الساعة 00:00 م
الجمعة 10 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بالصور المقابر ورفات الشهداء.. أهداف مستباحة من قوات الاحتلال في غزة

حجم الخط
مقبرة7.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

ليس وحدهم الأحياء في قطاع غزة هدفًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بل بات الأموات والشهداء ومقابرهم هدفًا متكررًا ومستباحًا، خلال عدوانها الدموي المستمر منذ 86 يومًا.

ففي كل منطقة تتوغل فيها قوات الاحتلال تتوجه إلى مقابر دفن الأموات والشهداء وتعمل على تدميرها ونبش القبور وتستخرج الجثامين ورفات الأموات وتنقلهم إلى جهات مجهولة وتعيد جزء منهم بعد أسابيع في حالات رثة.

وفي المناطق التي لا تصلها دباباتها تلجأ قوات الاحتلال إلى طائراتها وقنابلها المدمرة لتسقطها على القبور لتلاحق بهمجيتها الفلسطينيين أحياءً وأمواتًا، كما تفعل مع الحجر والحيوانات والشجر، في استباحة تكاد تكون غير مسبوقة في التاريخ.

نبش مئات القبور

وقال مصدر في وزارة الأوقاف الفلسطينية لوكالة سند للأنباء: إن قوات الاحتلال نبشت مئات القبور سواء في المقابر الرسمية أو تلك المقابر الجماعية التي أقيمت في باحة المستشفيات وعبثت بها وامتهنت كرامة الأموات.

وأظهر تحليل هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) لصور الأقمار الصناعية أن ما لا يقل عن 10 مقابر في قطاع غزة قد تعرضت لأضرار في وقت تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية هناك.

وحددت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية 28 مقبرة في القطاع. وشوهدت في 10 منها على الأقل قبور مدمرة أو حفر.

photo_2023-12-15_10-56-31.jpg
 

وعلى سبيل المثال، أظهرت صورة التقطت في 6 ديسمبر/كانون الأول عدم وجود ضرر واضح في مقبرة تبعد حوالي 1.7 كيلومتر شرق الجزء الأوسط من خان يونس، جنوب غزة. لكن صورة للمقبرة نفسها التقطت في 22 ديسمبر/كانون الأول تظهر أنه تم تطهير القبور من مساحة تبلغ حوالي 2500 متر مربع حيث كانت هناك العديد من آليات الاحتلال متوقفة بدلاً من ذلك.

استهداف متعمد ومتكرر

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، إن قوات الاحتلال استهدفت بشكل متكرر عدة مقابر في غزة، مما خلف دمارًا واسع النطاق.

كما قالت المنظمة الحقوقية إن "إسرائيل تنتهك بشكل منهجي حرمة الموتى والمقابر" في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الإنساني الدولي.

وأشارت المجموعة إلى أن إسرائيل انتهكت اتفاقية جنيف التي تنص على وجوب احترام القبور وصيانتها بشكل صحيح.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره سويسرا، في 14 ديسمبر/كانون الأول، إن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل متكرر عدة مقابر في غزة، مما خلف دمارًا واسع النطاق.

مقبرة.jpg
 

ووثق المرصد الأورومتوسطي هجمات إسرائيلية طالت غالبية مقابر قطاع غزة، لا سيما مقابر (الفالوجة) في شمال قطاع غزة، و(علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء) و(الشيخ شعبان) إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) في مدينة غزة ومقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى تخريب وتحطيم عشرات القبور ونشر الخراب فيها دون مراعاة لحرمة المقابر والموتى.

وأدت الهجمات المتكررة إلى إحداث حفر كبيرة داخل تلك المقابر ابتلعت بداخلها عشرات القبور، وتناثر بسببها رفات الموتى واختفى بعضها، فضلا عن تضرر عشرات القبور المجاورة لها بشكل بليغ.

وأكد تلقيه إفادات بنبش جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من القبور في مقبرة (الفالوجا) وسرقة جثث من داخلها يعتقد أنها تعود لنشطاء فلسطينيين وسط مخاوف وشبهات من احتمال سرقة أعضاء منها.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال حولت العديد م نالمقابر إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتمركز آلياتها، كما حدث في  المقبرة التونسية حيث أقامت موقعا عسكريا مؤقتا لها.

 

مقابر جماعية

ونتيجة تعذر الوصول للمقابر الرسمية، اضطر الفلسطينيون لحفر مقابر جماعية لدفن الشهداء، وتكرر ذلك في ساحات المستشفيات وأطراف الشوارع والأسواق والساحات المحتلة وقرب المنازل المدمرة، وكل ذلك أيضا لم يسلم من النبش الإسرائيلي.

في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دفنت طواقم مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، نحو 100 جثمان لفلسطينيين أصيبوا جراء القصف الإسرائيلي ولفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل المستشفى، بحسب تصريح سابق لمدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع منير البرش.

كمال عدوان.webp
 

ولاحقا عندما اقتحمت قوات الاحتلال المجمع الطبي انتشلت جثامين الشهداء ونقلتهم لجهات مجهولة ومن ثم سلمت بعد أيام طويلة عبر الصليب الأحمر وهم في حالة يرثى لها، وتكرر الأمر في مستشفى كمال عدوان، حيث دفنوا في مقبرتين جماعيتين في خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، وسط شبهات بسرقة أعضاء من الجثامين.

انتهاك حرمة الأموات

وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن مؤسسته وثقت إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

جثامين بمقابر جماعية (5).jpeg
 

وأكد أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يسلم منها حتى الموتى في ظل تواطؤ دولي مستهجن وغير مبرر.

ونبه إلى أن إسرائيل تنتهك بشكل ممنهج حرمة الأموات وانتهاك مقابرهم وتخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب بشأن ضرورة حماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة.

وذكّر بأن القاعدة تنص 115 في القانون الدولي الإنساني العرفي على أنه (تُعامَل جثث الموتى بطريقة تتسم بالاحترام، وتُحترم قبورهم وتُصان بشكل ملائم). فيما تنص المــادة (130) من اتفاقية جنيف لعام 1949 على وجوب أن تحترم المقابر وتصان بشكل مناسب وتميز بطريقة تمكن من الاستدلال عليها دائماً.