الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خاص بالصور والفيديو استديو حرفة.. ملاذ لتعليم السيدات فني النسيج والمكرمية في غزة

حجم الخط
استديو حرفة - استيدو حرفة
غزة - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

تحت دوّي القذائف وحمم الصواريخ، لمعت فكرة، ونمت بين أفراد عائلة واحدة جمعتها أهوال الحرب تحت سقف واحد، أنستهم رعبها قليلًا، وخرجوا منها بأقل الأضرار النفسية، فمشاعر القلق والخوف كانت تغزلها بخيوط تصنع الجمال، وتعكس التحدي والإصرار.

هكذا حوّلت الشابة الفلسطينية سمر الغول (36 عامًا)، أجواء الخوف التي عاشتها مع عائلتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/ أيار2021، عندما أخذت تمارس مجموعة من الحرف اليدوية مع أفراد عائلتها، لتأخذهم بعيدًا عن مشاعر الخوف من أصوات الصواريخ.

لاحظت "الغول" تأثير الانشغال في صناعة الحِرف بتقليل حدة التوتر والقلق والآثار السلبية الناتجة من الحرب على أفراد العائلة، ما دفعها لافتتاح مشروعها الخاص "استديو حِرفة".

تحدثنا ضيفتنا الحاصلة على ماجستير تصميم داخلي وديكور، والمحاضرة في قسم الديكور والتصميم الداخلي في جامعه الأقصى من أكثر من 10 سنوات، عن أولى خطواتها في مشروعها الخاص: "خطرت لي فكرة المشروع بعد حرب 2021 على قطاع غزة، عندما كنت مستضيفة أقارب زوجي في بيتي، ومارست مع أطفال وسيدات العائلة المستضافة مجموعة من الحرف أثناء الحرب ولاحظت أثره".

وتتابع لـ "وكالة سند للأنباء": "كمية العافية والسلام النفسي الذي عشناه في تلك الفترة رغم أجواء الحرب انعكس على هذه العائلة وعلينا، وبعد انتهاء الحرب قررت فعليا فتح استوديو للحرف؛ بهدف نشر الراحة النفسية والصحة العقلية".

عافية نفسية..

وتنبع فكرة الاستديو من منطلق نقل تأثير العافية النفسية من التأثير الفردي للتأثير المجتمعي، وبالفعل بدأت فكرة "الغول"، بالتطبيق عندما قامت بإطلاق اسم "حرفة"، على فكرتها.

وتشير "ضيفة سند"، إلى أنها صممت كل ما يتعلق بالاستديو بنفسها، كتصميم الشعار، وتجهيز إحدى الغرف في منزلها بالأدوات والمعدات اللازمة، ثم أطلقت المشروع على صفحة في انستغرام.

وتكمل: "خبرتي وممارستي لهذه الحرف منذ نعومة أظفاري، دفعني أيضا لفتح قناة على اليوتيوب لتعليم الحرف وتقديم دورات مجانية في تخصص الديكور والألوان حملت اسمي سمر الغول".

وتخبرنا "الغول" أن فكرة الاستديو لاقت إقبالًا بعد مدة وجيزة من افتتاحه، مشيرة إلى أنه كان يقدم ثلاث خدمات بالبداية، وهي: بيع أدوات فن المكرمية، إضافة لبيع منتجات المكرمية، وتقديم دورات وورش لتعلمها، مستهدفة جميع الفئات من الأطفال من سن 3 سنوات، وفتيات وسيدات في سن الستينات.

استديو حرفة 4.jpg

استديو حرفة 2.jpg
 

وبعد مرور عام على افتتاح الاستديو قررت "الغول" التوسع بالفكرة وفتح الاستوديو خارج بيتها، وتحكي لنا: "قمت باستئجار مكان وتجهيزه بوسط مدينة غزة؛ لأن أعداد النساء اللواتي أردن الالتحاق بالدورات ازداد، ولم يعد بيتي يتسع لهن".

وتضيف: "في نهاية سنة 2023، وبعد العدوان الأخير على القطاع، قررت توسيع الورش المقدمة للنساء، بحيث لا تقتصر على المكرمية، وأعلنت عن 15 ورشة في الإجازة الصيفية".

وشملت الورشات في استديو حرفة، على دورات خاصة بصناعة الاكسسوارات من السيراميك والأسلاك، وفن نسيج النول، والفخار، والرسم على الشنط وتلوينها، وصناعة شنط من خيوط المكرمية، وصناعة معلقات قوز قزح.

العلاج النفسي..

وسعت ضيفتنا، من خلال استديو حرفة لنشر العافية النفسية والصحة العقلية من خلال العلاج بالفنون والحرف، فأطلقت مجموعة من الحرف بشكل مجاني، وأخرى كانت مدفوعة بأسعار تناسب غالبية المنتسبين لها، تبعًا لحديثها.

وتوضح الغول: "أن أكثر فائدة تعود على المشتركة، أو المتدربة في استديو حرفة، هو الشعور بالسعادة المستمرة، من خلال ممارسة نشاط يحبه الشخص".

وتزيد "ممارسة الحرفة تضيف سعادة أخرى للمشتركات من خلال امتلاك ما تصنعه السيدة لها كهدية منها لنفسها، أو لصديقتها،أو قريبتها، مما ينعكس عليها بسعادة غامرة".

استيدو حرفة 2.jpg

استديو حرفة 5.jpg
 

صعوبات وآمال

وكحال أي مشروع في قطاع غزة، يواجه صعوبات، توضح "الغول"، أن المواد الخام المطلوبة للورشات والدورات ليست دائما متوفرة، بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر 16 عامًا، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة".

وتردف أنّ "ارتفاع إيجار المكان، كونه يقع وسط مدينة غزة، يصعّب عليها توسيع مشروعها، لكنها تسعى لتوسيع المشروع بمساحة أكبر، وتوظيف عدد أكبر من النساء لمساعدتها في الورش، وتجهيز المكان".

استيدو حرفة 66.jpg

استيدو.jpg