الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

خاص بالصور والفيديو بعد أن ضاق الحال بهم.. خيمة تأوي عائلة بأكملها وسط قطاع غزة

حجم الخط
عائلة سعد
غزة - وكالة سند للأنباء

ما أن تطلع الشمس التي يرقبها الكثيرون من شرفات منازلهم متهللين مستبشرين بيوم جديد، حتى تبدأ عائلة "سعد" من قطاع غزة معاناتها اليومية تحت أشعتها الحارقة، فلا سقف يأويهم من حرارة شمس الصيف، ولا جدران يسندون ظهورهم عليها.

فمنذ ثلاثة شهور، تعيش عائلة "سعد" داخل خيمة أقاموها بالقرب من منزلهم القديم في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، بعد أن ضاق بهم الحال وأصبحوا غير قادرين على دفع تكاليف العيش داخل شقق سكنية.

خيمة مهترئة، تضم بداخلها 14 شخصًا بينهم نساء وأطفال، لا تقيهم شمس الصيف الحارقة، يفترشون الأرض ليلًا، وما أن تطلع الشمس حتى يكون ظل الأشجار، وجهتهم لتقيهم من الأجواء الحارة.

محمود سعد (34 عامًا)، أحد أفراد العائلة، يقول إن الحال وصل بهم إلى العيش داخل خيمة بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف إيجار المنازل، التي باتت مرتفعة بشكل يفوق دخلهم المادي المحدود.

ويتابع بنبرة لا تخلو من الحزن: "كان لدينا منزل خاص بنا، ولكن بسبب ظروف خاصة تم بيعه، فاضطررنا للسكن في بيت متواضع بالإيجار، بتكلفة مادية مرتفعة نوعًا ما، وتحتاج إلى العمل ليلاً ونهارًا لسداد الالتزامات المادية، ولكن الأمر أصبح مستحيلاً بعد تضاعف أجرة المنزل فتركناه وسكنا في هذه الخيمة".
 

372548400_837193357722169_2744895029552327601_n.jpg

371514019_1755073801598858_423456268934043687_n.jpg
 

ينظر للخيمة ويتابع: "نسكن هنا منذ ثلاثة شهور، في ظروف معيشية قاسية جدًا، بالتزامن مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة"، لافتًا إلى أن العائلة لم تتلقِ أي مساعدة من أي من الجهات المسؤولة أو المؤسسات الخيرية.

ويشير ضيفنا إلى أنهم اختاروا موقع الخيمة في منطقة المغراقة، نظرًا لقربها من مكان منزلهم القديم، فمعرفة الجيران لهم تسهل عليهم الاستعانة بهم لقضاء الحوائج الخاصة.

ويعمل "سعد" سائق سيارة أجرة ليست ملكًا له، ولا يتجاوز دخله اليومي الـ 20 شيكل ما يقارب (5.26 دولار أمريكي)، معقبًا: "هذا الدخل لا يكاد، يكفي مستلزمات الحياة الأساسية للعائلة".

وتتكون العائلة من الأم وأربعة أبناء مع زوجاتهم، إلى جانب شقيقتهم التي تعاني من مرض مزمن، وتحتاج إلى رعاية خاصة، وأربعة أطفال.

وبشعور العجز يردد "سعد": "الهدف الأساسي من الخيمة هو ستر السيدات وقت النوم، أما الشباب لا يخلدون للنوم ليلاً لحماية العائلة".

373487762_1069171820742906_5236761090553078786_n.jpg

372525000_833143088170336_7303063063425227635_n.jpg
 

وانعكست الظروف الصعبة التي تعيشها العائلة على الأطفال، الذين باتوا يعانون من ظروف نفسية سيئة لعدم وجود مأوى لهم، وعدم قدرة عائلتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية بالتزامن مع عودتهم إلى المدارس، وفق "سعد".

ويأمل ضيفنا، أن توفر الجهات المختصة مسكنًا له ولعائلته، وألا تطول مدة تشردهم في الشارع دون مأوى، مشيرًا إلى تخوفه من حلول فصل الشتاء دون وجود منزل يقيهم من الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة.

ومن جهته، يقول شقيقه أحمد سعد (29 عامًا)، إن هذه الخيمة كانت حلاً أخيرًا للخروج من مأزق ارتفاع أجرة المنازل وتراكم الالتزامات المادية.

ويبيّن "أحمد" أنه يعمل كشقيقه، سائقًا على سيارة أجرة ليست ملكًا له، منبهًا إلى تذبذب الدخل اليومي في هذه المهنة، فقد يصل إلى 20 شيكلا باليوم، ويومًا آخر لا يتعدى الدخل 10 شواكل.

ويصف الظروف التي تعيشها عائلته: "حياتنا صعبة للغاية، فبعد أن كان لدينا مأوى وأبواب مغلقة، وجدران تسترنا وتقينا من حرارة الشمس أو البرد أصبحنا نعيش في خيمة".

ويتابع: "ارتفاع درجات الحرارة يؤثر علينا بشكل كبير، فلا نستطيع البقاء داخل الخيمة القماشية بعد الساعة السابعة صباحًا، ونضطر للجلوس تحت الأشجار لتقينا من حرارة الشمس".

وبلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 64% في ارتفاع غير مسبوق، حيث يعيش 33% من الغزيين تحت خط الفقر المدقع، في حين تعاني 57% من الأسر الغزية من انعدام الأمن الغذائي، وفق إحصاءات رسمية.

373355427_1346192916012059_5855307551239594669_n.jpg


372554765_1686904985120038_7909062872314590951_n.jpg