الساعة 00:00 م
الأحد 12 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

يوم المرأة العالمي يفتح الجراح

بالفيديو نساء غزة .. أهداف مستباحة للحرب الإسرائيلية الدامية

حجم الخط
نساء غزة.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

تُخفي عيون المسنة الفلسطينية خديجة حسونة وجعًا عميقًا، وآلامًا لا تنتهي في يوم المرأة العالمي الذي يجب أن يكون مناسبة للاحتفال بإنجازات المرأة والنضالات التي قامت بها على مر العصور. 

وعاشت حسونة (67 عاما) تجارب قاسية وسط الحرب الإسرائيلية المروعة على غزة، وفقدت أحبة، وشهدت فظائع، وباتت تعيش مع خوف دائم على مستقبلها ومستقبل ما تبقى من عائلتها. 

قلق مستمر

وفي كلماتها، تنطق المسنة حسونة بمآسي الحرب ومعاناة النزوح لوكالة سند للأنباء: "استشهد معظم أفراد عائلتي في غارة إسرائيلية، وبعضهم بقي عالقا تحت الركام، ولا أعرف مصيرهم حتى الآن". 

وتضيف المسنة الفلسطينية قصتها بصوت متهدج "لقد هُجّرت قسرًا من مدينة غزة، وأصبحت أعيش مع عائلتي في مخيم للنازحين في رفح، حيث لا أمان ولا مستقبل." 

وفقدت حسونة زوجها وأبنائها وأشقائها وشقيقتاها دفعة واحدة جراء غارة إسرائيلية استهدف منزل عائلتها بمدينة غزة في بداية الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 وقالت نسمة ابنة المسنة حسونة إن "ما جرى لعائلتها في ذلك اليوم الأسود كان كابوسًا مروعا. لقد استشهد خمسون فردًا من عائلة أمي وأبي في لحظة واحدة".

 وأضافت لوكالة سند للأنباء "جميع النساء في العالم يحتفلن في الثامن من آذار بإنجازاتهن إلا أن المرأة الفلسطينية تجد نفسها هذا العام إما شهيدة أو أسيرة أو أرملة أو نازحة". 

قهر وفقد

ليست حسونة الوحيدة التي تعاني من ويلات الحرب الإسرائيلية. فـ"رانيا أبو عنزة" فقدت توأمها وزوجها وعدد من أفراد عائلتها دفعة واحدة أيضًا جراء غارة إسرائيلية استهدف منزل عائلتها في بداية الشهر الجاري.

 تقول أبو عنزة بصوت يملؤه الحزن "أشعر بالقهر والفقد. حرمت من أغلى كلمة في الحية وهي كلمة أم بسبب الإرهاب الإسرائيلي". ورغم ذلك، تحاول المرأة الفلسطينية العيش وسط عواصف الحرب والموت، بينما تتلاشى حقوقها وتُهجَّر من بيتها وتفقد أحبائها. 

الحصاد المر

ووفق أرقام هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن أكثر من 9 آلاف امرأة وفتاة استشهدن من بين 31 ألف فلسطيني  شهيد حتى الآن منذ بدء الحرب على غزة. 

فيما أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن 75% من إجمالي عدد الجرحى من الإناث، وأن النساء والأطفال شكلوا ما نسبته 70% من المفقودين في غزة.

 وما تزال لحظة قصف منزل عائلة أبو جبل عالقًا في أذهان الطفلة ميرا إحدى الناجيات من الهجمات الإسرائيلية على المنازل والأبراج السكنية في غزة. 

تقول أبو جبل 8 أعوام لوكالة سند للأنباء: "كان يوم قاس علينا جميعا. خالتي وعماتي وأبناؤهم جميعًا استشهدوا. اليهود قتلوهم بلا رحمة". 

وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تتوقف الحرب وتعود إلى غزة مع والدتها وأن تزور قبور عائلتها وتقرأ الفاتحة على أرواحهم.

معاناة النزوح

وتتفاقم معاناة المرأة الفلسطينية بسبب النزوح المستمر، إن نزح 1.9 مليون نسمة بينهن نحو مليون امرأة وفتاة، بحثًا عن مأوى آمن لهم ولأطفالهم، في ظل غياب تدخل دولي فعّال لوقف هذه المحرقة الإسرائيلية. 

وتقول سلمة عبد العال التي تقيم في مدرس تحولت لمركز إيواء في رفح "نزحنا من غزة تحت القصف والأحزمة النارية وتركنا كل شيء خلفنا واليوم نعيش فوق بعض (محشورين) في الصف (غرفة تعليمة)".

 وتضيف عبد العال "فقدت عددا من أشقائي وشقيقاتي في الحرب، وبعضهم لا أعرف مصيرهم حتى الآن. اليوم نحن النساء نعيش واقعا مأساويا بينما نساء العالم يحتفلن بإنجازاتهن". 

بينما وصفت سناء الشرفا حال المرأة الفلسطينية بالكابوس، وقالت "رغم ذلك تواصل النساء الفلسطينيات مسيرتهن في مساعدة أسرهن على الصمود ومواصلة الحياة". 

وأضافت الشرفا "عمري ما أشعلت النار في حياتي لكن اليوم اعمل كل شيء على النار من أجل عائلتي. حسبنا بالله ونعم الوكيل باليهود". 

وتعيش المرأة الفلسطينية في غزة ظروفًا مأساوية بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

3 آلاف أرملة

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن 3 آلاف امرأة فلسطينية في قطاع غزة أصبحن أرامل ويحاولن إعالة أسرهن.

 كما تعرضت عشرات النساء إلى الاعتقال والتحرشات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان. 

وقالت نجو زنون وهي تحتضن طفلتها اليتيمة "اليوم النساء في العالم يحتفلن بيوم المرأة، لكن المرأة الفلسطينية اليوم غارقة في تدبير أمور حياة عائلتها وتعمل من أجل إطعام أطفالها الأيتام". 

وأضاف زنون لوكالة سند للأنباء "نحن لا نريد احتفالات ومهرجانات، نريد فقط أن نعود إلى بيوتنا في غزة وننجمع من جديد مع أقربائنا وجيراننا وأحبائنا".

 وتأتي احتفالات يوم المرأة العالمي في ظل الظروف القاسية التي تعيشها المرأة الفلسطينية في مواجهة المحرقة الإسرائيلي، فهي تحاول البقاء والصمود، وتحمل مسؤولية حماية أسرها ومجتمعها رغم قسوة الحرب وأوجاعها.