الساعة 00:00 م
الإثنين 13 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

الاحتلال اكتفى بـ "تأديب" المجرمين..

بالصور الشهيد المسن عمر أسعد.. سُحِل وضُرِب حتى الموت ثم أُغلقت القضية

حجم الخط
الشهيد عمر الأسعد
لبابة ذوقان – وكالة سند للأنباء

لم تشفع شيخوخة الشهيد عمر الأسعد (80 عامًا) له أمام بطش جنود الاحتلال الإسرائيلي وغطرستهم وهمجيتهم في سحله لأكثر من 200 متر وضربه وهو في طريقه لمنزله فجر الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني 2022، حتى ارتقى شهيدًا بين أيديهم، تمامًا كما لم تشفع له جنسيته الأمريكية التي يحملها بأخذ حقه ممن قتلوه، فهو في الأصل فلسطيني الدم والهوية.

وعادت حادثة استشهاد المسن عمر أسعد (80 عامًا) وهو من قرية جلجيا شمال رام الله، لتتصدر المشهد، بعد قرار الجيش الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء، إغلاق ملف التحقيق في ظروف استشهاده بزعم "عدم كفاية الأدلة".

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ذكرت أن المسن "الأسعد"، استشهد عندما قيّده جنود الاحتلال واحتجزوه خلال ساعات الفجر، مشيرة إلى أن الجنود غطّوا وجهه وقيّدوه وألقوه أرضًا؛ الأمر الذي تسبب بإصابته بجلطة قلبية؛ ما لبث أن استشهد بعدها بوقت قصير، لكن نتائج تحقيق جيش الاحتلال، لم تجد أي ارتباط بين استشهاد المسن أسعد وبين احتجازه؛ وبالتالي تقرر إغلاق ملف التحقيق.

الشهيد عمر الأسعد (3).jpg
 

تفاصيل الحادثة..

اعتاد الشهيد السهر عند أحد أقربائه في قريته جلجيا، لكنه لم يكن يعلم أن سهرته التي استمرت حتى الساعة الثانية من فجر يوم الأربعاء 12 يناير 2022، ستكون الأخيرة.

في طريق عودته إلى منزله، تفاجأ المسن بجنود الاحتلال الذين اقتحموا القرية، اعترضوا طريقه، وأنزلوه عنوة من مركبته، وانهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق والركل بالأرجل، قيّدوا يداه، سحلوه أرضًا، ثم تُرك على الأرض لنحو ساعتين في منزل قيد الإنشاء"، وبعدها سمع سكان القرية صراخ المسن، دون علمهم بهوية المعتقل.

قرابة الساعة الرابعة فجرًا، انسحبت قوات الاحتلال من القرية، فهرع الأهالي لمكان احتجاز "الأسعد"، وتم نقله بعد ذلك إلى المركز الطبي العربي في جلجليا، وإجراء محاولات إسعافية وإنعاش له، وأعلن عن استشهاده.

وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للمسن وهو ملقى على الأرض، وبجواره القيود البلاستيكية التي يستخدمها جنود الاحتلال عادة لتقييد الأسرى.

الشهيد عمر الأسعد (2).jpg
 

تشريح الشهيد..

كعادته، حاول الجيش الإسرائيلي التنصل من جريمة قتل المسن، مدعيّا أن جنوده لم يعذبوه أو يعتدوا عليه، وأنهم لم يقوموا بأي فعل من شأنه التسبب بوفاة الشهيد "الأسعد"، وأنهم فوجئوا بوفاته بعد تعصيب عينيه وفمه بالإضافة إلى تقييد يديه تحت البرد الشديد.

لكن تقرير تشريح جثمان الشهيد "أسعد" الذي صدر في السابع والعشرين من يناير، كشف أنه توفي متأثراً بنوبة قلبية حادة سببها "عنف خارجي"، وهو ما يناقض رواية جيش الاحتلال.

وأكد تقرير التشريح، الذي أجراه ثلاثة أطباء فلسطينيين، أن الشهيد "أسعد"، تعرض لإصابات في رأسه ويديه ونزيف بسبب تقييده وتعصيب عينيه.

الشهيد عمر الأسعد.jpg
 

وخلص التقرير، إلى أن سبب الوفاة هو توقف مفاجئ لعضلة القلب بسبب التوتر النفسي جراء عنف خارجي تعرض له، علمًا أنه كان يعاني من أمراض القلب والسكري، وكان في حالة صحية متعبة.

مطالبة أمريكية بالتحقيق..

عام 2012، عاد "الأسعد" لقريته جلجيا بعد غربة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية التي يحمل جنسيتها.

وعقب استشهاده، نفي الجيش الإسرائيلي أي علاقة له بذلك، وكان هناك إلحاح أمريكي بضرورة الكشف عن تفاصيل ما جرى مع الشهيد والتحقيق بذلك، ما دفع جيش الاحتلال لاحقًا لإصدار تصريح قال فيه، إن الاستشهاد "سببه فشل أخلاقي للقوة العسكرية".

وقرر جيش الاحتلال "توبيخ" قائد كتيبة "نتساح يهودا" من قبل قائد قيادة المنطقة الوسطى، وسيتم "اتخاذ إجراءات الفصل الفوري، بحق كل من قائد السرية وقائد الفصيلة، ولن يشغلا مناصب قيادية لمدة عامين"، غير أن واشنطن قالت إنها لا تكتفي بهذا التصريح الإسرائيلي، مطالبة بتحقيق شامل في ظروف استشهاده ومساءلة كاملة.

حينها، خرج المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تصريح مكتوب قال فيه: "ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء ظروف وفاة السيد عمر أسعد، وهو مواطن أمريكي، وجد ميتا بعد أن احتجزه جنود إسرائيليون في الضفة الغربية"، مضيفًا أن "الحادث قد أظهر زلة واضحة في الحكم الأخلاقي، وفشلا في حماية قدسية أي حياة بشرية".

عروض للتعويض..

بعد عدة شهور على استشهاد "الأسعد"، عرضت سلطات الاحتلال تعويضاً على عائلة الشهيد بمئات آلاف الشواكل وذلك مقابل إغلاق قضيته.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلي آنذاك، أن الاحتلال أقرّ مبلغاً بقيمة 500 ألف شيكل كتعويض لعائلة الشهيد، مشيرة إلى أن الاحتلال يبغى من خلال التعويض إغلاق ملف القضية بينه وبين عائلته.

من جانبها، أكدت عائلة الشهيد رفضها للمقترح الإسرائيلي بعرض تعويضات مالية مقابل إسقاط حقها في قضيته المرفوعة أمام المحاكم الإسرائيلية والأميركية.

بعد عام ونصف أُغلقت القضية..

في نهاية الأمر، أغلقت نيابة الاحتلال العسكرية، ملفّ التحقيق مع الجنود الإسرائيليين الضالعين في جريمة التنكيل التي تعرّض لها الشهيد المسن، أمس الثلاثاء، وذلك دون توجيه لوائح اتهام بحقّ أيّ منهم.

وبحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نيابة الاحتلال العسكرية، قررت في الأيام الأخيرة، الاكتفاء بخطوات تأديبية ضد أربعة ضباط كانو يخدمون في كانون الثاني/ يناير عام 2022 في كتيبة "هناحال هحَريدي" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، المعروفة أيضا بتسمية "نيتساح يهودا".

وذكرت أنه في نهاية "تحقيق عملياتيّ" بشأن استشهاد "الأسعد"، تم توبيخ قائد الكتيبة، وعزل ضابطين من منصبيهما، كما أغلقت نيابة الاحتلال العسكرية الملف بعد عدة محاولات فاشلة للحصول على تقرير تشريح جثمان الشهيد، من السلطة الفلسطينية، وفق ادعائها.