أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الخميس، أنه في حال صدور قرار عن محكمة العدل الدولية في لاهاي بوقف إطلاق النار "فإنها (حركة حماس) سوف تلتزم بوقف إطلاق النار ما التزم العدو بذلك".

وقال القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان: "تتابع حركة حماس باهتمام بالغ مداولات محكمة العدل الدولية بعد الطلب الذي قدمته مشكورة دولة جنوب أفريقيا إلى المحكمة لوقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا وخاصة في غزة".

وأردف حمدان: "ستطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها إذا أطلقت دولة الاحتلال سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لديها".

تصريحات القيادي في "حماس"، وردت اليوم خلال المؤتمر الصحفي للحركة مواكبةً لتطورات العدوان "الإسرائيلي" المتواصل ضد قطاع غزة.

جرائم الاحتلال مُتواصلة أمام العالم وبشراكة أمريكية وبريطانية..

وأوضح: "لليوم الـ 111، يواصل الاحتلال الصهيوني المجرم ارتكاب أبشع المجازر المروّعة، وحرب الإبادة الجماعية التي طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية أمام مسمع ومرأى من العالم".

ونوه إلى أن الاحتلال "يرتكب مجازر يندى لها جبين البشرية، ولم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، أمام العالم الذي يقف عاجزاً ومتفرجاً، ولم يحرّك ساكناً لتجريمها وإدانتها ووقفها، في ظل الدعم والشراكة الأمريكية البريطانية لهذا الاحتلال النازي".

ولفت النظر إلى أن الاحتلال يصعّد في حربه الهمجية ضدّ مستشفيات قطاع غزَّة، ويخرجها عن الخدمة، بالحصار والقصف والتدمير المُمنهج، ويرتكب فيها جرائم مروّعة بحق النازحين والمرضى بهدف تهجيرهم.

وأفاد بأن الاحتلال دمّر أكثر من 17 مقبرة في قطاع غزَّة، وانتشل وسرق جثامين الشهداء، وعبث بها وقام بتشويهها، وإعادتها بعد سرقة أعضائها.

واستطرد: "ذلك يعدّ جريمة صهيونية متكاملة الأركان، تعبّر عن سادية هذا الاحتلال وفاشيته، التي فاقت كل الحدود وتجاوزت كل القيم والأعراف والأخلاق والشرائع السماوية".

الحزام الأمني على حدود قطاع غزة اعتداء على المقدرات الفلسطينية..

واعتبر أن مخططات الاحتلال "العدوانية" في إيجاد حزام أمني على حدود القطاع، عبر تدمير ونسف مربعات سكنية كاملة، وتجريف مزارع، ومنشآت مدنية، "جريمة صهيونية مكشوفة، واعتداء صارخ على أرضنا ومقدراتنا الفلسطينية".

ونبه القيادي في "حماس" إلى أن تكرار واشنطن دعوتها للاحتلال لحماية المدنيين وموظفي الإغاثة والمنشآت التابعة للمنظمات الإنسانية في قطاع غزَّة، منذ بدء العدوان وحتى اليوم، "دعاية إعلامية جوفاء لا أثر لها".

وشدد على أنَّ استمرار الصمت والتقاعس الدولي في وقف هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية "سلوك مريب قد يصل إلى حدّ التواطؤ والشراكة فيها، ولا يُفهم إلا في سياق الاستسلام للإرهاب الصهيوني المدعوم أمريكيًا".

حماس تُثني على الصمود الفلسطيني في قطاع غزة وبطولية المقاومة..

وأثنى القيادي أسامة حمدان على "ملحمة الصمود والثبات الأسطورية" التي يُسطرها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبـ "ما يصنعه رجالُ كتائب القسّام والمقاومة الفلسطينية من إبداعات بطولية تخلّد في تاريخ شعبنا النضالي".

وأردف: "مشهد أركان الحرب الصهاينة، مع نهايات الشهر الرّابع لعدوانهم النازي ضد قطاع غزَّة، يكشف عن تصدّع وتآكل داخلي وارتباك بين قادته المجرمين".

واستدرك: "قادة الاحتلال جميعًا على اختلافاتهم السياسية والعسكرية عاجزون عن تحقيق أيَّ هدفٍ من أهدافهم العدوانية".

وجدد التأكيد على أنَّ "المقاومة تدير هذه المعركة بكل قوَّة وحكمة واقتدار وتُبلي فيها بلاءً حسناً، وتتحكّم في إدارتها، ثأراً لدماء الشهداء ودفاعاً وحماية لأهلنا، وردّاً للعدوان".

وأكمل: "صمود شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وثباته على أرضه، وتقديمه التضحيات الجسام، وهو صابرُ مرابطٌ محتسبٌ، على مدار أشهر متتالية، والتفافه حول مقاومته واحتضانها بكل إيمانٍ ويقين، هو الصخرة التي ستتحطم فوقها كل مخططات الاحتلال العدوانية".

نتنياهو يبيع الوهم لجمهوره..

وذكر أسامة حمدان أن "المجرم الفاشل نتنياهو يتوهّم بأنَّه سيحقّق شيئاً من أهدافه ومخططاته على أرض غزَّة، التي لن تكون إلا مقبرة لأحلامه وأوهامه ومخططاته، ولجيشه".

وأفاد بأن "نتنياهو يواصل الكذب على جمهوره، ويبيع لهم الوهم، ولا يهتم في هذا السياق لأعداد جنوده القتلى كل يوم، ولا يكترث لأرواح جنوده وضباطه الأسرى عند المقاومة".

وشدد على أن "سياسة المماطلة والغطرسة (التي يُمارسها نتنياهو) ستفضي إلى مزيد من الخسائر التي ستعصف بمستقبله السياسي قريباً".

وجدد التأكيد على أن "الفرصة الوحيدة لعوده الجنود الصهاينة الأسرى لدى المقاومة أحياء إلى عائلاتهم لن تكون إلا بعد توقف شامل للعدوان على شعبنا، وكل تسويف وتأخير في وقف العدوان يعني مزيدا من القتلى في صفوفهم".

حمّلت حركة "حماس"، نتنياهو وأركان حربه والإدارة الأمريكية الشريكة في الجريمة، المسؤولية المباشرة والكاملة عن استمرار حرب الإبادة الجماعية وتداعياتها ونتائجها.

ودعت، الاحتلال إلى إنهاء حصاره المستمر منذ 18 عاماً على غزة وإدخال كافة المساعدات اللازمة لإغاثة السكان وإعادة الإعمار.

وطالبت، كل الدول والحكومات والهيئات الحقوقية والإنسانية في العالم، إلى مواصلة رفع دعاوى قضائية في محكمة الجنايات الدولية، ضدَّ الاحتلال وقادته السياسيين والعسكريين، لتجريم أفعالهم العدوانية، وتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب.

التهجم النازي على دولنا العربية والإسلامية "إفلاس سياسي للاحتلال"..

وأكد القيادي في حماس أن التهجّم المتواصل لنتنياهو وأركان حكومته النازية على دولنا العربية والإسلامية، وآخرها على دولة قطر الشقيقة، "يعبّر عن إفلاس وفشل سياسي في مواجهة سيل الانتقادات التي تطالهم دولياً".

وشدد على أن "التهجم على دولة قطر يؤكد عدم اكتراث نتنياهو وحكومته بالدور الحيوي والهام الذي قامت به قطر، ولا زالت تقوم به كوسيط نزيه وفاعل في مفاوضات وقف العدوان وتبادل الأسرى".

ونبهت إلى أن نتنياهو "يُحاول التهرب من جهود إنهاء العدوان بشكل كامل، وموقفه يعكس أزمة جيشه العميقة في الميدان".

وثمّنت "حماس" موقف جمهورية مصر العربية الرّافض لأيّ مخططات للكيان الصهيوني في احتلال محور فيلادلفيا، وفي تهجير شعبنا من قطاع غزَّة.

ودعت، كل الدول العربية والإسلامية إلى دعم هذه المواقف، والعمل بكل الوسائل لوقف العدوان وإغاثة شعبنا ودعم صموده وثباته على أرضه، وإدخال كل المساعدات التي يحتاجها شعبنا عبر معبر رفح رغم رفض الاحتلال.

حماس تؤكد رفض المخططات الصهيونية والتدخل الأمريكي بمصير الفلسطينيين..

ورفضت حركة "حماس"، ما يعرضه بعض القادة الصهاينة للأوربيين من حلول واقتراحات حول مستقبل قطاع غزَّة، حول إنشاء جزيرة صناعية عائمة لتهجير شعبنا إليها، أو اقتراح وإغراء بعض الدول لاستقبال أبناء شعبنا.

واعتبر القيادي حمدان أن تلك المقترحات "تُعبر عن عقلية الكيان الفاشية النازية وأحلامها المريضة في تهجير شعبنا عن أرضه".

وتابع: "نؤكد رفضنا تصريحات منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، وغيرها من تصريحات الإدارة الأمريكية حول مستقبل غزَّة بعد العدوان".

وعدّت حركة "حماس"، الموقف الأمريكي، "تدخلاً سافراً في شؤون شعبنا واستمراراً لنهج الوصاية التي تسعى من خلالها الادارة الامريكية إلى إبقاء هيمنتها على قرارات واختيارات الشعوب".

ونوه أسامة حمدان: "حركة حماس مكونٌ أصيل من مكونات شعبنا، وشعبنا صاحب الكلمة الوحيدة في اختيار قيادته وتقرير مصيره".