في صباحٍ استثنائي، استفاقت فلسطين اليوم السبت على رشقات صاروخية مباغتة انطلقت من قطاع غزة بشكلٍ مكثف ومتواصل لأكثر من ساعة، صوب مستوطنات ومدن الاحتلال الإسرائيلي، تزامنًا مع عملية تسلل وإنزال بري نفذها مقاومون لمستوطنات الغلاف ومعسكراته.
وعلى إثر ذلك، جرى تفعيل القبة الحديدية، ودوّت صفارات الإنذار في 160 مستوطنة بدءًا من غلاف غزة وصولاً إلى تل أبيب والقدس وعسقلان وغيرها من المناطق الإسرائيلية في الداخل الفلسطيني المحتل، موقعةً عشرات القتلى والمصابين، عدا عن أسرى في صفوف الاحتلال.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال، نقلًا عن مصادر عسكرية، إن القتال لازال مستمرًا في 20 مركزًا مع عناصر المقاومة الفلسطينية التي دخلت إلى غلاف غزة، تزامنًا مع استمرار احتجاز عشرات الرهائن والفشل في تحريرها من قبل شرطة الاحتلال.
هذه العملية التي أثارت فرحة عارمة في أوساط الفلسطينيين، وصدمة كبيرة لدى "إسرائيل"، أطلقت عليها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس"، اسم "طوفان الأقصى"؛ ردًا على انتهاكات الاحتلال المتكررة.
وبعد وقتٍ قصير من بدء العملية، نشرت المقاومة صورًا لدخول مقاتليها عبر السياج الفاصل إلى معسكرات ومستوطنات في غلاف غزة وتجولهم فيها، بواسطة جيبات الدفاع الرباعي والدراجات النارية والمظلات.
فيما أظهرت مقاطع فيديو عناصر المقاومة وهم يشتبكون مع شرطة الاحتلال، في بعض مدن ومستوطنات غلاف غزة، ووثقت أخرى، إحراق مدرعات والاستيلاء على مركبات عسكرية ونقلها إلى القطاع.
وفي وقتٍ تؤكد وسائل إعلام إسرائيلية وقوع أسرى جنود ومستوطنين لدى عناصر "القسام"، انتشرت صورًا عديدة، توثق نقل عددًا منهم أحياء وجثث أيضًا إلى داخل قطاع غزة.
وأظهرت الفيديوهات أيضًا، اشتعال النيران في السيارات وإصابتها عددا من المباني والمناطق الإسرائيلية جراء قصف المقاومة، بينما ترتسم علامات الذهول على وجوه المستوطنين، ليُعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدها أن "إسرائيل في حالة حرب حقيقية".
في المقابل، عمّت بهجة منقطعةً النظير شوارع قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس، وسط تكبيرات تصدح بها المساجد، وتوزيع للحلوى وهتافات تحتفي بالنصر الذي حققته المقاومة اليوم.