الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

محلل إسرائيلي: حرب غزة باتت وسيلة لشيء بعيد عن أهدافها المعلنة

حجم الخط
عمليات للاحتلال.webp
رام الله – وكالة سند للأنباء

قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن "إسرائيل" تواجه مشكلة في تحديد أولوياتها من الحرب على قطاع غزة، ما عكس حالة من التشاؤم والاستياء على المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

وأضاف برنياع في مقال له اليوم، أن حرب غزة جرت منذ اليوم الأول وفق أهداف لا تتطابق مع الواقع، ومنذ أن حدد نتنياهو هدفه تدمير حماس حتى آخر "حماستاني" أدرك الجيش أن هذا هدف لا يمكن تحقيقه، بل سيعود إلى قيادة الجيش كلائحة اتهام في لجان التحقيق، ولهذا السبب أعادت قيادة الجيش صياغة الأهداف.

ولا تتمثل أهداف الجيش بإبادة حماس أو تصفيتها، وإنما تفكيك قدراتها فقط، حسب المحلل الإسرائيلي، وإن بدا أن الفرق بين هدف الجيش وهدف نتنياهو "لا يُذكر"، إلا أن هذا الفرق في الميدان قاعدة لا تُهمل.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال، ومنذ بداية الحرب، يناور بين هدفين: تصفية كبار المسؤولين وتدمير مستودعات الأسلحة والذخائر وتفجير الأنفاق، وكل هذا يتماشى مع هدف التفكيك الذي اعتمده الجيش.

أما هدم أكثر من نصف مباني قطاع غزة وتهجير ما يقرب من مليوني شخص، فهو يتماشى مع هدف وحلم نتنياهو بالإبادة.

وبين برنياع أنه في البداية، لم يذكر أحد "عودة المحتجزين" كأحد أهداف الحرب مطلقاً لكنه هدف أضيف لاحقاً.

ومنذ إضافته صعد وهبط حسب الحاجة له في وسائل الإعلام، فالدعم الذي يقدمه مجلس الوزراء لجهود المفاوضين يعتمد على اعتبارات سياسية، والآن هناك دعم كامل لعقد صفقة تبادل أخرى ستسهل على نتنياهو تسويق الانتقال إلى المرحلة القادمة من الحرب من دون أي إنجازات يمكنه التلويح بها.

وشدد برنياع على أنه ومنذ البداية ظهر تناقض واضح بين الحاجة إلى صفقات التبادل والرغبة في تدمير حماس والقضاء عليها، فمن يريد التدمير لا يميل ولا يفكر بالتفاوض وعقد الصفقات.

ويعتقد المحلل أن الجيش وجد طريقة لحل هذا التناقض عبر تعبير أن "الضغط العسكري من شأنه أن يخفف من موقف السنوار المتعصب"، وحتى هذا الأمر بات مشكوكا في نجاحه اليوم، وفق تعبيره.

ويضيف "أعلم أن الكثيرين لا يحبون التشكيك في خضم الحرب، وأنه يجب توحيد الصفوف، لكن إطلاق النار مستمر منذ شهرين ونصف، وإذا كان الأمر يعتمد على نتنياهو، فسيستمر إطلاق النار لسنوات قادمة، والمختطفون لا زالوا هناك، ووضعهم يزداد سوءاً".

ويعتقد برنياع أن المستوى السياسي في "إسرائيل" لا يتسم بالعقلانية، ولو كان كذلك لحدد أهدافا قابلة للتحقيق؛ كتهيئة الظروف لعودة المحتجزين، وتفكيك القدرة العسكرية والحكومية لحماس، وإعادة الشعور بالأمن لجميع سكان المستوطنات في غلاف غزة والحدود اللبنانية.

وأيضا لشملت أهدافه إعادة تأهيل المستوطنات، وتهيئة الظروف لتشكيل حكومة بديلة في غزة.

وفي نهاية الأسبوع، ضربت المهام الزائدة والأهداف غير المنطقية الجيش بقوة كبيرة، حيث قتل 14 جندياً يومي الجمعة والسبت، في شمال القطاع الذي لم يتم "تطهيره" والسيطرة عليه بشكل نهائي بعد.

وأيضا في مخيمات اللاجئين وسط القطاع وفي الأحياء الشرقية لمدينة خانيونس، قتل الجنود بتفجير عبوات ناسفة وفي مواجهات وجها لوجه مع المسلحين.

لقد كان الثمن باهظا، يقول المحلل السياسي، لكن كان من السهل تحمله لو كان واضحاً ما يساهم به لتحقيق أهداف الحرب، وكيف أن هذا الثمن يُدفع في سبيل الاستقرار واستعادة الأمن.

لكن القضاء على خلية أخرى من خلايا حماس، أو تفجير نفق آخر، لن يغير الواقع في قطاع غزة، "ولذلك لقد حان الوقت للعودة إلى الواقع والكفاح من أجل ما هو مهم".

ويضيف "الكل يعرف ماذا يريد نتنياهو من مواصلة الحرب بهذا الحجم، لكن السؤال هو ما الذي يريد بيني غانتس وغادي آيزنكوت تحقيقه؟".

وخلص برنياع إلى أن الحرب على غزة ليست غاية في حد ذاتها، بل باتت وسيلة لشيء ما بعيداً عن أهدافها المعلنة.