الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو خربة الحمّة في الأغوار الشمالية.. صمود رغم التهجير

حجم الخط
أبو مهيوب الفقهاء
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

بضع خيام وبركسات وبقايا بيت مهجور، هي معالم خربة الحمّة التي تتربع على تلال الأغوار الشمالية في الضفة الغربية، تقف صامدة أمام معاول الاستيطان التي تنهش أراضي الفلسطينيين هناك، في محاولة لإجبارهم على الرحيل.

في أحد البيوت القديمة بالخربة الواقعة على مقربة من مدينة بيسان المحتلة، تقيم عائلة "الفقهاء" التي تعتاش على تربية المواشي والدواجن، رغم كل الضغوط التي تمارس عليهم لإجبارهم على ترك أراضيهم ومنازلهم التي ورثوها عن أجدادهم. 

بلباسه التقليدي "القمباز"، يقف الشيخ "أبو مهيوب" لاستقبال ضيوفه من وسائل الإعلام والمتضامنين الأجانب، ليحدثهم عما تعانيه عائلته وأهالي الخربة جراء ممارسات الاحتلال بحقهم. 

وتشتهر خربة "الحمة" بالزراعة البعلية وتربية الحيوانات ورعيها، وكان يعيش فيها قبل نكسة عام 1967، نحو 120 فلسطينيا يملكون 4000 دونم، لكنّ سلطات الاحتلال ابتلعت معظمها لمصلحة مستوطنة "سلعيت".

هدم وتشريد..

ينادي أحد أبنائه لـ"صب القهوة للضيوف"، قبل أن يبدأ حديثه لمراسل "وكالة سند للأنباء": "منذ عام 1990 تتعرض منازلنا وحظائر الحيوانات خاصتنا للهدم على يد قوات الاحتلال، رغم امتلاكنا أوراق ترخيص بالبناء منذ عام 1972".

بحنق وغضب يكمل حديثه: "حتى الحيوانات لم تسلم منهم، قتلوا العديد من أبقاري، وسرقوا أخرى واستهدفوا الحظائر بالهدم والتخريب والحرق".

ويعود الشيخ السبعيني بذاكرته لما قبل 55 عاما، عندما اقتحمت الجرافات الإسرائيلية الخربة، وهدمت منازلها ونهشت في أراضيها وعاثت فيها فسادا، قائلًا: "لم يتبق سوى منزلين يعودان لوالدي، بقيا شاهدينِ عما لحق بالخربة من هدم وتشريد". 

ويمتلك "أبو مهيوب" كواشين عثمانية وأخرى أردنية تؤكد ملكية عائلته للأرض، ويعقب على ذلك: "عمري أكبر من الاحتلال، والكواشين عربية".

ويشير "ضيف سند" بيده إلى مقابر بالقرب من منزله المتهالك، مردفًا: "هذه قبور أجدادي، وهي تعود لما قبل الدولة العثمانية والحجارة شاهدة على ذلك". 

ويذكر الشيخ "أبو مهيوب" أن 21 عائلة لا تزال ترابط في الخربة، وتعيش في الخيام والبركسات، بينما تحافظ 49 عائلة على عهدها مع الخربة، ويتواجدون حاليًا في قرى كرطاة وبردلة والعين البيضاء.

منع البناء والتطوير

وتمنع سلطات الاحتلال أهالي الخربة من البناء، كما تحرمهم من تطوير البنية التحتية لمنازلهم، بينما توفر سبل الراحة والأمان للمستوطنين في المستوطنات المحيطة بها. 

يُكمل الشيخ: "أن الاحتلال يوفر البنى التحية للمستوطنين ويتم بناء بركسات لمواشيهم، بشكل أفضل من مسكننا الحالي".

ويُحرم "أبو مهيوب" من الوصول للمراعي في أرضه الخاصة في تلال جباريس والجوار بذرائع "أمنية" بينما يقوم بالرعي فيها تحت جنح الظلام، مضيفا: "نرعى في أملاكنا كاللصوص، ويتمتع السارق بنعيمها وخيراتها".

وينهي السبعيني حديثه وهو ينظر لامتداد أرضه المهددة قائلًا: "سنظل شوكة في حلوقهم، ولن يتخلصوا منا أبدا".

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من البناء في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية، وتحرمهم من تطوير البنى التحتية الخاصة بمنازلهم وأراضيهم الزراعية ومواشيهم، في سبيل الضغط عليهم، وإجبارهم على ترك أراضيهم ومصادرتها.

وتُشكل مناطق الأغوار 28% من مساحة الضفة الغربية، على مساحة بـمليون و160 ألف دونمٍ، ويقطن فيها نحو 65 ألف فلسطينيّ، يتبعون إداريّاً إلى ثلاث محافظات وهي؛ أريحا (الأغوار الجنوبيّة) وبواقع 12 تجمعاً سكانيّاً، ونابلس (الأغوار الوسطى) وبواقع 4 تجمعات سكانيّة، وطوباس (الأغوار الشماليّة) وبواقع 11 تجمعاً سكانيّاً.