الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

في خيام التهجير بغزة .. صمود ونساء تروي حكايات المعاناة

حجم الخط
مسنة فلسطينية.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

في كل زاوية معاناة، وتحت كل خيمة قصة ألم، أبطالها صامدون ينتظرون لحظات الفرج بعد أن تكالبت عليهم الدنيا بأسرها لتقتلعهم من أرضهم.

الفلسطينية راوية سليمان أبو كريم (60 عامًا)، سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، اجتمعت عليها جملة أثقال صعاب، بدءا من مرض السرطان، مرورا بالنزوح المتكرر، إلى قصف البيت واستشهاد عدد من أفراد أسرتها.

المعاناة مع السرطان

وتروي أبو كريم -في شهادة لها نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان- كيف بدأت معاناتها مع السرطان قبل عامين ونصف لتبدأ رحلة علاج بجرعات الكيماوي، وذهبت إلى الضفة الغربية وكان يفترض أن تكون تتوجه في 24/10/2023، إلى مستشفى المطلع، ولكن جاءت الحرب الغاشمة على غزة، ولم تستطع أخذ العلاج لتزداد أوجاعها التي تغذيها أيضًا حالة القصف التي لا تتوقف.

تروي بمرارة، كيف فشلت في السفر رغم ورود اسمها في كشف المسافرين عبر معبر رفح لعدد من مرضى السرطان، تقول: بسبب الحرب وقلة المواصلات ذهبنا متأخرين إلى المعبر المصري ولم نستطيع السفر، وحاولت لاحقا تقريبا 4 محاولات للسفر كلها باءت بالفشل، ولا زلنا نحاول، حيث يوجد آلاف المرضى على قائمة السفر وعدد من يسمح بسفرهم محدود.

قصف المنزل 

محطة معاناة أكثر قسوة تلقتها المسنة أبو كريم عندما تعرض منزلها في 25/12/2023، للقصف في مخيم البريج للقصف، وكان يقيم فيه 3 عائلات تضم 12 فردا، مشيرة إلى أن القصف تسبب باستشهاد زوجة ابنها، إيمان محسين ابو منديل، وحفيدتها العنود سليمان القريناوي، 3 أشهر، وإصابة ابنها إصابة متوسطة.

ولم تتوقف المعاناة عند هذ الحد، ففي اليوم التالي ألقت طائرات الاحتلال منشورات تطالب سكان منطقتها بالنزوح إلى مناطق دير البلح ورفح، فاضطرت لمغادرة منزلها بحثا عن أمان غير موجود في قطاع غزة.

وقال: أعاني من مضاعفات مرض السرطان بسبب تأخير جرعات الكيماوي، حيث إنني لمدة 4 أشهر لم أتلق أي جرعة علاج. اليوم أعيش فقط على المسكنات التي أصلا غير موجودة بالصيدليات، وأنتظر صدور اسمي بكشوفات المرضى المسافرين للخارج لكي أكمل علاجي.


لا أمان في أي مكان

المسنة حامدة القرا، 67 عاما، سكان خزاعة شرق خانيونس تروي هي الأخرى في شهادتها التي نشرها المركز الحقوقي حول المعاناة من القصف والنزوح.

تقول: خرجنا من بيتنا في 10 أكتوبر الماضي، واضطررنا للنزوح إلى بيت أحد الأصدقاء، ظننا أنه ربما يكون أكثر أماناً في حي الأمل غرب خانيونس. مكثنا هناك أسبوعين نعاني من عدم توفير الماء والطعام أو حتى توفير الخشب البديل عن وقود الطهي.

نتيجة القصف الشديد للمناطق المحيطة للبيت الذي لجـأت إليه في حي الأمل في 25 أكتوبر، نزحت مرة أخرى إلى مستشفى ناصر ليصبح مركز الايواء الجديد.

وقالت: كنت أنام على أرض المشفى، وكانت هناك أعداد كبيرة من النازحين نعاني سويا الظروف نفسها. أنا كبيرة في السن ومريضة سكر وضغط، كنت أعاني الكثير بسبب الدخول الى الحمام، وتوفير الدواء الخاص بي، والنوم دون فراش أو مأوى يحميني من البرد.

وذكرت أنها لاحقا استطاعت الحصول على فراش النوم وعمل خيمة من النايلون لتقيها القليل من برد الشتاء هي وابنها وزوجته وطفليه.

تضيف: طوال نزوحنا بقينا نعاني جميع أشكال المعاناة في تأمين أساسيات الحياة، وكنت أعاني من المشاهد المتكررة لمسير الجنازات كل يوم كل ساعة بل كل دقيقة. أنا عاطفية أتأثر سريعاً أشاهد حسرة الفقد وبكاء الأمهات وبكاء الرجال خلال وداع أحبائهم.

وذكرت أنها شَهِدت على العديد من الجنازات تشييع الشهداء، بعضها لأكثر من 40 أو 50 شهيدا وأحياناً أكثر من ذلك بكثير.

وقالت: ما زلت موجودة في فناء مستشفى ناصر -الذي يتعرض للتهديد والخطر-، وأعاني من عدم توفير أساسيات الحياة، وأخاف من ذلك الصاروخ الذي يمكن أن يأتي في أي لحظة ليقتلنا حيث لا أمان بأي مكان في قطاع غزة.