الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

مواجهة متعددة الجبهات.. السيناريو الأكثر رعبا لإسرائيل

حجم الخط
2984a8c47c3f15b56ed6bcb1e839b1571621418611.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

مؤخرًا وجه نائب أركان الجيش الإسرائيلي آيال زامير تحذيرًا مدويًا في رسائله وأبعاده، حيث أشار إلى وجود قصور فيما أسماه بـ "الكتلة الحرجة" في الجيش الإسرائيلي؛ لمواجهة تحديات قد تنجم عن معركة متعددة الساحات وأن الجيش "موجود على حافة الحد الأدنى" مما هو مطلوب.

وقال "زامير" أثناء حفل استبداله باللواء هيرتسي هليفي في منصب نائب رئيس الأركان: "من الممكن أن تجد إسرائيل نفسها أمام معركة حربية طويلة متعددة الجبهات مترافقة مع تحديات محلية داخلية".

تحذيرات "زامير" لا تزال تثير جدلًا في الأوساط السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال سيما في ظل الاعتراف الإسرائيلي بأن الجيش فشل في سباق الجهوزية مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية خلال السنوات الماضية.

سخونة الأجواء العسكرية التي شهدتها الفترة الماضية، أذابت الجليد عن الأحداث جنوبا وشمالا، لتكشف عن السيناريو الأكثر رعبا لدى تقديرات المؤسسة الإسرائيلية، تجاه معركة متعددة الجبهات.

تجمع مختلف التقديرات السياسية أن كلا الأطراف تسعى لتلافي المواجهة الممكنة، بيد أنّ حدثا متكررا يستهدف تغيير قواعد الاشتباك قد يدفع لانفلات الأمور وانزلاق الأحداث نحو معركة مفتوحة، تساهم فيها مختلف الأطراف بردود متباينة وبإيقاع ناري مضبوط.

ورغم استبعاد التقديرات لإمكانية اندلاع حرب كهذه في المنظور القريبة؛ نتيجة الأوضاع الداخلية في لبنان وسوريا وغزة؛ إلّا أنه يبقى خطر داهم يقلق تقديرات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بحسب مختصين عسكريين وسياسيين تحدثوا لـ "وكالة سند للأنباء"

بين شقين

الخبير في الشأن الإسرائيلي اللواء واصف عريقات، يعزو تأجيل هذا السيناريو للمنظور البعيد؛ لأسباب مختلفة في بنية صناعة القرار الإسرائيلي في شقيه الأمني والعسكري من جهة، وبيئة القدرة القتالية من جهة ثانية.

ويوضح "عريقات" لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ القيادة الإسرائيلية الحالية رغم "يمينيتها المتطرفة وميلها للعدوان العسكري أكثر من سلفها بينامين نتنياهو؛ لكنها غير منسجمة في تركيبتها وليس سهلا عليها اتخاذ قرار عدوان موسع؛ لكنه يبقى احتمالا قائمة تجاه إمكانية دفعها لارتكاب حماقة تجاه التصعيد.

يقول أيضا إن القدرة التدميرية لإسرائيل متحققة، لكنها "لا تستطيع تحقيق إنجازات أو انتصارات كما كانت في السابق؛ فهي اختلفت في عقيدتها القتالية التي ترتكز على الحرب الخاطفة والعودة، والقتال في أراضي الغير وتحييد الجبهة الداخلية".

ويذكر أنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية على تحقيق الإنجاز، لم تعد قائمة؛ "بل خلافا لذلك أصبحت تجلب الأزمات للمجتمع والدولة على حد سواء".

ويوضح أن تجربة الحرب الأخيرة على غزة في مايو/ أيار الماضي، "صوّرت مشهدا مرعبا لمفهوم الجبهات المتعددة، ترجم في ضآلة ومحدودية الرد الإسرائيلي على قصف حزب الله، في مؤشر واضح على التخوف الإسرائيلي من تحقق هذا السيناريو".

يزيد اللواء "عريقات" على ما سبق بالقول: "تحقيق الإنجاز يحتاج لثمن باهظ، وهذا يحتاج لقرار قيادي استثنائي وجريء، ولا يملك مسؤول إسرائيلي يمكنه أن يتحمل ثمن اليوم الثاني من اتخاذ قرار الحرب الموسعة".

وأمام مجمل هذه الأسباب، يبقى هذا السيناريو يمثل حالة رعب مستقبلية لإسرائيل، دون أن يغلق احتمال إمكانية وروده في المدى المنظور، بحسب عريقات.

وعليه، فإن إسرائيل ستلجأ الى حروب الجيل الرابع والخامس المعروفة بـ"الحروب الناعمة"، عبر تصدير الأزمات للعدو والعمل على تآكله من داخله، كأقصر الطرق وأقل الأثمان، تبعا لقوله.

وقود التحرك

إدراك القيادة الإسرائيلية لمخاطر السيناريو السابق، سبب رئيسي للتحرك الأمريكي عبر مسؤول المخابرات الأمريكية الذي يزور المنطقة حاليا، وفقًا للدكتور سعيد زيداني الخبير في الشأن الإسرائيلي والمحاضر بجامعة القدس المفتوحة في مدينة القدس.

ويقول "زيداني" لـ"وكالة سند للأنباء" إنّ "المؤسسة الإسرائيلية تتوجس كثيرا من معركة تشارك فيها أطراف مختلفة تحديدا "حزب الله وفصائل المقاومة بغزة وقوى من سوريا بدعم إيراني".

ويوضح أن إسرائيل "تحسب حسابا لمثل هكذا سيناريو مع تعدد القواعد الإيرانية في سوريا وتمدد القوى التابعة لها في ساحات مختلفة بالمنطقة، وتتحرك مع الأمريكان مع هذا التهديد، خاصة مع تعرض مصالحها لهجمات صاروخية".

وعليه، فهي تبحث عن تحالف استراتيجي مدعوم من واشنطن، للتعامل مع هذا السيناريو، وعلى رأسه إيران التي تعدها رأسا لهذه الحالة، بحسب زيداني.

رغم ذلك، لن تعمل إسرائيل لفتح حرب شاملة من هذا النوع دون موافقة أمريكية مباشرة، و"هذا ليس محتملا في المستقبل المنظور؛ نظرًا لانشغالات البيئة الداخلية في مناطق التوتر سوريا ولبنان وغزة".

ويشير إلى أن استبعاد إسرائيل لهذا السيناريو، لا يعني أنه ليس هاجسا بالنسبة لها، وما يفسر ذلك هو تعزيز تحالفاتها الاستراتيجية مع واشنطن وبعض الدول الغربية التي يمكن أن تستخدم قواعدها في الخليج.

تثبيت معادلات

الخبير الاستراتيجي اللبناني العميد محمد عباس، يشير، لمجموعة قواعد ترتكز عليها محددات الفعل لدى حزب الله وفصائل المقاومة بغزة، أولها تثبيت قواعد الاشتباك وعدم السماح لإسرائيل بتجاوزها، والاستفادة من محاولات كسر قواعدها لصالح تثبيت معادلات أخرى.

ويُضيف "عباس" لـ"وكالة سند للأنباء" أن هذه القواعد هي نتاج مسار طويل من المواجهات المعلنة وغير المعلنة، وفرضت عبر قوة الميدان.

وهذا يعني أن إمكانية تجاوزها أو السماح بذلك، سيمنح فرصة  للاحتلال بتجاوز غيرها أو فرض قواعد بديلة وهذا لا يمكن تحقيقه بالنسبة لقوى المقاومة، وفق حديثه.

وتتجاوز قواعد المواجهة لدى حزب الله حدود الحالة اللبنانية الداخلية؛ فهي أيضا مرتبطة بقواعد المواجهة والاشتباك في سوريا من خلال قدرتها على تأمين وحماية مواقعها هناك.

 وعليه يرى "عباس" أن حزب الله لا يسعى فقط لتثبيت قواعد الاشتباك القائمة؛ بل الاستفادة من محاولات كسرها لفرض قواعد أخرى".

في السياق، ينبه إلى "تقديرات خاطئة في سياق صناعة القرار الإسرائيلي تجاه الجبهات المختلفة، فقد توهم أن صناعة الأزمة الداخلية لديها سيمكنها من تغيير قواعد المواجهة دون رد، وهذا حصل عكسه في لبنان".

ويوضح أن حزب الله "فصل وضعه الداخلي في لبنان عن المواجهة مع إسرائيل، في تأكيد بعدم السماح بحدوث خرق".