الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو آلة حرب الاحتلال تدمر السلة الغذائية لسكان غزة

حجم الخط
صورة واتساب بتاريخ 2024-01-10 في 17.26.05_43d9609c.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

خاط المزارع عيد حجازي كثير من الفتحات سببتها غارة إسرائيلية في سقف وجدران دفيئات زراعية يمتلكها في رفح، على أمل حماية محصول الزراعي من التلف، مع انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الوقود والسماد والمبيدات وشح المياه.

وتشن إسرائيل حربا على غزة هي الأكثر دموية وتدميرًا في العصر الحديث، وسط حالة من القتل والترويع والتجويع للسكان المدنيين في القطاع.

لكن حجازي كان من المزارعين الأوفر حظا وسط استمرار آلة الحرب في تدمير البنية التحية والأحياء والمنازل وعشرات الآلاف من الدونمات الزراعية في مختلف محافظات غزة الخمسة، والتي تشكل مخزون السلة الغذائية للسكان الموجعين والذاهلين.
وقصفت قوات الاحتلال مئات الدفيئات الزراعية وجرفت مئات الدونمات الزراعية خلال عدوانها المتواصل منذ 96 يومًا في قطاع غزة، في حين تمنع بنيران طائراتها ودباباتها المزارعين من الوصول للأرض التي سلمت من القصف.

السلة الغذائية صور.jpg 2.jpg
 

رحلة كفاح 

فعبد أسابيع من إعادة تركيب جدران بديلة لدفيئات وحياكة كثير من الفتحات، يكافح حجازي مع أشقائه في رشح وتقليم محصول البندورة (الطماطم) والخيار والفلل بالمبيدات وريه في أوقات محددة على أمل الوصول إلى موسم الحصاد.

ويقول مزارعون فلسطينيون: إن الحرب الإسرائيلية هي نكبة مركبة ضد القطاع الزراعي بسبب استمرار استهداف الأراضي والدفيئات الزراعية في مختلف مناطق القطاع.

وقال حجازي وهو يشير إلى أشتال البندورة التي غرسها قبل أيام "هذه الدفيئة كانت جاهزا للزراعة الشهر الماضي لكن لما قصفوا بيت عمي تدمرت جدرانها وسقفها. الحمد لله ربنا أكرمنا وعمرناه وزرعنا المحصول من جديد".

وأضاف المزارع الفلسطيني وهو يشير إلى فتحات أعلى دفيئته سببتها شظايا صاروخ إسرائيلي "كثير من الفتحات سكرناها وأخرى لا نستطيع في ظل ارتفاع أسعار النيلون والشوادر الزراعية في هذه الأيام".

ويشير حجازي لوكالة سند للأنباء إلى أن تلك الفتحات تهدد المحصول وتجبر المزارعين على تكثيف رش المحصول بالمبيدات لضمان عدم تلفه جراء تسرب الفيروسات إلى الداخل.

وينظر الرجل وأشقائه أخر الشهر الجاري بفارغ الصبر لقطف محصول البندورة من إحدى الدفيئات، وقال: "هذه الدفيئة كان الأقل ضررا ونأمل أن تعوضنا بعض الخسائر".

دفيئات زراعية 

ويعتمد سكان قطاع غزة على الدفيئات الزراعية والأنفاق الأرضية في الزراعة لتغطية احتياجات السكان من الخضار، وأصبح القطاع الزراعي أحد أكثر القطاعات جذبا للأيدي العاملة في مواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 17 عاما.

وعلى مدى أربعة عقود من الزمن زرع الفلسطينيون في غزة جميع أنواع الخضروات والفراولة في دفيئات زراعية، وكثير من زراعتهم جرى تصديرها للضفة الغربية وللأسواق الخارجية.

وقال أبو خالد حجازي من وسط دفيئة زراعية "اليوم المزارع في غزة بيعاني من انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات والمبيدات الزراعية ولوازم الدفيئات".

وأضاف الرجل وهو في الخمسينات من عمره أثناء تقليم أشتال الخيار أن "رغم ارتفاع أسعار الخضروات إلا أن تكلفة الزراعة مرتفعة في ظل عدم توفر الكهرباء وصعوبة الحصول على مياه الري".

وتابع "أنا ربنا كرمنا ومحصولي باق لكن غير من المزارعين دمرت دفيئاتهم بفعل القصف أو جراء دهسها من دبابات الاحتلال خصوصا في المناطق الشرقية".

استشهاد مزارعين  

وفي هذه الأثناء، أعلن مدير مستشفى أبو يوسف النجار أن ثلاثة مزارعين استشهدوا اليوم الأربعاء جراء قصف إسرائيلي استهدفهن شرق رفح.

وقال أقارب المزارعين إنهم كانوا يتفقدون زراعتهم في شرق المدينة واثنين منهم كان يجمعان الحطب لنقل إلى أسرهم التي تقطن في خيام غرب المدينة.

وأصبح الوصول إلى المناطق الشرقية والشمالية من مدينة رفح رحلة محفوفة بالمخاطر.

وقال المزارع صبحي أبو شريقي إنه توقف عن الوصول إلى مزرعته البالغة 30 دونما وتقع بالقرب معبر كرم أبو سالم منذ انتهاء الهدنة الإنسانية في بداية الشهر الماضي.

وأضاف أبو شريقي أنه كان يمني النفس في أن يتمكن في بذر حبوب الشعير والقمح في أرضه لكن استمرار القصف وإطلاق النار على المزارعين منعه من ذلك.

وتعد المناطق الشرقية من مدينة رفح وخان يونس بمثابة السلة الغذائية لمحصول الخضروات حيث يعتمد السكان على الزراعة في تلك المناطق سواء في الأراضي المفتوحة أو داخل الدفيئات البلاستيكية.

أرقام صادمة 

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة لأغراض الإنتاج نحو 180 ألف دونم، بينها 100 ألف دونم مخصصة لإنتاج الخضراوات الحقلية وفق بيانات وزارة الزراعة. 

وخلال الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي، دمر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر من 50 ألف دونم زراعي بشكل مباشر في مختلف المناطق داخل غزة ولا سيما في مناطق شمال القطاع وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقال مدير عام بالمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "أوقعت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة أضرارا فادحة على الواقع الزراعي وبشكل غير مسبوق".

وأضاف الثوابتة لوكالة سند للأنباء أن الكثير من المحاصيل الإنتاجية تضررت تسويقيا ولحقت بها أضرار فادحة، بعد تعرضها للتلف، أو التجريف، مثل محاصيل الجوافة، والبلح، والزيتون، ودفيئات الفراولة.

وقدر الثوابتة الخسائر الأولية التي أصابه القطاع الزراعي جراء الحرب بمئات ملايين الدولارات، لافتا إلى أن هذا التدمير انعكس بالسلب على المواطن الفلسطيني جراء ارتفعت أسعار الخضروات بشكل كبير.

وباتت العديد من المحاصيل الزراعية ضحية الحرب المتواصلة، حيث أبيدت مساحات زراعية بفعل القصف والتجريف، علاوة على فساد مواسم زراعية مثل حصاد الزيتون وبذر القمح والشعير والبطيخ.

خطر المجاعة 

ووصف منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية، نهى الشريف ما يجري في غزة بأنه مجزرة إسرائيلية ضد البشر والشجر والحجر.

وقالت الشريف لوكالة سند للأنباء إن عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية دهستها آلة الخرب الإسرائيلية دون رحمة أو سقفه ما يهدد بوقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزة.

وفي أسواق غزة ارتفعت أسعار الخضروات والدواجن واللحوم الحمراء بشكل كبير في ظل انخفاض العرض وزيادة الطلب.

وقال البائع رياض خليفة من سوق رفح المركزي إن "الحرب تسببت في ارتفاع أسعار جميع احتياجات السكان الخضروات والفاكهة وأجرة النقل والعقارات".

ونتيجة تدمير السلة الغذائية غزّة بكوارث غذائية، والقيود المفروضة على دخول الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية غلى قطاع غزة، فإن سكانه  (2.3 مليون نسمة) يعيشون مجاعة حقيقية، تزداد بشاعتها شمال وادي غزة.