الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

القصف والنزوح والمرض ثلاثية تعمق المعاناة في غزة

حجم الخط
مخيمات النزوح.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

بإرادة صمود أسطورية مغلفة بكثير من الأمل وانتظار فرج الله، يصارع الفلسطينيون في قطاع غزة، للبقاء على قيد الحياة وسط الصعوبات المختلفة الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة عليهم منذ أكثر من 100 يوم.

ومن بين تداعيات كثيرة للحرب الإسرائيلية، تبرز ثلاثة أشكال للمعاناة تلخص مشهد المعاناة اليومية للسكان، وهي القصف اليومي، ومعاناة النزوح والمرضى مع عدم توفر العلاج.

معاناة مزدوجة

الفلسطينية عبير عبد الجليل الغلبان (32 عامًا)، متزوجة وأسرتها مكونة من 9 أفراد، سكان الزوايدة وسط قطاع غزة تروي معاناتها المزدوجة بسبب الحرب وصعوبات علاج طفلتها المريضة بالفشل الكلوي.

تقول: في أول أيام الحرب الإسرائيلية على غزة في 7/10/2023، وبعد قصف الاحتلال منزل مجاور لبيتنا اضطررنا لإخلاء منزلنا وتوجهنا إلى منطقة السوارحة (غرب مخيم النصيرات) حيث يوجد بيت لعائلة زوجي، والسبب خوفي الكبير على ابنتي إسلام خالد محمد الغلبان (9 سنوات) المريضة بالفشل الكلوي.

تتابع في شهاداتها -التي نقلها المركز الفلسطيني لحقوق الإسان-مع مرور الأيام وصعوبتها من قصف وتهجير، زاد عدد النازحين بالمنزل وزاد عدد الإصابات والمرضى بالمستشفى وأصبحت أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على علاج ابنتي، وكذلك علاج زوجي المريض بالسرطان. 

والطفلة إسلام هي ابنة يتيمة والدها توفي بمرض الفشل الكلوي، لذلك تخشى والدتها عليها من تكرار مصير والدها مع ما يحل بقطاع غزة.

طفلة تبحث عن غسيل الكلى

المعاناة الحقيقة التي بدأت تواجه الأم وطفلتها في الحصول على العلاج وجلسات غسيل الكلى نجمت مع كثرة المرضى ونزوح عدد كبير من مرضى الكلى إلى دير البلح.

تقول: أصبحت فترة غسيل الكلى مرتين بالأسبوع بمعدل ساعتين كل مرة وقبل الحرب كانت تغسل 4 مرات بالأسبوع 4 ساعات كل مرة.  وهذا أدى إلى تراجع حالة طفلتي الصحة، فبعد أن كانت تمشي أصبحت لا تستطيع المشي وفحوصاتها الدورية يوم عن آخر تتدهور، حيث إن فحص الدم وصل إلى 4 درجات بعد أن كان قبل الحرب 9 درجات. 

كما أن الأم تواجه معاناة عند نقل ابنتها للمستشفى للغسيل لعدم توفر إسعافات ومواصلات، فتضطر لنقلها على عربة كارو يجرها حمار يأخذ منا على كل مرة 50 شيقل (الدولار 3.8 شيقل).

ارتفاع أسعار العلاج والطعام 

وتشير إلى أنه وبسبب الحرب والحصار زاد سعر العلاج والأدوية الخاصة بابنتها، كانت قبل الحرب 40 شيكلا والآن أصبح سعرها 90 شيكلاً ومصاريف الطفلة أسبوعيا ما يقارب 1000 شيكل، مع صعوبة بالغة في الحصول على الأموال.
 
كما تشير إلى معاناتها في الحصول على طعام مناسب لطفلتها في وقت يعاني فيه الناس في قطاع غزة من صعوبة في الحصول على أي لقمة طعام.

تأمل الأم الفلسطينية من المؤسسات الإنسانية والرعاية الصحية أن تساعدها في نقل ابنتها للعلاج بالخارج "فكل يوم تسوء حالتها الصحية أكثر وأكثر".

طفل مريض بلا علاج

الفلسطينية ناريمان فهمي أبو شرخ (٣٢عاما)، تقدم هي الأخرى شهادتها حول معاناتها جراء الحرب التي فقدت فيها عددًا من افراد أسرتها دون أن تتمكن من وداعهم، وقلقها على حياة طفلها الذي يعاني من مرض التوحد.

تقول أبو شرخ: لدي أربعة أطفال، أحدهم مريض بطيف التوحد، وهو بحاجة لرعاية خاصة، وتقيم والدة زوجي ووالده معنا وهما كبيران في السن وبحاجة إلى رعاية لأن والدته مقعدة ومريضة.
 
تضيف: بعد إعلان قوات الاحتلال الحرب على غزة، بدأت أشعر بالخوف والقلق على عائلتي من القصف وظروف الحرب، فقد شهدت أكثر من عدوان على قطاع غزة وغالبا ما كان الضحايا من المدنيين. 

تداعيات العدوان بدأت تؤثر على عائلة أبو شرخ كما هو حال 2.3 مليون فلسطيني في غزة، فقد أغلقت قوات الاحتلال المعابر، وخطوط المياه التي تزود قطاع غزة وبدأت أسعار المنتجات بالارتفاع بشكل جنوني مع توافد الآلاف من النازحين من غزة وشمال غزة الى مدينة خانيونس، بعد اقل من أسبوع من بداية الحرب. 

تقول: بدأت أعاني في أعمال المنزل اليومية من إعداد الطعام والغسيل ومتابعة ابني الذي توقف عن برنامج التأهيل في إحدى المؤسسات الخاصة وبدأت حالته في التراجع، وفق شهادتها التي نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
تضيف: أصبح توفير المياه والخبز هم يومي مع عدم توفر الوقود والدقيق. وفي ساعات الليل لا أستطيع النوم من شدة الخوف من صوت الطائرات والقصف المتواصل، ومع قطع الاتصالات والانترنت أصبح من الصعب معرفة ما يحدث والاطمئنان على عائلتي وأقاربي.

واضطرت العائلة لاحقًا للنزوح من منزلها بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية فانقتلت إلى منزل شقيق زوجها في حي الأمل بخانيونس، بالتزامن مع قصفت طائرات الاحتلال عدة أبراج سكنية في المدينة ومع امتداد القصف هناك قررت العائلة النزوح إلى رفح وأقامت في خيمة في منطقة الحي السعودي.
 
تقول: ظروف الحياة سيئة وقاسية جدا في الخيمة، لم يكن معنا الفراش الكافي والأغطية، وكان النهار شديد الحرارة في الخيمة، والليل شديد البرودة وبشكل خاص على والدة زوجي وابني زين المريض بالتوحد، وقد أصيب أبنائي بعدة أمراض منها النزلات المعوية، ونزلات البرد. 

فقدان شهداء بلا وداع

محطة ألم جديدة عاشتها عندما تبلغت في 14/12/2023 من شقيقتها زهرة بقصف منزل شقيقتهما إيمان حيث لجأت والدتي وشقيقاتي إلى دير البلح وهو ما أدى إلى استشهاد ٩ منهم والدتها وشقيقها محمود وشقيقتيها أماني وآلاء وطفليها صهيب ومالك، وزوج إيمان، وابنها كريم وابنتها تالا.

لم تحتمل الخبر فأصيبت بالإغماء ودخلت في حالة من الصدمة. وقالت: كنت قبل ساعات أتحدث معهم وأبلغوني بأنهم يفكرون بالانتقال إلى رفح لشعورهم بالخوف لتواصل القصف على دير البلح. 

تضيف: شعرت بالألم ولم يكن باستطاعتي أن أودع أمي وإخوتي، حتى التواصل مع باقي إخوتي كان صعبا، ومجبرة على متابعة احتياجات عائلتي وأبنائي في الخيمة، والاهتمام بوالدة زوجي وأنا في حالة نفسية سيئة جدا ومتعبة جدا من هول الصدمة.

img.jpeg

 
بعد 5 أيام كانت العائلة مع موعد جديد للمعاناة، فقد تدهورت حالة والدة زوجها الصحية ونقلت إلى نقطة طبية ومن هناك إلى مستشفى أبو يوسف النجار، وسرعان ما فارقت الحياة، نتيجة عدم توفر الأدوية اللازمة وظروف الحياة في الخيمة غير الصحية.

وأشارت إلى أنها حرمت من الكثير من مستلزمات الرعاية التي كانت تتوفر لها في  المنزل من إسطوانة أوكسجين وسرير طبي وجهاز تبخيرة وغيرها من المستلزمات. 

وقالت: حتى هذه اللحظة لازلنا نعيش في الخيمة منذ ما يقارب الشهر والنصف وما زال أبناؤنا يعانون من الأمراض التي أرهقتهم ولا تفارقهم رغم سعينا اليومي لتوفير العلاج لهم.