الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تقرير في مدينة المليون نازح .. صمود رغم المعاناة وتمسك برفض التهجير

حجم الخط
خيام النازحين.jpg
رفح - خاص/وكالة سند للأنباء

مع تباشير كل الصباح، يتناوب محمود شراب وزوجته على إشعال موقد النار لتلبية احتياجات أسرته المكونة من 8 أفراد والمحشورين في خيمة بيضاء على شكل مستطيل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ومثل عشرات الآلاف من الأسر، تعيش عائلة شراب أوضاعاً معيشية قاسية، وسط سيل من الاحتياجات التي لا تنهي بعد أن نزحت تلك العائلة عن منزلها في مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدن القطاع، نهاية الشهر الماضي.

واقع مزري

ويقول شراب (52 عاما) لـ "وكالة سند للأنباء" إنه اضطر للنزوح من منزله وسط مدينة خان يونس بعد التوغل الإسرائيلي والقصف المتواصل على المدينة، واحتمى هو وأسرته في مستشفى أبو يوسف النجار في البداية.

ويضيف شرب بحرقة عن واقعه المعيشي المتردي بفعل النزوح والتشرد، أنه بعد ثلاثة أيام من الحياة البائسة في المستشفى انتقلت مع آخرين إلى شمال غرب رفح حيث نصب خيمة لإيواء عائلته في أرض خصصها أصحابها لإيواء الأسر الفلسطينية النازحة في ظل اكتظاظ المدينة بعشرات الآلاف من الأسر التي هجرت قسرا عن منازلها.

رفض التهجير

ومثل معظم الفلسطينيين يرفض شراب فكرة مغادرة قطاع غزة، ويتمنى العودة إلى منزله المتاخم لقلعة برقوق وسط خان يونس، لكنه في الوقت نفسه يخشى أن لا يسعفه القدر في ظل الغارات الإسرائيلية المتواصلة على رفح التي صنفها جيش الاحتلال بأنها منطقة أمنة للنازحين.

ويؤكد الرجل الخمسيني بينما كان يقلب كمية طعام قليلة، يعدها على نار الحطب لأسرته، "نعيش في مأساة. نزوح ومأساة وأدنى مقومات الحياة مش موجودة ورغم ذلك صابرين وصامدين حتى يأتي الفرج من عند الله".

ويضيف شراب أنه يتناوب مع زوجته على إعداد الطعام وتسخين المياه وتلبيه احتياجات أسرته على مدار اليوم، مثل جميع الآباء والأمهات".

ويوضح أن حياة أسرته انقلبت رأسا على عقب منذ نزوحها عن منزلها، واصفا الحياة داخل الخيمة بالجحيم الذي لا يطاق.

العالم لا يرانا

ويشير النازح الفلسطيني إلى أن الأمم المتحدة ودول العالم لا ترى مأساة الفلسطينيين من العام 1948 وحتى الأن، "وكأننا لسنا شعبا أسوة بشعوب العالم، فهو يتعامل معنا كشعب لا يحق لهم الحرية وتقرير المصير والعيش بكرامة".

وتابع قائلا: "نريد صحوة عالمية تدعم الشعب الفلسطيني وتجبر الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ القرارات الدولية التي ذهب أدراج الرياح. ووقف عمليات القتل والمجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين".

لن نترك أرضنا

وفي خيمة مجاورة، تتمنى المسنه ابتسام المغربي العودة إلى منزلها في أسرع وقت ممكن، وتؤكد أن على الاحتلال الإسرائيلي أن يوقف هذه الحرب لأننا لن نترك أرضنا مهما كان الثمن.

وتظهر أرقاما رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 45% من ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في جنوب القطاع هم من النازحين، الذين أجبروا على إخلاء منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع.

وأصبحت رفح، مدينة الخيام والنازحين حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية، مع استمرار الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة لليوم 86 على التوالي.

وتشير تقديرات السلطات المحلية في غزة ومنظمات دولية إلى أن 85% من الفلسطينيين في غزة أصبحوا نازحين بعيدا عن منازلهم ومناطق سكنهم، منهم نحو مليون فلسطيني لجؤوا إلى رفح المتاخمة للحدود مع مصر.

وتحولت منطقة المواصي والحقول الزراعية في شمال وغرب رفح إلى ساحات مكتظة بعشرات الألاف من الأسر النازحة حيث تنتشر الخيام على مد البصر بطريقة عشوائية.

والمواصي كانت قبل الانسحاب الإسرائيلي عن قطاع غزة في صيف العام 2005، مستوطنات إسرائيلية تمتد من ساحل مدينة دير البلح في وسط القطاع وحتى رفح على الحدود مع مصر.

وظلت تلك المنطقة دون بنية تحتية وتستخدم بعضها في الزراعة أو لتشييد مشاريع بيئية او مستشفيات مثل مستشفى حمد بن جاسم الذي أسست قواعده قبل عامين، والان اصبح مركزا لايواء النازحين.

مدينة الخيام والنازحين

ويقول رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي إن الحرب الإسرائيلية حولت مدينة رفح إلى مدينة النازحين والخيام.

ويضيف الصوفي لـ "وكالة سند للأنباء" أن حوالي 300 ألف فلسطيني يقيمون الآن في منطقة المواصي غرب المدينة دون أدنا متطلبات الحياة.

ويشير إلى أن طواقم البلدية تبذل جهود مضاعفة من أجل توفير ما تستطيع من خدمات للأسر النازحة التي تعيش في ظروف معيشية مأسوية وسط انعدام الخدمات والتحليق المكتظ لطائرات الاحتلال والقصف المستمر على المدينة.

وفي عمق مدينة رفح لا يوجد موطأ قدما من شدة اكتظاظ شوارع المدينة الرئيسية، واضطر بعض الأسر إلى السكن فوق ركام منازلهم أو في مقار حكومية مدمرة مثل مكتب بريد رفح.

وقبل الحرب الإسرائيلية كان حوالي 250 ألف إنسان يعيشون في رفح، لكن الآن أصبحت مدينة المليون نازح، وفق ما يقول سكانها.