الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خلال الحرب على غزة..

الصليب الأحمر.. إذعان لأوامر الاحتلال يقترب من التواطؤ

حجم الخط
7698963_1699641142.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

في يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت قوافل سيارات الصليب الأحمر والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة، تشق طريقها باتجاه خانيونس جنوب القطاع، في استجابة فورية للإنذارات التي وجهها لها جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء المنطقة الشمالية من القطاع.

وشكل ذلك إعلانًا رسميًّا من تلك المنظمات عن وقف خدماتها الصحية والإغاثية والإنسانية بشكل كامل في الشمال، وترك أكثر من مليون نسمة عرضة للإبادة المفتوحة بلا حساب.

واستقرت تلك المنظمات الدولية في خانيونس، وبدأت عملياتها في جنوب قطاع غزة حصرًا، عبر إقامة المخيمات، ورعاية النازحين في مدارس الأونروا، وفق ما تيسر لها من مواد إغاثية وغذائية واحتياطيات من الوقود.

واكتفت بإطلاق نداءات بين الحين والآخر، تحذر فيها من الوضع الكارثي الذي يشهده قطاع غزة نتيجة العدوان، دون أي مبادرة أو جهد على الأرض تجاه من اختاروا البقاء في منازلهم شمال غزة.

وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ارتكب الاحتلال مجزرة مستشفى المعمداني بمدينة غزة، والتي أوقعت نحو 471 شهيدا ومئات الجرحى.

وهذا المستشفى تسلم الصليب الأحمر إحداثياته من وزارة الصحة وسلمها لجيش الاحتلال، مثل باقي المستشفيات في القطاع لتجنب استهدافها، علاوة على تأكيد الصليب الأحمر لإدارة المستشفى الذي ضم آلاف النازحين أنه محمي "بالقانون الدولي" ولن يتعرض للاستهداف.

حينما تُرك الشمال وحيدا

مع بدء الاجتياح البري، ركز جيش الاحتلال هدفه نحو مجمع الشفاء الطبي، المستشفى الأكبر في القطاع.

وبعد أيام من القصف الجوي العنيف الذي طال أجزاء من المستشفى والأحياء القريبة منه، أطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على المستشفى الذي كان يضم آلاف الجرحى والنازحين و650 مريضا و39 من الأطفال الخدج في الحضانات، إضافة للمئات من أفراد الطواقم الطبية الذين بقوا على رأس عملهم أكثر من 40 يومًا.

وتعرض مستشفى الشفاء، لاستهداف ألواح الطاقة الشمسية، وقصف مولدات الكهرباء ومبان داخلية، ومنع دخول الوقود وأي إمدادات غذائية أو طبية للمحاصرين داخله.

وكل ذلك وسط غياب كامل للمنظمات الدولية، وعلى رأسها الصليب الأحمر والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التي تمسكت بذريعة "عدم وجود التنسيق مع الاحتلال".

وانقسم عنوان المأساة الإنسانية التي خلفها الاجتياح البري إلى عنوانين رئيسيين؛ هما: الأطفال الخدج، والمدنيون المحاصرون.

وعن قرار جيش الاحتلال بالإخلاء القسري لكل الموجودين في مجمع الشفاء الطبي، قال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور منير البرش -في مداخلة مع قناة الجزيرة- إن 9 أطفال خدج قد استشهدوا نتيجة الحصار المتواصل وانقطاع الكهرباء عن الحضانات، فيما تواصل الطواقم الصحية اتصالاتها مع الصليب الأحمر للتنسيق لإجلاء هؤلاء الأطفال.

أيام طويلة من المناشدات التي أطلقتها وزارة الصحة وأطباؤها لإنقاذ الأطفال، لم تتجاوب معها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولم تطلق أي بيان عالمي يوضح حقيقة منع الاحتلال لإجلائهم.

وقال المتحدث باسم اللجنة، هشام مهنا في لقاءات صحفية: "إن نقل الأطفال الخدّج إلى مصر يتطلب تأمين الطرق واتفاق الأطراف المختلفة على هذا الأمر، وإلى الآن ليست لدينا إمكانيات لنقل الأطفال الخدج لمصر".

سوابق خزاعة والشجاعية

الدور السلبي العاجز الذي أظهره الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية في هذه الحرب على قطاع غزة، لم يكن جديدا، بل أعاد للأذهان حوادث مشابهة في حرب عام 2014.

ففي فجر يوم الأحد الموافق 20 يوليو/ تموز 2014، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة الشجاعية شرق غزة، وشنت الطائرات الحربية وبطاريات المدفعية موجات عنيفة من القصف المتواصل لساعات على الحي المكتظ بالسكان، موقعة 75 شهيدًا ومئات الجرحى.

وُصفت المجزرة في حينها بأنها الأقسى في القطاع منذ سنوات، فيما كانت من خلف الأنقاض وسحب الدخان الكثيف تتعالى الاتهامات للصليب الأحمر بخذلان السكان وتركهم وحدهم في مواجهة الموت.

وطوال ساعات من الاستغاثات والاتصالات على أرقام الطوارئ التي أعلنت عنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كان إغلاق الخطوط الهاتفية وعدم الرد أو التذرع بعدم وجود تنسيق مع جيش الاحتلال لدخول طواقم الصليب الأحمر لانتشال الجرحى والشهداء وإخلاء المدنيين، هو الجواب الوحيد الذي يتلقاه من أسعفهم الحظ بإجراء المكالمات الأخيرة دون جدوى.

وفي قرية خزاعة شرق محافظة خانيونس، تكرر الأمر مجددًا فجر الأربعاء الموافق 25 يوليو/تموز 2014 مع ارتكاب جيش الاحتلال مذبحة رهيبة بحق السكان في داخل القرية الحدودية.

"الصليب الأحمر تآمر علينا مع الجيش الإسرائيلي، قام بتجميعنا في منطقة محددة وتركنا عرضة للقتل بدم بارد، ولقمة سائغة للجيش"؛ بهذه الكلمات استذكر نسيم تمام من سكان خزاعة لـ"الجزيرة نت"، أحداث المجزرة الدموية التي شهدتها قريتهم، والتي استمر فيها القصف الجوي والبري لساعات دون السماح بدخول سيارات الإسعاف.

الانتقادات الواسعة التي طالت الصليب الأحمر في حينه، والاتهامات الواضحة من ضحايا مجازر الاحتلال للجنة الدولية، بالتواطؤ المباشر مع الجيش الإسرائيلي، دفعت رئيسها في الأراضي المحتلة، جاك دي مايو إلى كتابة رسالة اعتذار باردة، حملت في سطورها ألف عذر، في محاولة تبرير تقاعس المنظمة الدولية عن واجبها.

وحملت الرسالة عنوان "لا عجب أن يغضب الغزاويون.. الصليب الأحمر لا يستطيع حمايتهم"، وجاء فيها "كان ضربا من الجنون أن تحاول إنقاذ الناس دون ضمانات أمنية".

يضيف دي ماتيو: "الغضب مزعج ولا نستحقه ولكننا نفهمه، إننا نبذل أقصى الجهود الممكنة، ويخاطر موظفونا بحياتهم لإنقاذ من يمكن إنقاذهم ولكن لا نستطيع نحن إنهاء النزاع، حاول عدد كبير من الغزاويين الاتصال بنا هاتفيا، وكان مركز الهاتف في مكتبنا عاجزا".