الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

رغم القصف والتدهور الإنساني

بالفيديو الفلسطينيون بغزة .. صمود وإجماع على رفض التهجير لسيناء

حجم الخط
نازحون.jpg
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

يصر الكثير من الفلسطينيين رغم قسوة الحرب والتهديد بالقصف وظروف الحياة على عدم ترك منازلهم، بينما يرفض آخرون نزحوا إلى جنوب قطاع غزة فكرة التهجير القسري إلى سيناء المصرية المتاخمة لقطاع غزة.

ومع توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه غير المسبوق في جنوب القطاع المكتظ بمئات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة يطارد الفلسطينيون شبح "نكبة" جديدة، لكن غالبية الأسر النازحة عبرت عن رفضها فكرة الخروج من غزة مهما كان الثمن.

وتدفقت المزيد من الأسر الفلسطينية عبر شاحنات ومركبات وعربات تجرها حيوانات إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر هربا من قذائف الاحتلال التي انهمرت كالمطر على مدينة خان يونس خلال الأيام الأخيرة.

ويحاصر جيش الاحتلال خان يونس وهي ثاني أكبر مدن قطاع غزة وسط اشتباكات عنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية لليوم الثالث.

باقون ولن نرحل

وقال مصطفى النجار من منطقة معن شرق خان يونس "اليوم وصلت فح واستلمت الطحين وراجع ثان على بيتي".

وأضاف النجار (51 عاما) لوكالة سند للأنباء "أي إنسان لديه رأي أخرى لا يمتلك ذرة من الوطنية. نحن صامدون في بلدنا وأرضنا وبيوتنا ومساجدنا ولن نغادرها إلا على القبر".

وفي تكرار لما عانوه أجدادهم قبل عقود، ينام النازحون داخل خيام وحجرات وساحات واسعة في الليل، وفي الصباح ينشرون ملابسهم وأغطيتهم أعلاها ويجلسون تحت أشعة الشمس.

وتعيد هذه الأجواء إلى الأذهان أصداء "النكبة"، حيث شرد حوالي 957 ألف فلسطيني، أي ما نسبته 66 في المائة من إجمالي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1948.

شبح النكبة

وبعد سبعة عقود ونصف، تسبب العدوان في نزوح 1.9 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة أي أكثر من 85 بالمئة من السكان وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

وقالت آمنة أبو سليم من شمال قطاع غزة وتقيم في مركز إيواء في رفح "الاحتلال قصف بيوتنا وقتلوا ولأدنا ودمرونا مزارعنا ورغم ذلك نحن صامدون على هذه الأرض".

وأضاف أبو سليم (77 عاما) لوكالة سند للأنباء "عائلتي هجرت من اللد (تبعد 63 كيلو مترا عن غزة) وقالوا لهم أيام وراح ترجعون بس ما حدا رجع لغاية اليوم".

وتابعت المسنة الفلسطينية "في تلك الأيام كنت طفلة صغيرة واليوم أنا بقول لأحفادي لا للتشريد والتهجير من غزة ولن نذهب إلى سيناء".

وتشير إلى أنها متيقنة من عودتها من جديد إلى شمال قطاع غزة، وتقول "سنعيش في خيمة فوق ركام منزلنا أشرف من التشريد والتهجير في آخر العمر".

ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد وأصيب أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتقول الأمم المتحدة، إنها رصدت نزوحا قياسيا للفلسطينيين إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة هربا من هجمات إسرائيل واستجابة لأوامر الإخلاء.

وتم تسجيل ما يقرب من 1.2 مليون نازح في 156 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جميع أنحاء غزة، منهم 1.2 مليون مسجلون في 99 ملجأ للوكالة منهم 66 في خانيونس ورفح والبقية في الوسطى.

ويقدر أن 191 ألف نازح آخر يقيمون في 124 مدرسة عامة ومستشفى، وكذلك في أماكن أخرى مثل قاعات الزفاف والمكاتب والمراكز المجتمعية، فيما تستضيف العائلات الباقي.

ويتولد شعور متزايد لدى الفلسطينيين بأن العدوان الإسرائيلي غير المسبوقة يهدف إلى إجبار سكان قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة على التوجه جنوبا إلى سيناء.

تحذير مصري

وردا على ذلك، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، من استمرار العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وبأنها ستكون لها تداعيات أمنية وعسكرية يمكن أن تخرج عن السيطرة. وقال السيسي، في مؤتمر صحافي، نقله التلفزيون المصري، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتس: إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني نقل القتال إليها وستكون قاعدة لضرب إسرائيل، مضيفا أن حصار قطاع غزة هدفه في النهاية نقل الفلسطينيين إلى مصر.

ولمصر حدود برية مع قطاع غزة تمتد لحوالي 13 كيلومترا.

وبالنسبة للكثير من الفلسطينيين تتشابه الأجواء الحالية مع تلك التي سادت في أوقات الهجرة السابقة، سواء من ناحية الجانب النفسي أو العقائدي، أو حتى فيما يتعلق بالروح والتصدي، لكن الجميع متفقون على رفض التهجير والصمود في غزة.

رفض فصائلي لمشروع التهجير

وحذرت فصائل فلسطينية، من الانسياق مع "مشروع التهجير" من غزة مثمنة الموقف المصري الرافض له.

وأضاف الفصائل في بيان صحفي اليوم أن على من يريد حماية الشعب الفلسطيني في غزة "أن يتدخل لوقف حرب الإبادة الجماعية ويفتح المعابر وليس تنفيذ أهداف العدو بتهجير الفلسطينيين إلى خارج وطنهم".

ويقول نازحون خلال نقاشات مفتوحة في مراكز الإيواء وأثناء اصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على الغذاء والماء إن "لن تهجر من جديد مهم فعل اليهود والأمريكان والأوروبيين وسنبقى صامدين حتى النهاية".

وحمل يونس أحمد ونزح من بيت حانون إلى رفح اليوم بايدن (الرئيس الأمريكي) مسؤولية المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقال "إذا إسرائيل معها رئيس أمريكا نحن الفلسطينيون معنا الله ولا نريد أحدا سواه".

وقال الرجل وهو يساعد زوجته في طهي الطعام داخل مدرسة تحولت إلى مركز إيواء "نحن صامدون في وطنا ولن نرحل مهما فعل الاحتلال من جرائم بحقنا ومهما كان حجم التآمر الدولي على قضية فلسطين ومقاومته الباسلة".

وأضاف لوكالة سند للأنباء "سيناء أرض مصرية ولن نذهب إليها وأرضنا في غزة وفلسطين التاريخية وسنعود أن كتب الله لنا حياة لكل شبر في غزة وفلسطين من أجل إعادة إعماره من جديد".