوّل الأخشاب للوحات فنيّة ناطقة

حجم الخط
الكتابة على الخشب
رام الله - فرح البرغوثي - وكالة سند للأنباء

في مشهدٍ مليءٍ بالإبداعِ والشَغَف، تقضي الشابة وفاء بدران من رام الله، مُعظمَ يومها بين أدوات حفّ وقصّ وتحفير الأخشاب؛ لتُنتجَ منها قطعًا فريدةً ومُميّزة، تُحاكي عالم الأدب العربيّ، تجعلُ من يراها يُدهشُ أمام جمالها، ويرغب بتملُّكَ واحدةً منها.

ولم تسمح بدران (26 عامًا) لشحّ فرص العمل وظروفه الصعبة، أنّ تقفَ عائقًا أمام أحلامها، بل عملت على تطوير موهبتها وعشقها للخطّ العربي، حتى باتَ حُلمها حقيقة، في مشروعٍ أطلقت عليه اسم "أدب على خشب".

وتقطنُ صاحبة المشروع في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وقد حصلت على شهادة بكالوريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة بيرزيت عام 2019، وتمتلكُ موهبةً في التصوير.

وِلادة الفكرة..

تقول "بدران" في حديثٍ ماتع مع "وكالة سند للأنباء"، إنّ الفكرة جالت في خاطرها في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2021؛ بسبب عِشقِها للأدب العربي وشغفِها في الخطّ وفنونه.

وتقصّ لنا: "عقب تخرجي من الجامعة، حصلت على دورة في الخطّ العربي، وبدأتُ أُخطّط الخطّين الديواني والرُقعة، وفي أحد الأيام، وجدتُ صدفةً قطعة خشبية في محلٍ بمدينة رام الله، فقمتُ بشرائها، وكتبتُ عليها بيتين من الشعرِ لخطيبي، ثمّ نشرتُها على صفحتها بموقع فيسبوك".

C3769E1E-BB6A-4882-80B9-EF448E02023A.jpeg
 

لم تكن ضيفتنا تَعلَم أنّ هذا المنشور "العادي"، سيُلاقي إعجابًا كبيرًا، ويتحوّل إلى مشروعٍ خاص يُعيلها هي وأُسْرَتها، ويُحقّق أُمنياتها التي لطالما حَلِمتَ بها.   

وتُكمل: "أحبَّ الجميعُ هذه القطعة وطَلَبوا مني أن أصنعَ لَهُم مثلها، فبدأتُ أُخطّط القطع الخشبية لأفراد عائلتي، ومع مرور الأيام، شجّعوني على إنشاءِ صفحةٍ مُخصّصةٍ للفكرة وتمويلها، تحت اسم "أدب على خشب"؛ حتى يُدمج تخصّصي مع العمل الذي أقوم به".

وتشيرُ إلى أنّ فكرتها نجحت منذُ البداية، وتلقّت إقبالًا واسعًا من المُدنِ الفلسطينية كافة، واعتبرت قُدرتها على نشرِ فكرةِ الأدب العربي ودَمجِهِ مع الخشب، "إنجازًا".

وتكمل: "ساهم المشروع بنشرِ الأدب ونشرِ عددٍ كبير من شعراء العصور العباسية والأندلسية والجاهلية بشكلٍ واسع؛ حيثُ بدأت أكتبُ على القطعِ الخشبية أبياتً شعرية مُميّزة، قريبةً على القلب، تحملُ بَينَ حروفها بلاغةً وروعة، إلى جانب الآيات القرآنية".

وتقوم "بدران" بعرض أعمالها ونشرها على صفحة المشروع، وتلاقي إعجابًا وإقبالًا كبيرًا من المتابعين لها، وفق قولها.

BFE5BB79-06A4-4ADA-B44E-E58F2E3936CE.jpeg

F98C961B-1687-4423-B55E-5642EA68733A.jpeg
 

"شغفٌ تجسّده الأخشاب"..

وتخطّ "بدران" أنواعًا وأحجامًا مختلفةً من القطع الخشبية، التي تُناسب مُختلف الأفراد والأماكن، وتشرح: "يتنوع العمل بين ستاند القطعة الخشبية الواحدة، والمُعلقّات بأنواعها؛ مثل مُعلّقة المُعوذات، ومُعلّقة باب المنزل، ومُعلّقة شجرة العائلة، ومُعلّقة تعليق المفاتيح، ومُعلّقة القش، إضافةً إلى ستاندات حفلات الأعراس والخطوبة".

ماذا عن آلية العمل؟ تُجيبنا: "هناك عدّة مراحل، تبدأ منذُ استيراد خشب صنوبر الآش التُركيّ، انتقالًا لعملية حفّ الخشبة كي يُصبحَ سطحها ناعمًا وسهلًا في عملية الخطّ والكتابة، ثُمّ مرحلة التحفير التي تتمّ حسب صِنف القطعة، حتى يأتي دور عملية دهنها بدهان اللَكر، الذي يُحافظ على لَمعتها ويحميها من الأعراض الخارجية كالهواء والرطوبة والشمس".

وبعد أن تجفّ القطعة الخشبية، تبدأ ضيفتنا بمرحلة "التربيط" باستخدام حبال الليف، وتزيينها ووضع اللّمسات الأخيرة عليها، وصولًا لمرحلة تصويرها وتغليفها، مشيرةً أنها "استغلَّت موهبتها بالتصوير في التسويق لمشروعها".

ويستغرقُ العمل في القطعة الخشبية الواحدة ما يُقارب الساعة، ويتمّ ذلك بمساعدة شقيقتها ووالدتها وتقسيم مراحل العمل فيما بينهما، وفقًا لما أوردته "بدران".

وتُعبّر عن شغفها بمشروعها، بالقول: "كلّ قطعة خشبية أصنعها بروحي وأَتعلّق بها، وأكثر القطع التي كُلما أصنعها أشعر أنّني غير قادرة على تسليمها للزبون، هي المُعلّقات التي خُطّت عليها الآيات القرآنية، خاصةً المعوذات".

دافعٌ بالأمل رغم التحديات..

طموح "بدران" وحلمها لم يتوقفا عند حدٍ معين، فصمَّمَت أن يبقى مشروعها "ناجحًا وصامدًا"، رغم كافة التحديات والظروف التي تواجهها.

وتُبيّن لنا أنّ: "طبيعة العمل بالأخشاب خطيرة؛ يتخلّلها استخدام أجهزة حفّ وقص وحفر صعبة، يجب توخّي الحَذر أثناء استخدامها، وارتداء ملابس وأقنعة مُخصّصة".

وتضيف: "عدا عن ظروف التعامل مع الأخشاب، وتخزينها، وحمايتها من الرطوبة والكَسر وتحمُّل الخسائر المترتبة على ذلك دون أن يُؤثّر على سعر بيعها، إلى جانب ارتفاع سعر الأخشاب المُستورَدة أربعة أضعاف ما كانت عليه في البداية".

ومستقبلًا، تسعى "ضيفة سند" أنّ تُتيح خدمة توصيل مشروعها إلى الدول العربية، وأن يتوسّع ويشمل أيدي عاملة جديدة في محلٍ مُخصّص لهم بمدينة نابلس، كما تُفكّر بتنظيم دوراتٍ مُخصّصة بالخطّ العربي، ومن ثُمّ تطبيقها على الأخشاب.

وتتمنى أن يعمل كلّ شخص على تجسيد موهبته على أرض الواقع، وعن ذلك اختتمت مردّدةً: "يجب ألّا يقتصر الطالب الجامعي على شهادته، بل يعمل على تطوير موهبته، ويُطلق لها العنان حتى تُبصر النُور.. دائمًا يكفي شرف المحاولة، وإذا نجحت الفكرة ستفتح عليه بابًا من السماء".

4676FD05-8802-4668-A517-835FEA1F973F.jpeg

38CF9001-56F4-49C5-8925-E3ADDAF29294.jpeg

B28FD994-7ED8-4D9B-BE99-73CE340F709A.jpeg

A32D36DF-C0D6-4D92-90AA-F3C9E33EADF6.jpeg

A57537CD-0AE4-4C93-BB29-0A8A61BAFC0A.jpeg