الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

قبة الصخرة.. تاريخ من الاعتداءات وصولًا لتساقط حجارتها تمهيدًا لهدمها!

حجم الخط
قبة الصخرة
القدس -وكالة سند للأنباء

منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، والأطماع الإسرائيلية تبدو واضحة المعالم باستهداف قبة الصخرة المشرفة ومصلاها، تجسّد ذلك في ثالث أيام حرب النكسة، حين اقتحم الجنرال "موردخاي جور" المسجد الأقصى المبارك، ورفع العلم الإسرائيلي فوق قبة الصخرة، وحرق المصاحف، ومنع الصلاة والأذان أسبوع كامل.

توالت الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى وقبة الصخرة تحديدًا عقب ذلك، مرورًا بإحباط محاولة متطرفين يهود احتلال مصلى قبة الصخرة لإقامة مركز للدراسات الدينية مكانه، عام 1983، ثم ضبط حراس المسجد، لاثنين من عصابة "لفتا" الإسرائيلية وبحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل اليدوية؛ بهدف نسف قبة الصخرة في يناير 1984.

بعد ذلك، وتحديدًا في العام 1999، استغلت وزارة السياحة الإسرائيلية، قبة الصخرة المشرفة في حملة دعائية من أجل جلب السياح الأجانب إلى "إسرائيل".

وليس انتهاءً بسماح حكومة الاحتلال لجماعات "جبل الهيكل" وضع حجر الأساس لبناء "الهيكل المزعوم" في مكان ملاصق لمسجد قبة الصخرة في أكتوبر/ تشرين أول من العام 2000.

وقبة الصخرة، هي القبة الذهبية التي تغطى الصخرة التي عرج منها رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء، وتقع في الجهة الشمالية من الحرم القدسي قبالة المصلى القبلي، يعد مصلاها تحفة هندسية معمارية، بني بأمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 685 م.

في مطلع شباط/ فبراير الماضي، تساقطت حجارة من الواجهة الغربية لمصلى قبة الصخرة، وهي عبارة عن بلاط خزفي بقياس 20*20 سم تقريباً، وتجدد المشهد في نهاية يوليو/ تموز الماضي، لكن هذه المرة داخل مصلى قبة الصخرة.

أسباب التساقط..

المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، يوضح لـ "وكالة سند للأنباء"، أن سقوط الحجارة في مصلى قبة الصخرة، هو نتيجة بداية تصدّع في أبنية المسجد.

ويقول "أبو دياب"، إن هذ التصدّع والتشقق هو نتيجة الاهتزازات الصادرة عن عمل آليات الاحتلال التي تعمل في محيط المسجد الأقصى ومناطق معينة أسفل باحاته، فالأنفاق التي يستعمل فيها أدوات ومواد تسبب هذه التصدعات.

ويبيّن أن الاهتزازات ناتجة أيضًا عن عمليات إخراج الأتربة والصخور أسفل المسجد، مشيرًا إلى أن كثير من الأساسات وخاصة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية، باتت معلقة في الهواء.

ويوجد أسفل ومحيط المسجد الأقصى نحو 64 حفرية ونفقا موزعين على جهاته الأربع، وكان أول إعلان رسمي عن الحفريات عام 1996، حين افتتحت حكومة بنيامين نتنياهو آنذاك النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى، والذي تسبب باندلاع هبّة شعبية غاضبة في وجه الاحتلال أُطلق عليها اسم "هبّة النفق".

أهداف الاحتلال..

ويتابع ضيفنا: "هذه أبنية قديمة وبحاجة إلى ترميم دائم، في البداية كان منع الترميم جزئيًا، لكن مع بداية تموز/ يوليو الماضي، منع الاحتلال الترميم بشكل مطلق، لافتًا إلى أن الاحتلال يمنع الترميم لأهداف سياسية.

ويشير "أبو دياب"، إلى أنّ الاحتلال يريد إزالة هذا المعلم الإسلامي التاريخي، وتغيير الهوية الحقيقية لمدينة القدس، بمراهنته على الزمن وحدوث زلزال طبيعي أو ربما يكون مصطنعًا، من أجل انهيار قبة الصخرة.

ويستطرد: "أهم موقع يريد الاحتلال إزالته هو مصلى قبة الصخرة، ويدعى وجود أسفل القبة ما يُسميه قدس الأقداس، وهذا ما يفسر اقتحامات المستوطنين له والدوران حوله".

زيادة التساقط..

ويرى "أبو دياب" أن عدم المراقبة المهنية الدائمة، واستمرار مسببات التشققات قد تؤدي إلى انهيارات جديدة لحجارة المصلى، وقد يزداد هذت التساقط في الفترات القادمة.

وينقل عن بعض الفنيين الذي أكدوا له أن نتيجة الحفريات التي تحدث أسفل المسجد الأقصى، والحافلات الكبيرة التي تسيير في محيط الأقصى، تسبب اهتزازات وتصدعات وتؤثر على المبنى لأنه مبنى قديم وتاريخي.

ويضيف: "الخطورة ستكون أشد، إذا لم يُسمح بمعالجة أي تغيّر فإن ذلك سيؤدي لانهيار حجارة، وربما انهيار حجر، ما سيؤدي إلى سلسلة من الانهيارات، خاصة إذا كان له صفة معينة هندسيًا سواء من الأحمال أو الموقع".

وينوّه "ضيف سند" إلى أن الشتاء القادم سيكون "الأخطر على الأبنية حال تسربت المياه أو أصبح هناك تغيرات في الطبقة الأرضية التي تحمل المباني، فقد نشهد انهيارات جديدة".

أطماع بناء الهيكل..

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، يقول إن فكرة سقوط الحجارة ليس فقط من مصلى قبة الصخرة، إنما في جميع مصليات المسجد الأقصى وارد جدًا، فليس جديدًا أن الاحتلال يمنع عمليات الترميم الجوهرية في المسجد الأقصى.

ويضيف "الهدمي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الزائر منذ دخوله أي باب من أبواب المسجد بإمكانه رؤية البلاط المتكسر، الشقوق، والجدران المتهالكة التي تعبّر عن تاريخ قديم جدًا، مشيرًا إلى خطورة هذه الحجارة على الناس التي تمر بجانبها، فهي قديمة وتتآكل مع السنين ولا يتم تجديدها أو ترميمها".

ويكمل: "في مصلى قبة الصخرة، وتحديدًا بلاطه الرخام على محيط قبة الصخرة، فيه تشققات وتكسرات وانتفاخات، وواضح أنها آيلة للسقوط".

ويلفت إلى أن الاحتلال ينظر لقبة الصخرة بتمييز عن بقية الأماكن، ويرى أنها "مكان قدس الأقداس"، وهو المكان الذي يوضع فيه التابوت وألواح موسى، كل هذه مزاعم بالنسبة للاحتلال لاختيار هذا المكان من أجل بناء هيكله المزعوم".

ويشير ضيفنا، إلى أن اقتحام "ذكرى خراب الهيكل" في 27 تموز/ يوليو الماضي، هو الأخطر على المسجد الأقصى، فالاحتلال ربط الاقتحام بذكرى خراب الهيكل في محاولة للضغط باتجاه فرض أمر واقع خطير.

ليست وليدة اللحظة..

ويبيّن "الهدمي" أن القضية ليست وليدة اللحظة، فهناك تصعيد من سلطات الاحتلال بما عمليات الصيانة والترميم، وآخرها ابتزاز لجنة الإعمار في دائرة الأوقاف الإسلامية، بأنه لن يسمح لها بالعمل ما لم يتم إغلاق مصلى باب الرحمة، واصفاً ذلك أنه "أسلوب زعرنة يعبر عن أخلاقيات ومنهج هذه الحكومة المتطرفة".

ويصف واقع مصليات المسجد الأقصى كافة بـ "المتهالك والسيء"، فبالأمس البعيد شهد المصلي القديم تساقط حجارة، وكذلك المصلي المرواني، والجهة الغربية من المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الاحتلال يريد الوصول إلى نقطة يقول فيها إن "المسجد الأقصى منطقة غير آمنة ويمنع دخول الناس إليها".