الساعة 00:00 م
الإثنين 13 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

تحذيرات من تداعيات كارثية بعد رصد 626 ألف حالة

الأمراض والأوبئة .. وجه آخر لمعاناة آلاف النازحين في غزة

حجم الخط
مركز إيواء نازحين.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

مع اكتظاظ مخيمات النزوح بمئات آلاف المواطنين، وطول مدة نزوحهم وسط وضع صعب يفقترون فيه لمستلزمات النظافة والصحة، كنتيجة لسياسة التهجير والهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دخل شهره الرابع، تدق مؤسسات صحية وحقوقية ناقوس الخطر حول تفشي الأمراض والأوبئة.

626 ألف حالة مرضية

ويؤكد الدكتور موسى عابد، مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية، أن حالة تكدس مئات آلاف النازحين/ات جنوب قطاع غزة، تسببت بانتشار عدة أمراض وبائية، مضيفاً أن الأمراض الموسمية باتت تشكل خطورة كبيرة على حياة السكان في ظل انهيار المنظومة الصحية في مناطق شمال ووسط قطاع غزة.

وأشار إلى أن بعض الأمراض التي رصدت في مآوي النازحين/ات تم القضاء عليها عالمياً في القرن الماضي. 

ووفقاً للدكتور عابد، فقد رصد نحو 626 ألف حالة مرضية في مناطق جنوب قطاع غزة، وذلك مع تعذر الحصول على احصائيات الحالة الوبائية في شمال قطاع غزة، وفق بيان لثلاث مؤسسات حقوقية.

وأكد تسجيل 180 ألف حالة مصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، و250 ألف حالة إصابة بمرض النكاف، و135 ألف حالة إسهال، و26 ألف حالة إصابة بالجدري، و35 ألف حالة إصابة بالتقمل.

وأشار إلى تسجيل حالات لمرض اليرقان (الصفار) أصابت الكبار والصغار، وهذا ما يقود إلى الشك بوجود حالات التهاب كبد فيروسي، لكن عدم وجود الإمكانيات الطبية، ونفاد شرائح الفحص الخاص بهذه الأمراض يحد من القدرة على تأكيد الإصابة بها.

وقد أكد الدكتور عابد أن القوات الحربية الإسرائيلية دمرت نحو 80٪؜ من عيادات الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، وتبقى 7 عيادات عاملة من أصل 52 عيادة، وهو ما يفاقم انتشار الأمراض ويحد من محاربتها في مراكز الإيواء.

وأكد أنه لا يتوفر سوى 20٪؜ من الأدوية الخاصة بصحة الأم والطفل، إضافة الى عجز كبير في توفرها في القطاع الخاص والأهلي. 

وقد توقفت العيادات الصحية عن إعطاء التطعيمات للأطفال الرضع منذ بداية أكتوبر لعدة أسابيع حيث وفرتها جهات دولية في 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتم إدخال 7 أنواع من التطعيمات، وتبقى تطعيما الروتا الخاص بفيروس النزلة المعوية، وتطعيم البولو الخاص بمكافحة مرض شلل الأطفال، وهي أمراض خطيرة جداً.

هذه أبرز الأمراض المتفشية

الطبيب صلاح الجعبري المتواجد في النقطة الطبية لمركز إيواء مدرسة السلام شرق رفح لباحثينا أن أمراض الإسهال والنزلات المعوية وأمراض الجهاز التنفسي العلوي تنتشر بين الأطفال بشكل كبير جدًا.

وذكر أن النقطة الطبية تستقبل يومياً نحو 150 حالة مرضية معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن. وتنتشر العدوى بين النازحين/ات داخل المدرسة بسبب التلوث والتكدس الهائل وعدم توفر مراحيض كافية وعدم توفر المياه والصابون وأدوات النظافة الصحية.

كما لاحظ الأطباء انتشار مرض الكبد الوبائي (أ) بين الأطفال بسبب قلة النظافة واستخدام المراحيض المشتركة وعدم تمكن الأطفال من غسل أياديهم بالماء والصابون.

ووفقاً للطبيب الجعبري يحتاج مريض الكبد الوبائي (أ) إلى العزل وأغذية تحتوي على الخضار والفواكه وهو غير متوفر ولا يمكن توفيره في ظل هذه الظروف الصعبة.  

ويتخوف الأطباء من انتشار أمراض الإسهال والتهابات الأغشية السحائية والتهابات الدماغ، وهي أمراض معدية وقد سُجلت حالات عديدة منها، ويصعب السيطرة عليها في حال انتشارها في ظل الإمكانات الطبية الضعيفة المتوفرة.

ويحتاج بعض المرضى الذين يعانون من الضيق المزمن في الشعب الهوائية إلى الأكسجين بشكل مستمر وهو غير متوفر في مراكز الإيواء.

وتعاني مراكز الإيواء من نقص شديد في محاليل الإشباع اللازمة للأطفال الذين يعانون من إسهال وبدت عليهم علامات الجفاف، وكبديل عن محلول الاشباع يقوم الأطباء بتعليم الأهالي كيفية تحضير محلول إشباع بإضافة الملح والليمون على الماء وتقديمه لأطفالهم.

معاناة طفلة

وأفاد والد الطفلة جود الدباري، 6 سنوات، أن طفلته أصيبت بمرض الكبد الوبائي (أ)، بسبب انعدام النظافة، واستخدام المراحيض المشتركة.

وأضاف الدباري أن طفلته تحتاج للعزل وهو أمر صعب، حيث تتواجد الطفلة حالياً في الغرفة الصفية مع نحو 50 شخصا من الأطفال والنساء وكبار السن، وتحتاج إلى الأغذية الصحية من الخضار والفواكه، والتي لا يمكن توفيرها بسبب قلتها في الأسواق وارتفاع أسعارها.

ويخشى الدباري حالياً من إصابة باقي أطفاله والأطفال المتواجدين في الغرفة من المرض ذاته. وأشار أنه في بعض الأحيان يتعمد بعض الأهالي إخفاء إصابة أطفالهم بمرض الكبد الوبائي، وذلك بسبب عدم توفر أماكن للعزل وهو ما سيؤدي إلى انتشار المرض بصورة كبيرة.

أمراض تنتشر بين الأطفال

وأفادت الطبيبة آية عواد التي تعمل في مركز إيواء للنازحين/ات، أن الجرب والقمل والجدري ينتشر بين الأطفال، بسبب الازدحام الشديد والاختلاط بين الاطفال، في حين لا تتوفر العلاجات الضرورية لهذه الحالات.

كما تعاني النساء من التهابات البول الشديدة (UTI)‏، بسبب قلة النظافة الشخصية وقلة المياه والغذاء الصحي.

وتوجد العديد من النساء الحوامل داخل مركز الإيواء، ولا يُقدم لهن سوى الحديد والمسكنات فقط، وبعضهن يحتاج إلى رعاية خاصة وأدوية غير متوفرة.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق في بيان مشترك لهم: إن مراكز الإيواء والتجمعات المكتظة بمئات آلاف النازحين/ات معظمهم من الأطفال والنساء تعد بيئة خصبة لانتشار هذه الأمراض بسبب الافتقار لأدنى معايير ومقومات النظافة والرعاية فيها كالمياه النظيفة الآمنة والغذاء الكافي، والمراحيض الصحية، فضلاً عن تراكم النفايات وتجمع مياه الصرف الصحي العادمة داخلها.  

وحذرت المؤسسات من انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة في شمال غزة نتيجة عدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال جثامين مئات الشهداء التي تحللت تحت الأنقاض.

ووفق البيان؛ فاقمت الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي، واختلاط المياه العادمة بمياه الشرب، وتناقص مستلزمات النظافة من انتشار العدوى البكتيرية، في ظل عدم القدرة على الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها في قطاع غزة.

ويزيد من هذه الأوضاع الكارثية حصر معظم سكان قطاع غزة في محافظة رفح التي تفتقد للبنية التحتية اللازمة لخدمة أكثر من مليون و400 ألف نازح/ة، بما يشمل عدد سكانها الأصليين البالغ عددهم نحو 280 ألف نسمة. 

يذكر أن رفح تعاني من ضعف الخدمات الصحية، إذ يتوفر فيها مستشفى حكومي بقدرة سريرية لا تزيد عن 65 سريرا فقط، ويفتقر للعديد من التخصصات، والمستشفى الإماراتي للولادة الحكومي والمستشفى الكويتي الخاص، وهي مستشفيات لا تستطيع أن تلبي الخدمات الصحية المتعددة خاصة في ظل التدهور العام للقطاع  الصحي والضغط بسبب كثرة الإصابات.

وخلصت المؤسسات الحقوقية أن سياسات الاحتلال وهجماته العسكرية، تظهر تعمد إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال دفع قطاع غزة إلى كارثة إنسانية كبيرة وطويلة الأمد، ويتضح ذلك من تصريحات عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، ونخبها السياسية.

وأشار إلى تصريح ماي غولان وزيرة النهوض بمكانة المرأة الإسرائيلية "يجب تدمير البنية التحتية في قطاع غزة من أساساتها وقطع الكهرباء فوراً"، فيما أكد يسرائيل كاتس وزير البنى التحتية والطاقة فرض عقاب جماعي من خلال وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء والمياه. 

أما التصريح الأخطر -حسب البيان- فقد ورد على لسان غويرا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجاء فيه "المجتمع الدولي يحذرنا من كارثة إنسانية والأوبئة الشديدة، لكن يجب ألا نخجل من هذا، ففي نهاية المطاف فإن الأوبئة والمصاعب في جنوب قطاع غزة ستقرب النصر وستقلل الخسائر في الجيش الإسرائيلي"..

يشار إلى أن 30 مستشفى من أصل 36 في قطاع غزة، خرجت عن العمل جراء القصف أو التدمير أو غياب الإمكانات، وحاليا جميع النازحين/ات شمال وادي غزة يعانون من عدم وجود فعلي للخدمات الصحية رغم إعادة تشغيل بعض المستشفيات والمراكز الصحية بشكل جزئي.