الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

طلبة غزة.. مستقبل على المحك بفعل الحرب الدامية

حجم الخط
تفجير جامعة الإسراء.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء: 

عام دراسي كامل يوشك على الضياع لمئات آلاف الطلبة الفلسطينيين بعد خمسة أشهر على الحرب الدامية على قطاع غزة، وسط تساؤلات عن سبل استئناف العملية التعليمية بعد الدمار الهائل الذي لحق بالمدارس والجامعات.

وتسببت الحرب وما نجم عنها من نزوح لـ 90 % من السكان وقصف مستمر والتدمير الواسع للمنازل والجامعات والمدارس بتعطيل الدراسة بالكامل. 

وتفجرت الحرب بعد أسابيع قليلة على بدء العام الدراسي في المدارس الحكومية ومدارس الأونروا، وكذلك في الجامعات الفلسطينية، في حين كان يستعد آلاف الطلبة للسفر للالتحاق بجامعاتهم التي سجلوا فيها في الخارج.

وفي حين يترقب طلبة المدارس والجامعات في غزة توقف الحرب لاستكشاف كيف ستبدأ الدراسة بعد التدمير الذي طال أغلب المدارس والجامعات، يواجه آلاف الطلبة الفلسطينيين المسجلين في جامعات بالخارج أزمة أخرى مرتبطة بعدم قدرتهم على السفر للالتحاق بجامعاتهم نتيجة الإجراءات المعقدة على معبر رفح.

وحرم (88) ألف طالبة وطالب من مواصلة تلقي تعليمهم الجامعي، وتعذر على (555) طالبا وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج، جراء الحرب الإسرائيلية التي وصفتها الأمم المتحدة بانها الأقسى في القرن الواحد والعشرين.   

طلبة الخارج

ويُعاني الطلاب من صعوباتٍ في الحصول على إذن للسفر من خلال معبر رفح البري مع مصر، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع المكتظ بالسكان على العالم الخارجي. 

وقبل أسابيع أطلق التيار الإصلاحي في غزة مبادرة من أجل تسهيل سفر هؤلاء الطلبة، حيث سجلوا أسماءهم ولكن على الأرض ما زالوا على حالهم وبعضهم بدأ يشعر باليأس والإحباط. 

يقول منسق تجمع طلاب الجامعات العالقين في غزة سليمان أبو مصطفى على هامش فعالية احتجاجية نظمت أمام المستشفى الميداني الإماراتي في رفح، اليوم السبت: إن استمرار حرمان الطلاب من السفر يهدد المسيرة التعليمة ويضع مستقبلهم على المحك. 

ويضيف أبو مصطفى لوكالة سند للأنباء أن المبادرة التي أطلقها التيار الإصلاحي نهاية العام الماضي بشأن تسهيل سفر الطلاب كانت بمثابة شعلة أمل للطلاب لكن مع مرور الوقت دون تنفيذها بدأت تتحول إلى يأس وإحباط شديدين. 

وأبو مصطفى يدرس في كلية الطب في جامعة كندية، وقد عاد الصيف الماضي في إجازة إلى غزة بعد إنهاء العام الدراسي الأول في مسيرته الجامعية، لكن تلك الزيارة التي كان بكثابة استراحة لالتقاط الأنفاس أصبحت محنة لا تنتهي وفق ما يقول. 

أصوات الطلبة

ووجد الطلاب والطلبات أنفسهم عالقين في غزة جراء القيود المشدد المفروضة على السفر عبر مع رفح البري.

وهذا الاعتصام الثاني الذي ينظم في رفح للمطالبة بتسهيل سفر الطلبة الجامعيين الدارسين في جامعات الخارج. 

يقول الطالب محمد أبو هلال لوكالة سند للأنباء: "لقد تم قبولي في جامعة مرموقة في ليتوانيا، لكنني لا أستطيع السفر بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية". 

ويضيف أبو هلال الذي يأمل اتما دراسة الماجستير في تخصص العلامات التجارية "ننتظر تطبيق مبادرة التيار الإصلاحي المتعلقة بتسهيل سفر طلاب الجامعات في الخارج. أمل أن التحق بالفصل الدراسي الثاني بعد أن ضاع الفصل الدراسي الأول علي".  

بينما قال الطالب محمد الأسطل الحاصل على منحة دراسية في تركيا "كان يفترض أن أسافر في الخريف الماضي لكن بسبب الحرب وإغلاق المعبر حرمت من الالتحاق بالجامعة ودراسة هندسة البرمجيات التي أحلم بها منذ نعومة أظافري". 

وأضاف الأسطل لوكالة سند للأنباء "نأمل من جميع الجهات الفلسطينية العمل على تسهيل سفرنا وحل هذا الملف حتى لا تضيع أحلامنا وآمالنا". 

ويعيش بعض الطلاب العالقين في خيام مع عائلاتهم بعد نزوحهم عن منازلهم قسراً، مما يُضيفُ إلى صعوباتهم ويُعيقُ قدرتهم على تأمين الأموال اللازمة لاستكمال دراستهم. 

لن أتخلى عن الحلم

وقالت الطالبة ندى أبو ندى الحاصل على منحة جامعية في الجزائر "نقف اليوم هنا من أجل المطالبة بتسهيل سفر الطلاب للالتحاق الجامعات في الخارج حتى نحقق طموحاتنا ونبني مستقبلنا الذي يحاول الاحتلال تدميره".

وأضافت أبو ندى لوكالة سند للأنباء "الاحتلال رحلنا قسرًا عن منزلنا في شمال القطاع وأعيش اليوم في خيمة في رفح ورغم ذلك لن أتخلى عن حلم استكمال دراستي الجامعية وتحقيق أمنيات والدي بأن أصبح طبيبه".  

جامعات غزة

وتئن جامعات غزة تحت وطأة الضربات الجوية الإسرائيلية والحصار المستمر مع استمرار استهداف مقراتها واقتحامها وتدمير محتوياتها خصوصا في مدينة غزة وشمال القطاع.

وتحذر منظماتٌ دوليةٌ من خطورة الاستهداف المنهج وواسع النطاق للجامعات والمدارس على المسيرة التعليمية ورأت أنه أن يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اغتيال جيش الاحتلال ثلاثة من رؤساء الجامعات و(95) من عمداء وأساتذة الجامعات، من بينهم (68) شخصية تحمل درجة البروفيسور.

ووفق الأورومتوسطي فإن (5) من أصل (6) جامعات في قطاع غزة تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي بفعل عمليات الاستهداف الإسرائيلي، منها (3) تم تدميرها بشكل كامل، بحسب نتائج الإحصاء الأولى لحدة التدمير الإسرائيلي المستمر في القطاع.

ويعتقد أن انتظام العملية التعليمية سواء في المدارس أو الجامعات بعد وقف الحرب، يحتاج إلى فترة انتقالية يصعب تقديرها في هذه المرحلة ما يعني أن أزمة التعليم مرشحة للاستمرار في المستقبل القريب.