الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

اقتناء الأضاحي وتوزيعها.. مبادرات فردية لمساندة فقراء غزة

حجم الخط
مبادرة لمساعدة الفقراء
غزة – أحلام عبدالله – وكالة سند للأنباء

في مشهدٍ يعكس روح التآخي والتضامن الاجتماعي، أطلق ناشطون على منصات التواصل مبادراتٍ شبابية لمساعدة العائلات الفقرة في قطاع غزة خلال عيد الأضحى المبارك، علّها تشعر بفرحته وتعيش الأجواء بكل تفاصيلها.

ويسعى المبادرون عبر حملاتهم الشبابية إلى التخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، والوقوف يداً واحدة إلى جانبهم عبر جمع تبرعات من محسنين؛ لاقتناء أضاحي العيد وتوزيعها على من لم يتسن لهم شراءها.

وبحسب تقارير حقوقية ودولية، فإن 57% من العائلات في غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي بسبب الفقر.

من البسطاء للفقراء..

"أن نُضيئ شمعة خير من أن نلعن الظلام ألف مرة"، بهذه الكلمات وصف الصحفي الفلسطيني محمود العامودي مبادرته الفردية "لحمة العيد" للعام الثاني على التوالي والتي تستهدف فقراء قطاع غزة.

ويقول العامودي لـ "وكالة سند للأنباء" إنّ مبادرته الفردية تأتي للعام الثاني على التوالي؛ من واقع الفقر وحاجة الناس إلى أيّ شيء يسد رمق يومهم ويعينهم على ظروف الحياة الصعبة، ويُدخل السعادة إلى قلوبهم.

ويُضيف أنّ المبادرة قائمة على تقديم مساهمات مالية زهيدة من الناس العادية والبسيطة في المجتمع، لتأمين أضاحي العيد للفقراء، مؤكدًا أنّ ذلك يعد صدقة ولا تُكتب أُضحية من الوجه الشرعي.

ويلفت إلى أنّ التبرعات ليست مقتصرة على فئة معينة وإنما من كافة الأعمار والطبقات المختلفة، ما يعكس صورة التضامن الاجتماعي الذي هو جزء من ديننا وثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية.

ويصف المبادرة بأنها "جبر للخواطر"، موضحًا أنه يقوم بتجميع الأموال البسيطة لشراء ما تيسر من العجول ويتم توزيعها على الناس الفقيرة والأشد حاجة في القطاع.

وينوّه إلى أنه حتى إعداد التقرير (18 حزيران/ يونيو)، تمكن من جمع تكلفة أضحية بعجلين ونصف، مبينًا أنه سيتم توزيع لحومها على 300 عائلة فقيرة من أصل 300 ألف عائلة محتاجة في قطاع غزة.

والمدهش في نظر العامودي، أنّ متبرعين من فئات مهمشة وفقيرة جدًا، يُساهمون في إنجاح المبادرة، فهو لا ينسى شعور الاعتزاز حين قَدم إليه رجل من مستفيدي الشؤون الاجتماعية، ليُساهم بملغ زهيد قائلًا: "يمكن شخص غيري محتاج أكثر مني".

وفي ظل الأوضاع الهشّة التي يعاني منها الفقراء بغزة وحاجتهم الماسة إلى من يتضامن معهم، يدعو ضيفنا الجميع إلى المساهمة إما بالأموال أو المشاركة بالتوزيع والطرق على أبواب الفقراء.

جهود فردية..

تجلس مجموعة من المتطوعات في قاعة اجتماعات يعملن كخلية نحل قبيل عيد الأضحى المبارك بفترةٍ وجيزة، من أجل إتمام كافة الاستعدادات لاقتناء لحوم الأضاحي وتوزيعها على الفقراء في قطاع غزة.

وتقول مدير مركز سنابل الخيري التطوعي إسراء فروانة لـ "وكالة سند للأنباء" إن مبادرتها التي بدأت منذ عامين، تعمل على جمع الأموال بمساهمات متراوحة من متوسطي الدخل والفقراء، ومن ثم المشاركة بحصص الأضاحي لتوزيعها على العائلات المتعففة.

وتُشير إلى أنّ العامين السابقين شهد مركز "سنابل" إقبالًا على التبرعات المالية لذبح الأضاحي، مؤكدةً أن هناك عائلات تحرص على التبرع ولو بالقليل، في مشهد إنساني يُثير الاعتزاز والفخر.

وتزيد فروانة "من المفارقات الغريبة التي تدفع فقراء غزة للتعاطف مع أمثالهم، أنّ ثمّة عائلات متعففة تساهم في التبرّع، فتقدّم معونات بسيطة (..) هم يحتاجون إلى كلّ شيء، لذلك يعلمون ما يحتاجه سواهم".

وعن تلك المواقف التي أوجدت لنفسها مكانا دائما في ذاكرة ضيفتنا خلال جمع التبرعات تحكي: "هاتفت إحدى صديقاتي لتساعدني على جمع التبرعات من الأسر، لكنها أصرت على المشاركة بمبلغ من المال رغم معرفتي بحاجتها له".

وتستطرد: "واحدة من المعارف كانت عائدة من العلاج بالخارج، وكانت بأمس الحاجة للمساعدة كونها تنفق الكثير من المال على سفرها وعلاجها، لكنها قدمت ما تبقى في يدها من المال لتساهم بإطعام أسرة متعففة".

وبحسب ما جاء حديث إسراء فروانة فإنّه حتى إعداد التقرير (20 حزيران)، تم تجميع مبلغ يكفي لشراء عجلين، وثلاثة خرفان، لتوزيعها على العائلات المحتاجة في قطاع غزة هذا الموسم