رفضت السلطات الجزائرية، طلب فرنسا فتح أجواء الجزائر أمام التدخل العسكري في النيجر. مؤكدة أنها "كانت دائمًا ضد استعمال القوة، ولم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارمًا وواضحًا".

وقالت الإذاعة الجزائرية الرسمية، إن فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم.

وأعربت وزارة الخارجية الجزائرية في وقت سابق عن أسفها لما وصفته "إعطاء الأسبقية للخيار العسكري" في أزمة النيجر.

وأكدت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أنه لا تزال هناك فرص للحل السياسي لم تستنفد، محذرة من خطورة التدخلات العسكرية.

وجاء في بيان "الخارجية الجزائرية": تتأسف الجزائر بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي الذي يسمح باستعادة النظام الدستوري في النيجر. الجزائر تظل فعليًا على قناعة قوية بأن هذا الحل السياسي التفاوضي لا يزال ممكنًا".

ونوهت إلى أن سُبل الحل السياسي في النيجر "لم تُسلك كلها؛ وكل فرصة لم تُستنفذ بعد. تاريخ المنطقة يشهد بصفة قطعية أن التدخلات العسكرية قد جلبت المزيد من المشاكل بدلًا من الحلول".

ودعت الجزائر جميع الأطراف إلى الالتزام بقيم ضبط النفس والحكمة والتعقل التي تفرض جميعها إعطاء الأولوية القصوى للحل السياسي التفاوضي للأزمة الدستورية القائمة.

وحذرت من إدخال المنطقة في دوامة عنف "لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة".

وفي سياق متصل، رفضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" مقترحا من المجلس العسكري الحاكم في النيجر بإجراء انتخابات في غضون 3 سنوات من انقلاب يوليو.

وبررت رفضها بأن المقترح "يطيل أمد المأزق السياسي الذي قد يؤدي إلى تدخل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق".

وتسعى "إيكواس" وقوى دولية أخرى إلى إيجاد حلول دبلوماسية لانقلاب 26 يوليو في النيجر، وهو السابع في غرب ووسط إفريقيا في 3 سنوات.

وبعد رفض عدة محاولات للحوار، اتجهت "إيكواس" إلى تنشيط قوة إقليمية قال قادة عسكريون إنها مستعدة للانتشار إذا فشلت المحادثات.

وفي 26 يوليو/ تموز 2023، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلابًا عسكريًا في النيجر أطاح بحكم الرئيس محمد بازوم.

وفي 30 من الشهر نفسه، منحت المجموعة الاقتصادية بغرب إفريقيا "إيكواس" المجلس مهلة لمدة أسبوع للعدول عن انقلابه، لكنّ قادة الانقلاب تعهّدوا بمقاومة كل الضغوط الخارجية بعد أن فرضت "إيكواس" عقوبات وعلق الحلفاء الغربيون مساعداتهم.