الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي

بالفيديو في غزة... حرب تجويع بإشراف الأمم المتحدة

حجم الخط
تجويع.jpg
رفح - خاص وكالة سند للأنباء

تحولت حديقة عامة في جنوب قطاع غزة إلى نقطة انتظار مروعة بالنسبة لأرباب الأسر الفلسطينية بانتظار الحصول على الطحين (دقيق القمح) الغذاء الرئيسي لسكان القطاع الذين يواجهون العدوان الإسرائيلي منذ 59 يوما.

وبين طوابير طويلة للرجال والنساء في أرجاء الحديقة في ساعات النهار ومكان للنوم والاسترخاء خلال ساعات الليل بانتظار الحصول على تذكرة دخول إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.

برنامج جديد 

واعتمدت الأونروا برنامجا لتوزيع الطحين مجانا على الأسر الفلسطينية بشكل متسلسل وفق عدد أفراد الأسرة الواحدة في جنوب وادي غزة فقط قبل ثلاثة أسابيع.

ومنذ ذلك الوقت، يتدفق عشرات الآلاف على مقرات الأونروا لكن المئات من المحظوظين يفوزون بالحصول على كيميه قلية من دقق القمح.

ويقول فلسطينيون ينتظرون في طوابير كثيفة للأسبوع الثالث على التوالي إنهم سئموا من النظام المعتمد في توزيع الطحين، وأن المئات أمضوا خمسة أيام بليليهم أمام مقرات الأونروا من أجل الظفر بالطعام لعائلاتهم لكن دون جدوى.

وقال محمود الهندي وهو يلتحف بطانية تحمية من البرد: "هذه ثالث ليله أنامها هنا، فش في بيتي ولا سفة طحين وعندي سبعة أطفال بدي اطعميهم".

وأضاف الهندي وهو نازح من غزة إلى رفح "هذه ليس حياة هذا إذلال وإهانة... لازم يفرجوا عن الطحين للناس حتى يأكل أطفالها".

وانقلبت حياة الفلسطينيين في غزة رأسا على عقب، وسط اشتداد القصف الإسرائيلي برا وبحرا وجوا، وحرب تجويع هي الأشد في التاريخ تمارس ضد 2.3 مليوني فلسطيني في القطاع.

وفرضت إسرائيل منذ بدء العدوان إغلاقا كاملا على قطاع غزة، شمل وقف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ثم عمدت إلى حظر إيصال أي إمدادات إنسانية لمناطق شمال القطاع ومدينة غزة.

وبدأت الأونروا في توزيع الدقيق على الأسر المكونة من سبعة أفراد. وخلال الأيام الثلاثة الماضية استلم حوالي ألفي فلسطيني فقط حصصهم من الطحين في رفح، وفق بيانات الأونروا.

طوابير 

وتقول سيدة نازحة من بيت حانون في رفح عرفت نفسها بأم أحمد "كل يوم نقف في الطابور وبالآخر بحكولنا (يخبرونا) خلص الطحين تعالوا بكرا".

وتضيف "زوجي بنام في الليل هنا وأنا أقيم في النهار هنا منذ أسبوع وللأسف فشلنا في الحصول على الطحين".

وتابعت "البحث عن الطحين أصبح الهم الأكبر لكل أب أو أم فلسطينية. أطفالنا يتضرعون جوعا في مراكز الإيواء والشوارع".

ويشرف أفراد من الشرطة الفلسطينية على تنظيم عملية الصرف لكن صلاحيات توزيع الدقيق من مسؤولية موظفي من الأونروا فقط.

وقال محافظ شرطة رفح العميد رياض القاضي لوكالة سند للأنباء: "إن الشرطة تبذل جهودها من أجل تنظيم الناس لكن ليس لديها أي صلاحيات بشأن توزيعه".

وأضاف أن الأقبال الشديد من السكان وخصوصا النازحين من غزة وشمال القطاع سببا حالة من الضغط الشديد ونعمل على تفكيكه شيء فشيء ".

وأكد العميد القاضي أن مختلف أجهزة الشرطة في رفح تواصل تكثيف جهودها في مراقبة الأسواق ومكافحة الاحتكار وتجار الحروب وتراعي أن ما يحصل لشعبنا هو حرب تجويع يقف خلفها الاحتلال وبإشراف الأمم المتحدة.

وتمارس إسرائيل منذ بدء عدوانها على قطاع غزة سياسة التجويع كأداة للإخضاع، بما في ذلك قطع كافة الإمدادات الغذائية وقصف وتدمير المخابز والمصانع والمتاجر الغذائية ومحطات وخزانات المياه.

ودقيق القمح يمثل الغذاء الرئيس لسكان القطاع، مع ارتفاع أسعار الخضروات واللحوم في الأسواق بشكل غير مسبوق.

حرب تجويع 

وفي مدينة خانيونس ومخيمات مثل دير البلح والنصيرات والبريج والمغازي، يعاني السكان أيضا من أجل استلام حصصهم من دقيق القمح في ظل القصف الكثيف والتوغل البري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتقول سمر شاكر -وتقيم في مخيم النصيرات-: اليوم معظم البيوت ما فيها طحين والأونروا بتقول فئات. ونحن نقول لهم نريد طحين من أجل أن يحيى أطفالنا.

وتضيف شاكر أنها اضطرت قبل أيام إلى شراء 7 كيلو من دقيق القمح فقطا مقابل مائة شيكلا (3.7 الدولار).

وتشير إلى أن أسرتها مكونة من ستة أفراد ولا يزال دورها الأسبوع المقبل ولا تعرف ماذا ستأكل عائلتها خلال الأيام القادمة.

الاحتلال يوسع مساحة التجويع الشامل

في هذه الأثناء، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه ينظر بخطورة بالغة لتعمد "إسرائيل" توسيع حظر توريد الإمدادات الإنسانية إلى مناطق واسعة في قطاع غزة في إطار الحرب المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بما تتضمنه من استخدام التجويع كسلاح للنيل من المدنيين.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم الاثنين، تلقت وكالة سند للأنباء نسخة منه، أن جيش الاحتلال عمد خلال 48 ساعة الماضية إلى عزل محافظة وسط قطاع غزة إلى حد كبير عن مناطق الجنوب، من خلال منع التنقل وحظر توريد أي إمدادات إنسانية بما في ذلك الغذاء والمياه الصالحة للشرب.

وفي اليومين الماضيين اقتصر تقريبا دخول الإمدادات الإنسانية – على قلة كمياتها- على محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة وتضمنت عمليات توزيع محدودة للمساعدات، خاصة الطحين والمياه، بينما في محافظة خان يونس المجاورة، توقف توزيع المساعدات إلى حد كبير بسبب شدة هجمات إسرائيل.

ومنذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة يوم الجمعة الماضي- بعد هدنة إنسانية مؤقتة استمرت أسبوعا- أوقفت كليا توريد أي إمدادات إنسانية إلى مدينة غزة وشمالها، علما أن هذه المناطق يعزلها جيش الاحتلال منذ أكثر من شهر في إطار عمليات التوغل البري.

وتقلص عدد شاحنات المساعدات الإغاثية القادمة عبر معبر رفح مع مصر منذ انتهاء التهدئة الإنسانية المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل صباح الجمعة الماضية.

ودخلت 155 شاحنة فقط قطاع غزة على مدار اليومين الماضيين فقط.

ودعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، إلى حماية المدنيين واحترام قوانين الحرب.

وأضافت، خلال زيارة ميدانية لقطاع غزة للصحافيين، أن مستوى المعاناة الإنسانية لا يطاق ومن غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن في غزة.

وأشارت إلى أنه لا توجد استجابة إنسانية كافية حاليا في ظل الحصار العسكري القائم على غزة.

واستشهد 15 ألفا و899 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، 70 % منهم من الأطفال والنساء وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة اليوم.