الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

القصف يلاحقنا والبرد ينخر عظامنا

تقرير فلسطينية تروي شهادتها على المعاناة الناجمة عن الحرب والنزوح بغزة

حجم الخط
مخيمات النزوح.jpg
غزة وكالة سند للأنباء

بين فقدان الأحبة، ومأساة التشريد والتهجير القسري والقهر اليومي للحصول على الماء والطعام تتعدد معاناة الفلسطينية إيمان العسولي كنموذج لما يواجه مئات آلاف المهجرين في قطاع غزة.

تروي العسولي أن معاناتها بدأت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر الماضي "عشنا أجواء رعب وخوف خاصة أطفالي نتيجة كثافة الغارات والقصف الإسرائيلي، حيث لا تكاد تتوقف الغارات والانفجارات مع انقطاع التيار الكهربائي".

قصف المنزل

وقالت: أزمتنا الحقيقية بدأت في 12/10/2023، عندما قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة زوجي، وهو مكون من 4 طوابق، نسكن في الطابق الأخير منه، أنا وزوجي وأطفالنا الثلاثة، فيما يسكن في العمارة 3 عائلات من 11 فردًا.

وأوضحت في شهادة نقلها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن القصف جاء بعد أن جرى إنذارهم بالإخلاء مع أذان المغرب، وقالت: طلبوا منا إخلاءه خلال 5 دقائق. أسرعنا لمغادرة المنزل دون أن نتمكن من أخذ شيء، غادرنا أشبه بأعجوبة إذ أن أحد سكان المنزل فتاة من ذوي الإعاقة، من الارتباك لم نستطع أن نأخذ حتى أوراقنا الثبوتية، كنا نريد أن ننجو بحياتنا وننقذ أطفالنا".

وذكرت أنهم ذهبوا إلى منزل عائلة أهلها في منطقة أخرى بخانيونس، وبقوا هناك حوالي شهر ونصف. وأضافت: كنا نعاني من القصف المتواصل في كل مكان وانقطاع الكهرباء ونقص المياه ومعاناة الحصول عليها وعلى الطعام مع نفاد كل شيء تقريبا من الأسواق.

مسح من السجل المدني

وتابعت: في 23/10/2023، جاءت صدمة أخرى، فقد قصفت طائرات الاحتلال منزل شقيقي محمد، ما أدى على استشهاده مع زوجته وأبنائه الأربعة، منهم 3 أطفال، لتمسحهم من السجل المدني، ونجا له ابن واحد هو وابن شقيقتي الذي كان عندهم، ولكن كانت إصابات خطيرة لا يزالون يعانون منها للآن.

وأشارت إلى أنها فقدت أيضًا ابنة شقيقتها حنين، 29 عامًا مع طفلها سليمان الأغا، بعدما استشهدوا في 24/11/2023، إثر قصف الاحتلال منزلهم، واستشهد معهم عدد من المواطنين.

وقالت: كل يوم كنا نسمع عن قصف وشهداء من أقاربنا ومعارفنا، والحزن يؤلم قلوبنا، ونحن نحاول أن نتماسك، وننتظر لحظة استشهادنا".

نزوح للمرة الثانية

محطة معاناة أخرى عاشتها العسولي مع عائلتها، في 2/12/2023، عندما ألقت قوات الاحتلال منشورات على منطقة نزوحهم في السطر الغربي فاضطروا للمرة الثانية للنزوح وهذه المرة توجهوا إلى منطقه قيزان النجار جنوب خانيونس.

تقول: كان الأمر صعبا أن تجد وسيلة مواصلات. في أول يوم ذهبنا مشيا على الأقدام إلى أن وصلنا الى منطقه البلد، وجدنا بصعوبة عربة كارو يجرها حمار، وكانت معاناتنا إضافية لوجود فتاه على كرسي متحرك وهي من ذوي الإعاقة، حتى وصلنا إلى منطقه قيزان النجار.

كان الخوف الحالة الغالبة على أكثر الناس -وفق العسولي- لأنهم يخشون من قصف منازلهم ومن الصعب أن تجد من يستقبلك خاصة إذا علموا أن منزلك تعرض للقصف سابقا.

أطفال غزة.jpg

 

تتابع: جلسنا فترة في قيزان النجار وهي منطقة بعيدة عن الحاجات الضرورية للحياة، وكنا نجد صعوبة في الحصول على المياه والغذاء، وإن وجدناهم كانت الأسعار خيالية، ولكن ما كنا نبحث عنه هو الأمن والأمان فقط الذي كنا نفتقده نظرا لوجود حالات مرضية من أهل زوجي.

التهجير للمرة الثالثة

وذكرت أنهم عانوا مجددا من التهجير، ففي 21/12/2023 عادت قوات الاحتلال وألقت منشورات تهجير تجاه منطقة قيزان النجار.

وقالت: كان الأمر أشبه بالكارثة لعدم وجود بديل نذهب إليه، لكن توجهنا إلى منطقه المواصي بدون أن يكون معنا أي مستلزمات. جلسنا في غرفة مخصصة لتربية الطيور وبتنا ليلتنا الأولى فيها.

وتابعت: في صباح اليوم التالي خرجنا من المكان إلى مزرعة أخرى في منطقة المواصي، وفيها أقارب لنا وعددهم كبير جدا، وتمكنا من جلب خيمة وضعناها في تلك المنطقة، وهي لا تكفي لاستيعاب عددنا.

البرد ينخر عظامنا

تضيف: عندما يحل الليل يشتد البرد، وإذا كانت هناك امطار تزداد معاناتنا وتدخل علينا المياه. نفتقد إلى وجود حمام أو مياه إلاّ بصعوبة بالغة، كل عوامل النظافة الشخصية والاستحمام التي تعودنا عليها لم تعد موجودة.

وتابعت: هنا نعاني في الحصول على احتياجاتنا، لبعد المنطقة عن خانيونس البلد، ووسيلة مواصلاتها شبه معدومة حيث نضطر للذهاب لجلب أي أغراض أو مستلزمات من الطعام وغيره، علمًا أن ابنة عمي (والد زوجي) المريضة تحتاج إلى بامبرز نظرا لوجود إعاقة لديها، وهي تحتاج إلى مواد طبية وهي بالكاد نحصل عليها.

photo_5260612863859479168_y.jpg
 

وختمت بقولها: الأمور صعبة، ولا يوجد أي شيء من مقومات الحياة، فلا كهرباء ولا ماء ولا طعام كافٍ، والبرد ينخر عظامنا وعظام أطفالنا، وفوق كل ذلك، هناك قصف مدفعي ومن الزوارق يصل إلينا. حلمنا الوحيد في هذه اللحظة أن نستمع إلى خبر وقف إطلاق النار لنحاول أن نعود إلى حياتنا التي تدمرت كل نواحيها.