يقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منذ عصر أمس الثلاثاء، بغارات عشوائية وعنيفة مختلف مناطق قطاع غزة، ما رفع عدد الشهداء إلى 900 فلسطيني بينهم عشرات الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة 4500 آخرين، وفق آخر تحديث صادر عن وزارة الصحة.

وقالت وزارة الصحة في بيانٍ لها مساء أمس الثلاثاء، إن العدوان الغاشم على غزة حصد أرواح 260 طفلًا و230 سيدة، كما أباد الاحتلال خلاله 22 عائلة فقدت 150 شهيدًا من أفرادها.

ونبه المكتب الإعلامي الحكومي، في تصريح صحفي، إلى أن شركة توليد الكهرباء في قطاع غزة "مُهددة بالتوقف خلال ساعات بسبب نفاذ الوقود".

وأردف: "ما ينُذر بغرق قطاع غزة في ظلام دامس، واستحالة الاستمرار في تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية".

وفجر اليوم الأربعاء، شنّ طيران الاحتلال عدة غارات استهدفت مقر البنك الوطني الإسلامي عند مدخل البريج ومنزلًا وسط المخيم، وسط قطاع غزة، وشقة سكنية في حيّ الأمل وفي أبراج طيبة بمدينة خانوينس جنوبًا وأخرى مماثلة غربي خانيونس، وشقة أخرى عند تقاطع شارع الجلاء مع العيون بمدينة غزة، ومنزلًا لعائلة شاهين في تل الزعتر شمال القطاع، ومنزلًا على شارع صلاح الدين في النصيرات.

كما تعرضت منطقة قيزان النجار بخانيونس والصفطاوي بغزة لقصف مكثف من طائرات الاحتلال، استهدفت منازل المواطنين ودمرت الطرق، وأدت لوقوع شهداء وإصابات، بالإضافة لغارات جوية على محيط الإدارة المدنية شمال قطاع غزة.

من جانبه تحدث مراسلنا في شمال قطاع غزة، عن استهداف طائرات الاحتلال لـ "هدف" في شارع الشيماء ببلدة بيت لاهيا، سبقه قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أراضي ومنازل المواطنين شرق بيت حانون، إلى جانب استهداف مناطق أخرى بغارات جوية متتالية.

وواصل طيران الاحتلال قصف منازل وشقق سكنية وأهدافًا أخرى خلف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني على "دوار زمو" بجباليا البلد، إلى جانب استهداف مقر الإدارة المدنية.

وأفاد مراسلنا بأن طيران الاحتلال الحربي قصف مركز شرطة بيت حانون شمال قطاع غزة، واستهدف بغارات متتالية "شارع زمو" في معسكر جباليا.

ونوه إلى أن طائرات الاحتلال الحربية شنّت سلسلة غارات على شارع السكة، شرق مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة.

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن طيران الاحتلال استهدف مركبة إسعاف فلسطينية أثناء إخلاء مصابين بجوار أبراج الكرامة، ما أدى لاستشهاد اثنين من المواطنين وإصابة مُسعفَيْن بجراح متفاوتة.

وأصيب عدد من المواطين في قصف إسرائيلي لمنطقة القرم، شرقي جباليا، شمال قطاع غزة، وفق ما أفاد مراسل "وكالة سند للأنباء".

وشنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات غربي مدينة غزة واستهدف بشكل متواصل منطقة شارع الرشيد غربًا قرب الميناء، وواصل غاراته على بيت حانون شمالي قطاع غزة، تزامنًا مع قصف جوي قرب مسجد حمزة بالنصيرات، وآخر شرق البريج.

وذكر سكان محليون، أن مدفعية الاحتلال استهدفت أراضٍ زراعية شرقي مدينة غزة بعشرات القذائف، إلى جانب تعرض "شارع زمو" في معسكر جباليا لقصف عنيف (حزام ناري).

بدورها، صرحت وزارة الداخلية والأمن الوطني بأن جيش الاحتلال نفذ غارات عنيفة ومتواصلة شرق جباليا، شمالي قطاع غزة، استهدف خلالها منازل المواطنين والشوارع، موقعًا عدة إصابات مباسرة بين المواطنين.

ونوه مراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أن طيران الاحتلال استهدف منزلًا لعائلة مطر في سوق الشيخ رضوان.

وأضاف أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف عمارة الدوحة، وسط مدينة رفح، والتي تحتوي على مقر للبنك الوطني الإسلامي ومكتب بريد رفح ومكتب "سمارت ميديا" للخدمات الإعلامية.

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، شهدت منطقة الكرامة شمالي غربي مدينة غزة قصفًا جنونيًا، وقالت وزارة الداخلية، إنّ طائرات الاحتلال ومدفعيته تقوم بتدمير الحي بسيل من الغارات المتواصلة، مؤكدةً وجود أعداد من الشهداء والجرحى.

وأشارت الداخلية في بيانٍ لها، إلى أنّ سيارات الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على الوصول للمنطقة بفعل كثافة الغارات وتدمير الطرق المؤدية.

وفي الأثناء، ذكر شهود عيان من مكان القصف أنّ "المنطقة تعرضت لإبادة بعشرات الغارات الإسرائيلية التي شكلت حزاماً نارياً واسعاً، وطالت المنشآت السكنية والطرق".

وأجمعوا أنّ طائرات الاحتلال استخدمت قنابل الفسفور الأبيض ضد المنطقة، كما أنها استخدمت القنابل الارتجاجية، وسُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة، وشُوهد دخانًا متصاعدًا ولهيبًا متوجهًا بالمكان.

وأفاد مراسل "وكالة سند للأنباء" في وقتٍ سابق من مساء الثلاثاء، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منازل لعائلتي "البغدادي" و"البحطيطي" قرب مفترق طموس بحي النصر غرب غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.

واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا آخر في شارع "أبو عريف" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، نتج عنه استشهاد أكثر من 10 شهداء، وفقدان آخرين.

فيما استهدف طيران الاحتلال موقع صلاح الدين بالقرب من مفترق نتساريم بالمحافظة الوسطى.

وسبق ذلك، تعرض شمال قطاع غزة لسلسة غارات متتالية، استهدفت عدة أهداف في أكثر من منطقة، سُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة، والحديث يدور عن سقوط منازل فوق رؤوس سكانها.

ولفت مراسلنا أنّ طائرات الاحتلال قصفت منزلًا لعائلة "أبو رواع" ومسجد "الإمام علي" في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والأنباء تتحدث عن وقوع مجزرة حقيقية خلّفت شهداء وجرحى.

وسبق أن استهدف الاحتلال خلال الأيام الماضية 9 مساجد، في مختلف محافظات قطاع غزة، أسفرت في مجملها عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، ودمار واسع بالمنازل المحيطة.

وشنّت طائرات الاحتلال غارة عنيفة شمال رفح جنوب قطاع غزة، وقصفت شقة سكنية في حي تل السلطان غرب رفح، فيما شنت غارة على منطقة قيزان النجار بخان يونس جنوب قطاع غزة، وقصفت شقة سكنية في حي الأمل في مدينة خانيونس.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية في وقتٍ سابق من عصر اليوم، منطقة جبل الريس شرق التفاح، وعدة منازل لعوائل آمنة في وسط وشمال وجنوب وغرب قطاع غزة، غالبيتها دون إنذار مسبق؛ ما خلّف عددًا من شهداء والجرحى.

تزامن ذلك، مع قصف زوارق الاحتلال البحرية بشكلٍ عشوائي، شاطئ بحر قطاع غزة، كما تعرض الشريط الحدودي لقصف مماثل بعشرات القذائف.

وأكد جيش الاحتلال، أنه استخدم مئات الأطنان من المتفجرات خلال الغارات على التي شُنت على آلاف المناطق في قطاع غزة، فيما أظهرت مقاطع مصورة استخدام القنابل الفسفورية ضد أهداف بالقطاع وهي أسلحة حارقة ومدمرة، محرمٌ استخدامها دوليًا، كما يستخدم القنابل الارتجاجية في غاراته.

دمار غير مسبوق وأعداد النازحين في تصاعد..

وتُشير معطيات حكومية، إلى أنّ طائرات الاحتلال دمرت 168 مبنى سكنيًا منذ بدء العدوان، و1009 وحدات سكنية بشكل كامل، فيما تضررت 12 ألفًا و630 وحدة سكنية بشكلٍ جزئي، حتى منتصف اليوم الرابع للعدوان.

هذا وقد تسبب العدوان بنزوح أكثر من 187518 شخصًا من منازلهم في قطاع غزة، جراء عدوان الاحتلال المتواصل منذ أربعة أيام، والعدد مرشح للارتفاع، وفق ما أوردته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

وذكرت "أونروا" أنّ 137500 نازح يقيمون في 83 مدرسة تابعة لها، في كل مناطق قطاع غزة، فيما لا يزال الآلاف مهجرين، مؤكدةً تزايد أعداد النازحين الباحثين عن مأوى في مدارسها، مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.

وتقدم "أونروا" وجبة غذاء واحدة ومياهاً للنازحين ومواد طبية ودعماً نفسياً، لكن ذلك قد يتوقف في أي لحظة، خاصة بعدما فرضت سلطات الاحتلال حصاراً شاملاً على قطاع غزة يتضمن إغلاق المعابر كافة، وقطع الإمدادات الكهربائية والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع.

يُتبع..