الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور تهديدات ومناورات متبادلة.. هل تمتلك "إسرائيل" الجرأة لخوض حرب متعددة الجبهات؟

حجم الخط
تهديدات ومناورات إسرائيلية. إسرائيل وإيران
غزة - فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية غير المسبوقة على لسان القيادات الأمنية والسياسية، تزامنًا مع مناورة عسكرية واسعة لجيش الاحتلال بدأت نهاية مايو/ أيار الماضي، واستمرت لأسبوعين، في إطار تحضيره لـ "حرب متعددة الجبهات"، سبقتها بأيام مناورة عسكرية لحزب الله اللبناني قرب الحدود مع "إسرائيل".

وظهرت التهديدات، التي طالت الجبهات الخارجية بشكل صريح، بعد قول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إبان العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو الماضي: "إسرائيل ستُفاجئ دومًا أعداءها" على حد تعبيره.

في المقابل، حذرت إيران من أن استهداف منشآتها النووية يعني إشعال حرب واسعة تتحمل إسرائيل مسؤوليتها، بينما أكّد حزب الله اللبناني امتلاكه قدرات لخوض أي معركة تفرض عليه.

وحملت تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء الماضي، تخوفات من خوض سيناريو "الحرب متعددة الجبهات"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" مقبلة على تحديات لم تشهد مثلها طوال 75 عامًا في حال وقعت حرب، منبهاً بضرورة الاستعداد لما وصفه بـ"السيناريو الأعنف".

خشية إسرائيلية..

أستاذ الدراسات الاستراتيجية إبراهيم حبيب، يرى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتت تخشى هذا السيناريو، فهي تعمل على محاكاته من خلال المناورة العسكرية التي اختتمت مساء الخميس الماضي وحملت اسم "اللكمة القاضية".

ويوضح "حبيب" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذه المناورات تحاكي معركة هجومية دفاعية على أكثر من جبهة، ما وضع "إسرائيل" في دائرة القلق بعد أن بدت ملامح المقاومة تتجسد، مثيرةً تخوفات لديها من انفتاح أكثر من جبهة في معركة واحدة والتي ستهدد جبهة "إسرائيل" الداخلية.

مناورات.png

ويشير ضيفنا إلى أن "إسرائيل" استنفذت ذخيرتها في العدوان على قطاع غزة عام 2014، واضطرت بذلك لطلب المزيد من الذخائر من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يطرح سؤالاً: "ماذا لو فُتِحت أكثر من جبهة؟"، مجيباً: "سيكون أمراً خطيراً على إسرائيل".

وبهذا الصدد يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة أن جيش الاحتلال يشن هجوماً فعلياً متعدد الجبهات، مرجعاً ذلك إلى القصف الإسرائيلي المتكرر للأهداف السورية، والتجمعات الموالية لإيران، وإطلاق الطائرات المسيرة واغتيال العلماء الإيرانيين، والحروب على قطاع غزة.

ويفيد "جعارة" لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الضربة التي ستوجهها إيران سيُرد بمثلها على لبنان، والضربة التي يوجهها حزب الله في لبنان لـ "إسرائيل" سيكون الرد حينها على لبنان وسوريا، أما الضربة التي تطال قطاع غزة، فإن "غزة وحدها التي ستواجهها".

خطر إيراني على "إسرائيل"..

تهديدات "إسرائيل" الأخيرة، ارتبطت بقرب امتلاك إيران قبة نووية، وبحسب معلومات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن الأخيرة باتت على خطوات قليلة من امتلاك قبة نووية، بعد امتلاكها يورانيوم مخصب يصل إلى 90%، وهي التي طورت منظومة صواريخ بالستية، منها الصاروخ الأخير "فاتح" الذي تتجاوز سرعته سرعة الصوت ويصل مداه 1400 كلم.

إيران.jpg

وفي هذا الإطار يُبين الباحث إبراهيم حبيب أن الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" حاولتا مواجهة المشروع النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ البالستية، كما يوجد خشية أمريكية إسرائيلية من منظومة الطائرات المسيرة التي طورتها إيران وأصبحت تضاهي المنظومة الإسرائيلية، ما يشكل تهديداً حقيقياً على دولة الاحتلال.

بينما يرى عمر جعارة أن الولايات المتحدة هي الداعم الأساس في تطوير منظومات الاحتلال العسكرية، وهي التي تنفق عليه وتزوده بمنظومة صواريخ، خاصة بعد إقرارها ما قيمته مليار دولار لدعم منظومة القبة الحديدية.

ويضيف: "تعد تلك المعطيات مؤشرات أن الولايات المتحدة لها مصلحة من بقاء إسرائيل لمواجهة أي قوى عربية في المنطقة، وبذلك دعم منظومة القبة الحديدية يأتي في ظل التخوفات الإسرائيلية من هجوم إيراني عليها".

أما عن تهديدات "غالانت" الأخيرة بالضرب في أكثر من اتجاه براً وبحراً وجواً، فقد اعتبرها "حبيب" مؤشرات واضحة أن "إسرائيل" باتت تخشى إيران النووية، ما يعني أنها لم تعد تحتكر السلاح النووي في المنطقة، وهذا يفتح المجال في المقابل لطلب دول عربية وإسلامية كالسعودية وتركيا امتلاك أسلحة نووية.

ويلفت إلى أنّ المناورات الجارية والتهديدات المستمرة تبقى في طور تبادل الرسائل النارية حتى تظهر حقيقة المناورات على الأرض، وقد تفضي بأحد الطرفين لضربة استباقية وفقًا لتوفر المعلومات الاستخباراتية لأحدهما.

ويرى "حبيب" أن الخطورة القادمة هي محاولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجهاز الاستخبارات العسكرية وأذرع الجيش، توجيه ضربة للمنشآت النووية بطريقة ما، سواء ضربة جراحية أو ضربة علمية من أجل تعطيل أو تأخير صناعة القبة النووية، ما يطرح تساؤلات هل سترد إيران؟ أم ستسمح لحزب الله بالرد؟ أم تفتح جبهة قطاع غزة؟

ويطرح "ضيف سند" اتجاهاً آخر، وهو احتمالية توجيه حزب الله اللبناني ضربة استباقية لـ"إسرائيل"، في حين شعر أن الأخيرة ستوجه ضربةً إلى إيران، وبالتالي "يقلب الطاولة رأساً على عقب".

مناورات.jpg

ماذا عن الجبهة الداخلية؟

ويرى "حبيب" أن "نتنياهو" يستخدم التهديدات والمناورات كأداة لمحاولة إقناع جبهته الداخلية بالتعديلات القضائية التي يطرحها؛ إلا أن المعارضة الإسرائيلية تعتبر ذلك اقتراب "إسرائيل" لحكم دكتاتوري، ما يقلق المستثمرين في قطاع التكنولوجيا الموجودين بكثرة فيها.

ويتفق المختص عمر جعارة مع إبراهيم حبيب بقوله إن العدوان الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو المنصرم واستمر ستة أيام، رفع شعبية "نتنياهو" التي كانت في الحضيض بسبب التعديلات القضائية.

ويُتابع "جعارة" أن الاستطلاعات الإسرائيلية كانت تعطي حزب الليكود 20 مقعداً، والأصل أن يحظى بـ 36 مقعداً؛ إلا أن العدوان الأخير رفع مقاعده إلى 28 مقعداً، إذ اعتُبر ذلك انتشال لـ"إسرائيل" ونقطة مهمة رفعت من أسهُم "نتنياهو".

ويُشير إلى أن "نتنياهو" يحاول استثمار جميع الملفات السياسية والأمنية لخدمة أجندته وتمرير التعديلات القضائية في محاولة منه للهرب من الملاحقات القضائية بحقه.